23 نوفمبر، 2024 12:00 ص
Search
Close this search box.

الجعفري وأخطاء الحساب بعيدا عن فصل الخطاب

الجعفري وأخطاء الحساب بعيدا عن فصل الخطاب

ربما يكون الذي كتب عن جعفري وفصل الخطاب منتميا لتيار ألاصلاح الذي بقي حبرا على ورق , بل أن ألآنصاف يقتضي أن يقيم الجعفري من خلال  تيار ألآصلاح الذي هو ليس كما وصفه من كتب عن جعفري وفصل الخطاب وقال أنه يحظى بمقبولية في الشارع مما جعلنا نقول عنه ربما يكون منتميا لهذا التيار , وألآ فأن تقييمه لايدل على انه على ألمام كاف بالعمل التنظيمي والعمل السياسي , لآنه قدم الجعفري مادحا وكأنه من السياسيين النوادر الذين يأخذون ببلدانهم نحو التقدم , والجعفري شارك في مجلس الحكم الذي أنتقد وسخر من أعضائه علنا بول بريمر في كتابه ” سنة من العمل في العراق ” وترأس أحد دوراته , والجعفري شغل منصب نائب رئيس الجمهورية , وشغل منصب رئيس مجلس الوزراء لمدة سنة , فماذا حقق الجعفري للعراق وللعراقيين ؟

في مجلس الحكم تفرد الجعفري ولم يقرب أحدا لااقول من حزبه ولكن من الكفاءات والخبرات العراقية وهي كثيرة  وبعضها يعرفها الجعفري جيدا , فجعل من عدنان ألآسدي معاونا مناوبا له فقط وعدنان ألآسدي لم يكن قياديا في حزب الدعوة ألآسلامية ولا معروفا بنشاط ثقافي وكان مرافقا للجعفري مما جعله يرشحه لوكيل وزارة الداخلية , وهذا الترشيح يندرج في أطار المحاصصة والدمج ولايندرج في أطار الكفاءة وألآختصاص , بينما عمل بعض أعضاء مجلس الحكم ومنهم عبد العزيز الحكيم الذي أدخل مجموعة من حزبه الى مجلس الحكم كمعاونين ومن ثم أدخلهم للحياة السياسية ومنهم همام حمودي ومحمد تقي المولى وجلال الصغير وباقر صولاغ وعادل عبد المهدي , بينما لم يقدم الجعفري أحدا من أخوانه ومن قيادات حزبه  وألآمريكيون الذين كانوا يبدون متعاضا عن مثل هذه التعيينات ألآ أنهم كانوا يريدون بالعراق مكرا فكانوا يسكتون عن ألآخطاء لآنها لصالح بقائهم وحاجة العراق لهم ولذلك نسمعهم اليوم يقولون لايمكن للجيش العراقي التغلب على داعش ألآ بعد أعادة تنظيمه وبناءه ومن المسؤولين عن عدم بناء الجيش والشرطة بناءا مهنيا ووطنيا هو الجعفري ومعه الكثير , والجعفري من الذين شاركوا في كتابة الدستور وألآلغام التي وضعت داخل الدستور وتم السكوت عنها في وقتها فالجعفري من الذين يتحملون مسؤولية كتابة دستور ملغوم لايستقر معه البلد أبدا والمناطق المتنازع عليها واحدة من ألآلغام القاتلة , بينما كنا نسمع الجعفري يتبجح بأنجازات منها كتابة الدستور , والدستور هذا حاله حتى أن صياغته لاتنتمي للغة الدساتير المتزنة , ففي الديباجة هناك أخطاء فكرية وفي المواد ألآولى هناك تداخل وأختلاط غير مسموح به في لغة القانون والفقه ولاسيما في المادة ” 1″ والمادة “2” وهناك خلط بين صلاحيات السلطات الفدرالية وصلاحية ألآقاليم , مثلما هناك أستعجال في تعريف العراقي وجعله من ولد لآب أو أم عراقية , وهذا الخلط يحمل العراق مما لاضرورة له , بل ويجعله يقع في مخالفات شرعية من حيث تسجيل ألآبناء الذين لابد أنتسابهم للآب , وكان بألآمكان جعل أستثناء للحالات الخاصة التي لايمكن التعرف على أبائهم كحالة أنسانية ولكن هذا لم يحصل

والجعفري يفتخر بأن عملوا ألآنتخابات , والذي يدقق يجد أن المفوضية المسؤولة عن ألآنتخابات هي بالمحاصصة ولذلك لم تسلم أجراءاتها من عدم القدرة على منع المزورين الذين أصبحوا ينتشرون في البرلمان وفي مجالس المحافظات وبعضهم صاروا يعتبرونه قيادي في التحالف الوطني , ولم تستطع المفوضية منع المخالفات ألآنتخابية التي يسيطر عليها المال علنا ولم يستطع الجعفري منع الترشيحات العادلة والفوز العادل في قائمته الخاصة ولذلك أصبح تياره لايحظى بشعبية في أوساط الناس وعدم حصوله على عدد مقبول في المحافظات وفي بغداد هو من مؤشرات الخيبة والرفض الشعبي , والجعفري الذي يمتلك فضائية تجعل منه حاله حال المرتهنين للخارج لآنه لايمكن له بأمكاناته الخاصة أن يفتح فضائية وهو من أعترف في بعض المواقف الخاصة أنه يأخذ من اليد التي تتوضأ ؟ حتى علق أحد السياسيين قائلا تبا لليد التي تتوضأ وتنشأ فضائيات للدعاية الشخصية وتترك فقراء العراق ينامون في بيوت الصفيح ؟ والجعفري لاتزال عائلته مقيمة في لندن وهذه لاتحسب لكل وطني يتفاخر بوطنيته ويعيش مع شعبه يعاني مايعاني , فمن أين تكيلون المديح للجعفري ؟ أتريدون أن تظلوا أمعات تعبدون المظاهر وتنسون ماأنتم فيه من بؤس وتمزيق للوطن , أن الحاشية من حول الجعفري لاتدل على أن الرجل جاد في ألآصلاح وأختيار ألآكفأ وأنما هو حاله حال الباحثين عن الجاه والسلطة وما جلوسه في قصور صدام ألآ تعبير عن نزعة فيها من ألآنانية الشيئ الكثير , وهناك مسألة تطارد الجعفري ولايمكنه التخلص منها وهي أنه أبتعد عن كل أصدقائه القدامى وعن كل معارفه ألآ ماهو من حواشيه وهذه الظاهرة مجمع عليها من قبل الذين عملوا مع الجعفري في السنوات ألآخيرة فمن عمل معه مستشارا وأبعد لآنه محسوب على جماعة السيد السيستاني سألوه كيف وجدت الجعفري ؟ فقال : وجدته رجلا بلا أصدقاء ؟ فهل يفتخر العراق برجل بلا أصدقاء علما بأنه لم يقلد ألآمام عليا الذي قال : والله لقد رقعت مدرعتي حتى أستحييت من راقعها ؟ وألآمام علي قال : هلك الرجل أذا كثر خلفه خفق النعل ؟ والجعفري حريص على الحواشي والحمايات مما جعل الكثير من أصدقائه القدامى ينفرون منه , هذا هو الجعفري الذي يقول تباهيا مع قناة العربية : نحن في السفح وذاهبين الى القمة ؟ وما يدري أنه والذين معه ينحدرون في وادي سحيق مما أعطى الفرصة لداعش وغيرها.

أحدث المقالات