إن إرتفاع وتيرة إغتيال وإختطاف النشطاء بشكل لافت في الآونة الأخيرة لدليل دامغ على هزيمة “الجرذ الثالث ” وما إصرار الجماهير المنتفضة الغاضبة على التظاهر السلمي برغم عمليات الترهيب المنظم ضدهم في محاولة لشيطنتهم وسحبهم الى صراع هم في غنى عنه حاليا مع من باتت نهايته قريبة بكل المقاييس العقلية والنقلية ، سوى دليل على كفر الشعب بعبادة الأصنام السياسية الظاهرة منها والمستترة في عموم البلاد ولن يهدأ للشارع بال لحين إستقلال العراق في قراراته وسياسته وإقتصاده كليا لا لحين إقرار قانون أو تشكيل مفوضية أو إجراء انتخابات محاصصاتية تسبح بحمد المستخربين وتدور في فلكهم كما في كل مرة ، ولنكن أكثر وضوحا وإن لم يفقه ذلك المتظاهرون أنفسهم ، إن الصراع الحالي هو صراع سيادة كاملة وغير منقوصة بين الشعوبية الوافدة الحاقدة وبين اللاشعوبية الرائدة الصامدة في بلاد ما بين النهرين ، صراع بين الأصيل والدخيل ، نقطة راس سطر ، ولا شك أن إستمرار الإعتداءات على المتظاهرين وإغتيال قياداتهم وحرق خيامهم ستزيدهم إصرارا على إقتلاع – الطرف الثالث – ونقل حكمه الهزيل الى آخرين !
وعلى ذكر الطرف الثالث لم أكن أتوقع ولا في أسوأ كوابيسي أن يطور الجرذ العراقي مهاراته مستغلا – اكسباير- السموم المستوردة المخصصة لقتله شأنها في ذلك شأن الأدوية والأغذية والأجهزة والأسلحة ، ليحدث ثقبا في الثلاجة من الخلف تسلل عبرها الى ما لذ وطاب من ألوان الطعام والشراب غير مبال بإنخفاض درجات الحرارة داخلها ، الا أن الجرذ العراقي أسوة بالسياسي العراقي فعلها ، فكما أن الأخير أحدث ثقوبا في الدستور والقانون والمنظومات الاخلاقية والدينية والأعراف العشائرية والتقاليد الاجتماعية على غير سبق مثال ليتسلل عبرها وصولا الى ما يصبو اليه ، كذلك صنع الجرذ المحلي بثلاجتنا مستلهما صنيعه من جرذان العملية السياسية !
وقد التقطت صورة للثقب الذي أحدثه جرذ المكتب في ثلاجتنا من الخلف بعد تناول جميع السموم التي وزعناها في أركان المكتب ، وبعد أن تخطى كافة اللواصق والكمائن والمصائد التي وضعناها في طريقه – تماما كالسياسي – حين يرمق غنيمة محرمة عليه ويرصد جبنة لا يحل له أكلها وهكذا حين يطور الجرذ العراقي مهاراته مستغلا إنقطاع الكهرباء وغياب القانون كما حدث في مجازر السنك وذي قار وكربلاء والنجف وقبلها البصرة تماما !
قبل أسبوعين وبعد أن قمنا بوضع حاجزين داخل الثلاجة مثبتين بطابوقة مغلفة بالنايلون للزينة كي يتوهم من يروم فتحها من الغرباء على انها طعام مبرد وليست طابوقة مموهة داخل الثلاجة ما يضطرنا للشرح والتوضيح والتبرير ، قام الجرذ الثالث بحفر نفق جانبي في محاولة يائسة منه لعبور الحاجزين من الجهة اليمنى تمهيدا لسرقة – الطعام – وعندما فشل في محاولته حوَّلَ الثلاجة الى – مرافق صحية – انتقاما منا ، فكرنا برمي الثلاجة أولا ، ثم عدلنا عن الفكرة لأننا إن فعلنا ذلك ورمينا بالثلاجة جانبا نكون قد حققنا – للجرذ – مراده في التخريب أولا ، وضحينا بجزء من حقوقنا المشروعة في العراق لصالح – الطرف ، قصدي الجرذ الثالث -الذي يعيث بثلاجتنا ومكتبنا ووطننا فسادا ثانيا ، ولأننا سنكون قد أعلنا هزيمتنا وأقررنا بنصره علينا وهيهات أن يهزمنا جرذ ثالث ونحن أصحاب المكتب والثلاجة والطعام والوطن ” يعني مايصير البيت بيت ابونا والغُرب يطردونا ” بل سنقضي عليه وهذا ما حصل بمصيدة – وعلبة جبن مثلثات مستوردة من دول الجوار – اكسباير – + سمكة زوري علقت كطعم وسط المصيدة + سم فئران أحمر تم توزيعه في كل اركان المكتب + 3 لواصق فتم اصطياده اخيرا وهذه ولاشك هي نهاية المخربين في كل زمان ومكان حتما على ايدي المصممين على النصر مهما كانت التضحيات ، نسخة الى الطرف الثالث مشفوعة بـ” لن نسمح لك بعد اليوم بالعبث ببلدنا وسرقة خيراتنا وتهريب نفطنا واثارنا ونهب مقدراتنا كجرذ المكتب ، ويامغرب لاتخرب ، وياغريب كن أديب ” .
وأنوه الى أن الجرذ الثالث دائما ما يستفيد من سياسة الاستحمار ، صحيح أن للحمار آذان طويلة تمكنه من سماع كل شيء من حوله الا مشكلته تكمن في إن محاولته لنقل الحقيقة عبارة عن نهييييق ، وبناء عليه فان ” الإخفاق في نقل الحقائق الدامغة الى الناس هو نوع من أنواع الاستحمار وآآه لو كان للحمار صوت رخيم كفيروز ، ومن اشكال الاستحمار المستحكم ما يدفعني اسوة بملايين بالسؤال عن سر هذا الولاء العجيب لزعامات سياسية تؤيد ثم تعارض ، تختفي ثم تظهر ، بين كل دورة انتخابية وآخرى وهكذا ليل وصبح ، صبح وليل ،على مدار 16 سنة فيما لم تقدم لأتباعها ولا اقول للشعب العراقي كله ، حتى مستشفى – مال اوادم – برغم كل الامراض التي تفتك بهم فتكا ..لم تبن لهم مدرسة واحدة تستحق الذكر برغم الـ 7 ملايين امي وبوجود الاف المدارس الطينية والكرفانية وذات الدوام الرباعي والثلاثي ..لم تشيد لهم جامعة واحدة ، مصنعا واحدا ، دار أيتام واحدة في بلد الخمسة ملايين يتيم ، دار مسنين واحدة ، مركزا لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في بلد الحروب والاعاقات والالغام غير المنفلقة ، مصنعا للاطراف الصناعية والكراسي المتحركة ، دارا لإيواء المشردين ، مركزا لتعليم الصم والبكم ، مركزا لتعليم المكفوفين ، مركزا لتأهيل اطفال التوحد ، ملعبا رياضيا للشباب ، لم تعبد شارعا واحدا ،تردم مستنقعا واحدا ، لم تبن مجمعا سكنيا للفقراء ، فلماذا كل هذه الطاعة اذن مقابل لاشيء مطلقا ، قياداتكم لاهم لها سوى السلطة والمنصب والمقاولات والمنافع لا أكثر عليكم ان تعوا ذلك من الان فصاعدا، وما تسمونه حبا وطاعة ووعيا لن يأتينا يوما بخير ، الم تسمعوا لرائعة الكاتب والروائي الشهير جورج اورويل ” ان الولاء المطلق ، غياب للوعي ” وحسب قياداتكم التي لم تقدم لكم شيئا قط ربع ولاء والربع كثير جدا ليعوا جليا بأن الجمهور ليس عبدا عندهم كما إن قادته ليسوا الهة إن هي الا غفلة من الزمان حلقت بأقوام وهوت بآخرين بحراب المحتل الاميركي الغاشم وسرعان ما ستدور الدائرة ولاريب وبالاخص ان الصاعدين أسوة بالمستعمرين اثبتوا بأنهم صفر باليد حصان طيلة عقد ونيف والمجرب لا يجرب ولا يقرب ! اودعناكم اغاتي