18 ديسمبر، 2024 8:03 م

الجسم السياسي العراقي في مرحلة الموت السريري

الجسم السياسي العراقي في مرحلة الموت السريري

لا عز الا بالشباب الراقي * الناهض العزمات والاخلاقِ

الثائر المتفجّر الدفاقِ * لولاه لم تشمخ جبال بلادي

الصراع الشعبي الدامي مع النظام الحاكم في العراق يتطوّر بشكل متسارع لصالح الشعب ومطالبه وتعزيز قناعاته التي يطالب بها . ويتناقض هذا التطور تماما مع كل ما يدعيه النظام من اصلاحات وتعديلات للعملية السياسية و يبشّر بالانهيار , واضح ذلك من عدد الشهداء الكبير والغير معقول والا مقبول , وهذا موقف سلبي ليس في صالح النظام ومن يؤيده ويسنده ويتعامل معه و الاهداف المختارة المرفوضة والمستهدفة من قبل المتظاهرين السلميين مثل القنصليات الايرانية وحرقها وخاصة في محافظة كربلاء و محافظة النجف التان تعتبران المراكز الروحية للنظامين العراقي والايراني كونهم يرتكزون على المذهبية ” الشيعة الاثني عشرية ” و هجوم المتظاهرين على المقرات الحزبية في كل المحافظات الجنوبية و قبر محمد باقر الحكيم في النجف بعد الاساليب العنيفة ضد المتظاهرين امام القبر . كل هذا الحاصل ادى الى خلق حالة تناقض بين ما يطلبه المتظاهرين والنظام وعدم التعامل الهادئ والمنطقي مع المعترضين ومواجهتهم بأسلوب همجي عنيف متناقض تماما مع ما يدعونه كنظام ديمقراطي قانوني . هذا الاسلوب الارهابي الدكتانوري المتسلط سارع في تطور هذا التناقض من ثانوي الى تناقض رئيسي . و ” التناقض الرئيس لا يزول الا بزوال احد الطرفين ” والمنطق يشهد باستحالة زوال الشعب بل يؤكد زوال النظام والعملية السياسية بالكامل التي فرضت على الشعب العراقي نتيجة الاحتلال الامريكي . والحال المشتعل في العراق ” ليس في صالح الولايات المتحدة وايران ومن يواليهما ” وهم يعرفون ومتأكدين من ذلك . ” الثورة ” في العراق ونسميها الثورة لانها رافضة لكل ما اتى به الاحتلال وتطرح بدائل متقدمة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية و القانونية والانسانية والعدالة . هذا الحال واضح للمتابعين المدركين يعرفون تماما اتجاهات وميول حكام العراق الموالين لايران بشكل روحي متجاوزين الحالة الوطنية بكل اشكالها ومفاهيمها ومحتواها . والولايات المتحدة الامريكية هي من شجّع وسهل للتيار الاراني من ان يحكم العراق ويتصرف به وفقا للمصالح الامريكية والايرانية لابل حتى الاسرائيلية والكويتية . تفاجئ الجميع بهذه الثورة ” الشيعة الحقيقيون ” يثورون على من يدعي الشيعية ويرتكز عليها في سلوكه ومنهجه وسياساته . وهذا عنوان وايضاح مهم للشعب الايراني ببطلان منهج نظام الملالي في ايران وكذب وزيف ما يدعونه والخطئ السياسي الايراني في المنطقة العربية والعالم الاسلامي ويؤكد هذا ايضا للعالم وللشعب الامريكي على خطئ ما اقترفته امريكا و 33 دولة تجاه العراق واحتلاله وتدميره كشعب ووطن . حاولوا ويحاولون ” النظام العراقي والايراني والادارة الامريكية ” استخدام كل الوسائل المتاحة التي يتمكنون منها ” العنفية والاغرائية والاعلامية والتسويفية ” قطعوا الانترنت واغروا بعض شيوخ العشائر ووسائل الاعلام وعتّموا على بعضها واغروا عدد من الكتّاب وحاولوا الاندساس بين الثوار لتخريب الثورة ” حتى وصل الامر ” اتهام ممثلة الامم المتحدة بالرشوة من قبل النظام ” لتهاونها الواضح فيما يجري في العراق من قتل للمتظاهرين المحتجين السلميين , لكن كلها فشلت وتلاشت بشكل ملفت للنظر بفضل الصمود المدهش للثوار الذي فاق كل تصور وتوقع . وهذا يعني بأنه ” لامجال امام النظام العراقي وايران والولايات المتحدة الا الانسحاب والرضوخ لمطالب الثوار وهذا صعب ويعني اعطاء الضوء الاخضر للثورة في ايران بشكل حاسم وغير تراجع في اسقاط النظام وتغييره وفضح الولايات المتحدة ومن والاها امام شعبها وشعوب العالم وتثبيت قناعة هذه الشعوب بان اميريكا دولة استعمارية تستخدم اقذر الوسائل لتنفيذ مشاريعها الاستحواذية التسلطية على شعوب العالم المسالمة . النظام السياسي في العراق يحتظر بل في حالة موت سريري فالمنطق والمفروض عالميا وقانونيا وشرعيا تشكيل حكومة انقاذ من شخصيات سياسية او مفكرين ووجهاء مستقلين , وبمشاركة الامم المتحدة واشراف دولي نزيه ومحايد لاعادة تشكيل حكومة منتخبه وفق دستور جديد مغاير . كل الكتل السياسية والاحزاب والوجوه المشاركة في العملية السياسية منذ الاحتلال الامريكي عام 2003 للعراق يعيشون كابوس غير معهود ولا يخطر على بال احد كذلك النظام الايراني والولايات المتحدة يعيشون نفس الكابوس الذي سيخلق كوابس مزعجة ومفزعة في المنطقة وكل العالم في المستقلبل القريب . . . . . . . . . . . الشعر للشاعر ايليَّا ابوماضي