22 ديسمبر، 2024 2:37 م

الجزائري من اجل ميثاق اخلاقي و فكري للانتقال الديمقراطي للحراك

الجزائري من اجل ميثاق اخلاقي و فكري للانتقال الديمقراطي للحراك

إن اللقاء المطلوب و المرجو قد تأخر كثيرا و المطلب هنا عاجل على الاقل بين من يسميهم البعض ب ” النخب ” و من يتوفرون على شبه خصائص النخب من كل جهات الوطن بعيدا عن هيمنة و تدبير النشطاء الظاهرين و المستحوذين عبر مريديهم على الفضاء العام و من غير اقصاء و تحيز …
أتمنى أن يلتقي العلمانيون الناشطون في الحراك مع كل المنافحين على الثوابت و الاصالة و كل فرد اسلامي منتمي او غير منتمي نزيه و شريف ليضعوا ميثاقا للانتقال الديمقراطي و التعايش المستدام من غير استثناء احد او تهميشه…
ليحدد الميثاق الشكل العام للنظام المنشود و طبيعة و ملامح الدولة و خصائصها الحضارية و القيمية و مكانة الدين في نظام الحكم المنشود و في الفضاء العام و هل من موقف من المادة الدستورية ” الاسلام دين الدولة”…
و ما طبيعة العلمانية و الديمقراطية التي ينشدها كل طرف و هل من امكانية طريق ثالث تشتغل عليه النخبة لتجنب المحاكاة و التقليد و السطحية و ابتكار حلولنا التي تجنبنا الاستقطاب الايديولوجي الحاد و مكانة الامازيغية و بأي لغة ندرس و تتكلم وسائل الاعلام…
و ما مكانة اللغات الاجنبية في نظامنا التربوي و الثقافي و ملامحهما و خصائصهما و علاقتنا بفرنسا كيف تكون و بأمريكا و بالاخر و بالاوليغارشيات الدولية و كيف نحافظ على ثرواتنا…
و ما حكاية الحكم الفيدرالي و موقفنا من حركة ” الماك ” و هل تكون لها مكانة في الفضاء السياسي الجزائري و ما مكانة اللغة العربية …الخ…
و عندها و بعد هذا التعارف على المشتركات الكبرى و التباينات بوضوح يتم مناقشة موقف الكل من الاقتراع النزيه و مخرجاته و من الديمقراطية و ماهي عند كل طرف الديمقراطية و موقفنا من موضوع المجلس التأسيسي…
و الا فسيستمر النقاش غير واضح و تعيش الاطراف حالة من الفصام و الازدواجية و المراوغة و الرفض و التناحر…
و علينا ان نطرح مشكلة التمثيل و التعايش و الاختلاف و حرية من لا يملكون اغلبية و هل نحترمها و اذا احترمناها هل نلتزم بمنح من لا يملكها حظا و منحة في التواجد في دواليب مؤسسات السلطة من اجل التعايش و انهاء كل اشكال الصراع و الاحتقان بعد تحديد الكيفية و السبل بعيدا عن استغلال بعض النشطاء سبقهم الاعلامي في حقبة الحراك عبر الافتراضي في شبه حملة انتخابية قد تؤثر على خيارات الشعب و المواطنين…
قد يقول قائل هذه تترك لما بعد النظام الديمقراطي الذي يتشكل بعد تحقيق مطلب الحراك رحيل شامل للنظام السابق…
او يجب ان تترك للتنافس الديمقراطي ..

نقول ان هذه القضايا الحساسة المتروكة غامضة عند كل الاطراف مكنت السلطة من استغلالها و مكنت ربما جهات تراقب عن بعد من اختراق الحراك و لو من خلال خطاب عن بعد…

كما اظهرت زعماء صنعهم النت و وسائل الاعلام المستلبة و غير الاحترافية و الاستهلاكية…

و مكنت من ظهور زعامات ابدية داخل و خارج الوطن في حملة انتخابية سابقة لأوانها ستمنح للبعض سبقا على غيرهم من النخب في مختلف ربوع الوطن…

كما شكلت العاصمة و المدن الكبرى مركزيات على حساب غيرها من المدن و القرى و الأرياف و التي لا تخلو من حركة جمعوية متفاوتة القدرة و من نخب قديرة و منها من كان له دور كبير كفاحا و نضالا و تأسيسا…
حتى تشكل و صنع للأسف جدار مثل جدار ” بارليف” ليقال للنخب الشريفة اخترقوه بأجسادكم و بلا إمكانات مادية و إلا اخرسوا…
ندعو الى هذا عاجلا بعيدا عن التلفيق و المراوغة و النفاق الإجتماعي و الأنانيات الصارخة فإن مصلحة البلاد و مستقبلها في هذا المنعطف التاريخي في خطر…