بشار الجعفري المندوب الدائم لسوريا في الامم المتحدة؛ صاحب موقف؛ واضح؛ يعرف ماذا يريد وقناص في ضرب خصومه واحراح العربان في الجلسات الدولية؛ دبلوماسي من نوع غير مألوف في الدول العربية.
لايذهب كثيرا في الكلام ولايزعزع الجمل ولايحرف المصطحات ويقلبها المهم عنده أن يوصل فكرة واضحة عن السياسية الخارجية للبلاده؛ يمكن القول انه سفير بلسان خطيب حريص على بلده لاينطق الكلمات ترفا ولايسرف في الخطابة ولايغرد خارج سرب اهتمام الوطن ة لايقول نحن حكومة ملائكية ولاينشغل في الوعظ والارشاد ويتقن عمله مما يتناسب مع مصلحة حكومته وشعبه .
خطاب الجعفري السوري يتصف بميزة جميلة أنه خطاب يفهمه الجميع بلا استثناء وهو صاحب نص لايقبل التقليب او التفقيه او التعجين او التمدد أو التناثر اللفظي وهو لايعرف الكلمات الهجينة.
معروف ان سوريا عبر خطابات بشار الجعفريواجهت على مدى السنوات الماضيه الدول الكبرى والدول الشرعربية التي محورها السعودية وقطر مصنع الوهابية عبر خطاب دبلوماسي واضح الهدف لتقول ان داعش والنصرة وباقي الجماعات المتطرفة فايروسات تنتشر في العالم مثل انتشار السرطان الغددي في الجسد.
مرونة الجعفري السوري اثبتت ان الدبلوماسي الحكواتي سيفشل حتى وان كان كثير اللقاءات وكثير السفر وتحول الى سندباد العصر لانه ياخذ الاخر إلى متاهات وينقله عن الهدف المرسوم له ويضيع وحدة الموضوع في ذكر ماليس له اهمية في هذه المرحلة.
ليس من الصحيح استمرار العمل على توجيه خطايات انشائية في العمل الدبلوماسي لاسيما البلدان التي تحتاج الى جهود دولية لتخليصها من داعش ومشتقاتها، بل الاكثر نفع العمل بلغة دبلوماسية مقنعة تغض الحجة وتردع القلوب المتعاطفة مع المجاميع الارهابية و اقناع الدول الاسود التي لها القدرة على توفير الدعم الدبلوماسي والتسليحي من خلال انتاج المزيد من الدبلوماسيين الذين يشبهون بشار الجعفري السوري بعيدا عن الشيفونية والشفافية والمارد المعنوي!