18 ديسمبر، 2024 9:11 م

الجزائر والسودان ،،- من الرئيس الوقح إلى الرئيس الشبح …

الجزائر والسودان ،،- من الرئيس الوقح إلى الرئيس الشبح …

يبدو ان الزعامات العربية تريد ان تعرض للعالم نماذج غريبة وغريبة جدا من اشكال الاستحواذ على السلطة والتمسك بها الى النهاية ، ولقد عرضت هذه الزعامات قبلا الكثير من أساليب المراوغة واستغلال الشعوب ، ومنها الاستهزاء حتى بالدساتير التى هم وضعوها ، فتارة يمضون الى تغيير العناوين او تمديد الولاية او تعديد تجديد الولايات، ومنهم من كان يعد نفسه حاكما ابديا او منهم وهو جمهوري ورث ولده الحكم مبدعين في علم السياسة النظام الجمهووراثي ، وبلا خجل جعلوا بلداننا أضحوكة للعالم ، واليوم وبعد كل آثار ما أطلق عليه الربيع العربي ، يقوم رئيسان في دولتين عربيتين بمعاداة الشعب ومكايدة التظاهرات بالتمسك المقتتل بالسلطة ، الاول، في جزائر المليون شهيد يمسك بالسلطة وهو على فراش الموت ، تحت عنوان الرئيس الشبح ، الرئيس الغائب عن الرئاسة منذ سنوات وهو في ولايته الرابعة ، ورغم هذه الغفوة الطويلة يريد التعهد بالولاية الخامسة وهو لم يعد يقوى حتى على الجلوس على الكرسي المتحرك ، فاي مثل وأي رئيس هذا، بل يريد هو وحاشيته الحاكمة ان يقول العالم على شعب الجزائر أي شعب هذا، أن مشكلة بو تفليقة وحزب جبهة التحرير تكمن في التغني بالماضي والعيش في ظله وكان العالم يقف عند الماضي لا فيه حاضر ولا فيه مستقبل ، وتناسى قادة هذه الجبهة المناضلة ضد الاستعمار الفرنسي ان ثمة أجيال ثلاثة بين جيل قادة التحرير وبين جيل التغيير ، فعلى قادة حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية التخلي عن دور الوصاية على الجزائر وان تأخذ قيادة هذا الحزب بالتعامل مع الاجيال بروحية هذه الاجيال سواءا اكانت في تنظيمات الجبهة او تنظيمات الاحزاب الاخرى ، هذا هو منطق العقل الذي اخذ يخالفه ايضا الرئيس المشير القابع في الخرطوم منذ ثلاثين عاما والسودان الى الوراء يوما بعد يوم ، الرئيس الذي جاء بانقلاب على الشرعية الانتخابية عام 1989، الذي اطاح بحكومة الصادق المهدي الذي مهد السبيل لها تنازل المشير سوار الذهب ، فاي مذهب ذهب المشير ،
ان السودان دولة منحها الله أخصب أرض زراعية وجعل النيل يتمايل بين هذه الأراضي ، الا ان السودان يستجدي الغذاء اليوم ، لماذا لان البشير وحزبه لا يمنحان الزراعة الأهمية المطلوبة لان البشير لاهيا بالسفسطة السياسية والحروب الإقليمية ، وأخيرا كان سببا في انفصال جنوب السودان ، وأصبح السودان بلا نفط ، وهو أي المشير والحال هذه لا يريد مغادرة الكرسي الذي كلف السودان عشرات الآلاف من الضحايا وجعل شعبه فقيرا وشبابه يهاجر في كل أرجاء العالم.
ان الزعامات العربية بلا استثناء ما هي الا أثقال على جسوم الشعوب ولا ترفع هذه الاثقال الا بالثورات، واليوم تشهد الجزائر الثورة على الشبح ، والسودان يشهد التمرد على الرئيس الوقح، أعان الله الشعوب العربية على حكامها الأشباح ومعادي الإصلاح .