18 ديسمبر، 2024 10:48 م

الجسور والمواصلات من المعاضل الرئيسية لاهالي مدينة الموصل…

الجسور والمواصلات من المعاضل الرئيسية لاهالي مدينة الموصل…

مدينة الموصل التي تعتبر مركز محافظة نينوى واكبر قضاء فيها والتي يبلغ تعدادها اكثر من اربعة ملايين نسمه يسكنها نسيج اجتماعي متنوع عبارة عن مزيج من كل المكونات والقوميات والاعراق الدينية وهي تعتبر عراق مصغر بكل اطيافه وانتمائاته الفكرية والقومية والعرقية. حيث انه تجد سكان هذه المحافظة مكون من العرب والاكراد والشبك والتركمان وكلها قوميات مستقلة اضافة الى تنوع الاديان فيها من المسلمين والمسيحيين والايزيدية ويعيش هؤلاء السكان بكل اعراقهم بطيبة وتسامح رغم تعرضهم لعواصف كادت ان تدمر هذا النسيج الاجتماعي المميز.. ولكن ارادة اهالي هذه المحافظة كانت هي الاقوى دوماً… وبعد تحرير المدينة ومارافقها من دمار شامل طال البناء والبنى التحتية وبعد اكثر من ثلاث سنوات مازالت مدينة الموصل تعاني من نقص في الخدمات وخاصة المواصلات فمدينة الموصل يربط جانبيها الايمن والايسر خمسة جسور كانت قائمة تعبر من خلالها السيارات الصغيرة والكبيرة ومئات الشاحنات المحملة بالبضائع من والى المحافظات الاخرى. وكانت هذه المدينة تعتبر المركز التجاري الرئيسي بعد العاصمة العراقية بغداد. كونها الخط الرابط بين اوربا من خلال تركيا وسوريا ولاهميتها التجارية ولموقعها الجغرافي المميز وواقعها الزراعي الذي تعتبر اولى المحافظات العراقية من ناحية الزراعة وقد لقبت بسلة خبز العراق لما تنتجه من محصول الحنطة سنوياً…
اليوم تعاني مدينة الموصل من طرق صعبة وجسور مهدمة اغلب اجزائها ورغم قيام الحكومات المحلية لمعالجة الخلل ولكن بطرق ترقيعية الا ان الواقع يعكس معاناة المواطن الموصلي من ذلك. فانتقالك بين اطراف المدينة يتطلب منك الانتظار الممل أحياناً وعند عبورك اي من الجسور السالكة المتبقية تجد نفسك وكانك حققت انجاز يذكر..
ان كل ماتبقى من الجسور ويكون سالك بصورة صحيحة هو الجسر الحديدي الذي يعتبر اقدم جسر في مدينة الموصل واليوم تم اضافة جسر الحرية القريب من الجسر القديم ولكن دوره محدود جدا كونه لايلبي طموح اهالي المدينة لموقعة الفاصل والبعيد عن احياء الجانب الايمن والايسر السكنية. ولايمر منه الا من اضطر للذهاب اليه..
اما بقية الجسور فالثالث مازال قيد الانجاز ولانعرف اذا كان سيعود مثل سابقه ام عملية ترقيعية فقط ومتى سوف تكتمل وتنصب كل اجزاءه فهذا مرتبط كله بوعود اغلبها غير صحيحة وقد ملل المواطن الموصلي من ذلك..علما ان هذا الجسر لو ارادوا اكماله الحكومتين المحلية والمركزية لكان الان داخل بالخدمة ويحل مشاكل كثيرة من مشاكل الطرق والمواصلات لمدينة الموصل حيث انه يربط الجانب الايمن من شارع بغداد الرئيسي مرورا بمنطقة موصل الجديدة والاصلاح الزراعي والرفاعي والمستشفيات الرئيسية لمدينة الموصل والمهدمة حاليا بمعظم دوائر الجانب الايسر المهمة والتي تكون في مقدمتها جامعة الموصل ومستشفى ابن الاثير للاطفال وصولا الى منصة الاحتفالات واحياء المثنى والسكر والمصارف وغيرها من الاحياء الاخرى والى جهة منطقة الغابات السياحية وفندق نينوى اوبروي وحي العربي مرورا الى طريق محافظات الاقليم شمالا عن طريق محافظة دهوك الدولي الرابط بين تركيا والعراق…..
والجسر الرابع الذي لاتقل اهميته عن سابقه والذي يعمل بسايد واحد حاليا وبصورة ترقيعية فقط ويعتبر مشلول الحركة النصفي كونه اتجاه واحد ويعبر منه الناس بشاحناتهم وسياراتهم الخاصة ذهابا وايابا…وتجده دوما يعاني مت ازدحامات مرورية خانقة كونه مزدحم دوما لانه يربط الجانبين الايمن والايسر من دورة شارع بغداد الرئيسي مرورا بحي المنصور ووادي حجر ودورة السواس باتجاه وسط المدينة الى شارع الدواسة التجاري الشهير مرتبط بالجانب الثاني لضفة نهر دجلة من حي الضباط والمالية الى جامع النبي يونس ثم يكون نهاية ارتباطه بشارع رئيسي يصل الى عاصمة اقليم كردستان محافظة اربيل….
والجسر الاخير في هذه المدينة هو الجسر الخامس والذي يندب حظه العاثر ايضا بسبب مالحقه من دمار وخراب بسبب الحرب ومازال يعاني من ترقيعات الحكومة المحلية وبين فترة واخرى تجد المسؤولين المحليين يقومون باغلاق هذا الجسر لوجود خلل فني فيه ولايستطيعون سوى معالجته بطرق تقليدية قديمة ويعتبر العبور منه غير آمن ولكن للضرورة أحكام كما يقال….
هذه هي مشكلة جسور مدينة الموصل التي تم صرف عليها مبالغ خيالية من قبل منظمات مجتمع مدني وحكومات محلية متعاقبة ولكن دون جدوى ودون اي نتيجة تذكر على امر الواقع…. ومازال المواطن الموصلي يعاني من مشكلة اسمها الطرق والمواصلات بسبب هذه الجسور المعلقة بانتظار اصحاب القرار واعادتها الى ماكانت عليه قبل عام 2014 واعادة الحياة الطبيعية لاهالي مدينة الموصل التي مازالت تعاني آثار الدمار من تلك الحروب..