15 أبريل، 2024 10:55 م
Search
Close this search box.

الجزرة والعصا في سياسة ترامب

Facebook
Twitter
LinkedIn

من يعتقد ان رئيس اكبر دولة في العالم اهوك ومجنون فهو واهم لان امريكا دولة مؤسسات تخطط لسنين الى الامام .. بمعنى ان الدولة تقرر السياسة العامة والرئيس ينفذ ضمن صلاحياته الواسعة وفق ما تقتضيه سياسة امريكا البرغماتية .. لذلك ان تصرفات الرئيس ترامب تعكس تلك السياسة وهو اكثر مَن يتقن لعبة خلط الأوراق والتلاعب بالالفاظ مثلما قام بتوفير ٨٠٠ مليار دولار من جرّاء تعديل قانون الرسوم التي فرضها بسبب الخلل في الميزان التجاري الذي استمر سنين مع الدول السبع، فضلا عن جني ٥٠٠ مليار دولار جراء عقود استثمارية مع دول الخليج .. كما قام بالغاء قمة سنغافورة ثم عدل عن ذلك وقرر العودة الى لقاء الرئيس الكوري الشمالي وفي ذلك إشارة الى ان اللقاء لا يعني مصافحة ومشهد استعراضي في الاعلام او مكافئة للرئيس مجرد قبوله اللقاء وانما مواقف جدية لأجل نزع وتفكيك منظومة السلاح النووي لكوريا .. ويبقى السؤال المهم ما سر هذا التغيير المفاجئ في الموقف الكوري بتفكيك منظومة اسلحتها المتطورة التي صرفت عليها المليارات من قوت شعوبها، طبعاً من السذاجة القول ان هذا الموقف جاء بعد نصيحة من الصين .. بل ان الجواب اليقين هو ما دار خلف الكواليس بين المعنيين في هذا الشأن، لهذا مخطئ من يتصور ان الموقف الكوري يتسم بالشجاعة وهي تدمر بأيديها ما بنته في سنين، وانما المواقف الحازمة التي اتسمت بها سياسة الرئيس ترامب هي السبب في هذا التغيير المفاجئ، وهذا ما عجز عنه رؤساء امريكا من قبل، والأكثر من ذلك سوف تستمر العقوبات لحين نزع كامل الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية .. ثم ليس مصادفة ان يتزامن هذا الامر مع اعلان الرئيس ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران وإعلان حزمة من الشروط فضلا عن التهديد بفرض حصار وعقوبات لا مثيل لها في التاريخ مما يعني ان هذا الموقف المتزامن مع نزع أسلحة كوريا اكيد لم يكن بروبوكندا إعلامية وانما اصرار على نزع أسلحة ايران أيضاً كما حصل مع كوريا الشمالية وردع تجاوزاتها في المنطقة وإيقاف تطوير صواريخها الباليستية .. معنى ذلك ان ترامب أراد ان يقول لكوريا وايران لا مجال للمناورات والمماطلة والتسويف، وهذا ما تيقنت منه كوريا وذهبت للحل بنزع اسلحتها النووية وفق ميزان المصلحة الذي يصب في صالح الشعب الكوري بدلا من المكابرة وسباق التسلح الذي لن يغير من ميزان القوى في العالم ولم يجدي نفعاً للشعب الكوري غير صرف الاموال والحصار والحروب والنكبات .. وبقي هل تتعض ايران وتنصت لصوت العقل وتتخلى عن أحلامها المريضة وإمبراطوريتها التليدة ام تبقى تكابر في عنادها وغطرستها وفي النهاية تتجرع السم وتنحني صاغرة بعدما تدفع ثمن تعنتها غالياً مثلما تجرعت السم في حربها مع العراق ..

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب