23 ديسمبر، 2024 10:37 ص

“الجزمة” عودة بعد غياب طويل

“الجزمة” عودة بعد غياب طويل

بعد سنوات من ركنها جانبا عادت (جزمة) ابو مهند خلفة البناء ذو الـ50 عاما الى الواجهة من جديد عندما استطاعت حلّ مشكلة كبيرة في ازمة الامطار الغزيرة التي هطلت على بغداد مؤخرا. يقول ابو مهند: لم اكن اتوقع ان تكون الجزمة التي اعتز بها لانها عاصرت سنوات المحنة في زمن الحرب تعود من جديد حيث اصبحت تتناقلها الايدي قبل الارجل. زاد الطلب على (الجزمات) – هي التسمية التي يطلقها العراقيون على الاحذية المطاطية الطويلة – وجعل اسعارها ترتفع من 7 آلاف الى 10 الاف  دينار كما يقول سعدون اللامي بائع المواد الانشائية بمدينة الصدر، ويضيف: كانت الجزمة حكرا على بعض مهن البناء خصوصا خبط السمنت ولكن الامطار الاخيرة جعل الطلب يزداد عليها لاجل التنقل بها من مكان الاخر خصوصا في مناطق شرق بغداد ومنها مدينة الصدر. تمتاز (الجزمة) بلونيها الابيض والاسود بالنسبة للكبار والالوان البراقة للصغار وربما يفضل الشباب اللون الابيض على غيره كما يقول محمد ساهي 25 عاما من اهالي الشعب: الابيض افضل لان الجزمة السوداء تجعلني أبدو كعامل بناء مع الاحترام لكل اصحاب المهن.
بعض الذين لم يكونوا يتوقعون ان تكون (الجزمة) هي الحل في ظل غياب الحلول البلدية، اقتصر سعي هؤلاء الى طلب هذه الوسيلة الجديدة – القديمة من الاقارب والاصدقاء كما يقول هادي سرحان من اهالي حي اور: لم اكن اتوقع ان تحاصر الامطار بيتي من كل جانب وانتظرت ان تحل الازمة لكن دون جدوى ما جعلني استعير الجزمة من جاري ابوعلي. هناك طرق عديدة يمكن ان تجعل (الجزمة) هي الحل وحلقة الوصل بين مكان واخر كما يقول السيد حنون الموسوي من اهالي الشعب: البس الجزمة عندما اخرج من البيت الذي تحاصره الامطار من كل مكان حتى اصل الى منطقة يمكن ان استبدل فيها (الجزمة) بحذاء عادي  بعد ان اضع (الجزمة) في كيس من البلاستك. ويضيف ان هذه الفكرة جاءته من احد الافلام العربية عندما تقوم بطلة الفيلم باستبدال حذائها العادي بآخرمن طراز الكعب العالي.
لعل الاطفال اكثر الافراد فرحا بالحزمات الملونة هي تلامس مياه الامطار. وشهد العراق موجة امطار غزيرة حعلت بعض المناطق عبارة عن مسطحات مائية. وقد عللت الجهات الخدمية المسؤولة سبباً في غرق اغلب مناطق العاصمة الى قدم شبكات الصرف الصحي وضعف قدرتها الاستعابية التي لا تستطيع معها تصريف مثل هذه الكميات الهائلة من الامطار. كل هذه الامور جعلت من بعض العراقيين يعتمدون على الوسائل البديلة  كحلول انية حتى يأتي الفرج.