17 نوفمبر، 2024 7:20 م
Search
Close this search box.

الجرح البرلماني خارطة لخراب سياسي وأمني!

الجرح البرلماني خارطة لخراب سياسي وأمني!

العراق تمنى بعد سقوط الطاغية جيلاً صالحاً، لا أنهاراً من دماء تتمرغ في العنف بلا ذنب، ولم نشأ أن نسقط دكتاتوراً، لينهض بدلاً عنه وحش مدمر لا يعرف الرحمة أبداً، بسبب إنتشار دكاكين الطافية، التي توزع الموت على الأرصفة والأسواق، والملاعب والقرى، والأزقة والمتنزهات، وكأنها تسهم في ظاهرة تحديد النسل، لكي تتوقف الحياة في العراق، لتضيف لاحقاً أحداث تعطيل البرلمان حلاوة جديدة للعدو الداعشي، ويتمكن من إستغلال الوضع السياسي المتدهور، فيذبح مدننا لتتشح بالسواد والشموع. جرح برلماني جديد، يرسم خارطة دامية، في مناطق تشهد هذه الأيام حركة غير إعتيادية، بسبب إحتفالات مواليد الاقمار المحمدية، في شهر شعبان المعظم، وتوافد التلاميذ على مدارسهم، لتأدية الإمتحانات النهائية، والتغيير الحاصل في القيادات الأمنية بعد إقتحام البرلمان، وهزائم داعش على يد الحشد والجيش، مضافاً إليها التداعيات الامنية للمظاهرات الصدرية، إنها خارطة لخراب سياسي، وأمني، وإقتصادي، بل إجتماعي، ليكوّر لنا حشداً من الجروح، في زمن يعاني خسوفاً كلياً في الضمير، فأقمار الحدائق باتت تحت التراب.أعراس آمنة كان لها موعد مع المجد والفرح، فأشاع الإرهاب فيها العنف والفوضى بمطر أحمر، لينبئ عن مخاض حزين، إمتزج فيه جوع أسمر كافر، مع مواجع مدينة عانت ما عانت أيام الطاغية المقبور، فرسموا حزناً بلا حدود، لذا تحدى هؤلاء السائرون الى الشهادة، والملتزمون بالحياة، ومكثوا طويلاً في السؤال والجواب: هيهات منا الذلة، فتوقدت كائنات مجنحة بالعقيدة، التي يحاول الأعداء محوها من هويتنا، عن طريق إختراق مناطقنا، فيا أيها البرلمانيون: كفاكم تهريجاً وأرسموا عراقاً جديداً.ما يحدث من خروقات أمنية دامية في العاصمة بغداد، تعكس خطورة الفراغ السياسي، حيث تمكن العدو من الولوج لأسواقنا ومعاملنا، فبالأمس القريب دخلوا سايلو أبي غريب، وسوق خان بني سعد، واليوم معمل غاز التاجي وسوق عريبة، وبعد أين تريدونه أن يدخل؟ وأنتم مشغولون بالمهاترات السياسية، ورئيس الوزراء يتوسلكم لعقد جُليسة برلمانية، وليس جلسة وطنية لرأب الصدع، فمعنى الكمال السياسي الإنساني أن تكون الأخطاء في حدها الأدنى، والإنجازات بحدها الأعلى، فحربنا مع الأرهاب لم ولن تنتهي.رغم مسلسل الأخوة الأعداء، الجاري تصوير أحداثه في البرلمان العراقي، تتصاعد الأصوات الوطنية المعتدلة، للمضي الى طاولة الحوار، المنفتح على جميع الأطراف، والإبتعاد عن الأنا الحزبية، والسير بالعملية الإصلاحية نحو الأمام، بعيداً عن التخندق والتحزب، فدماء العراق، ومدنه، وقراه، وأسواقه، غنية بالنفائس البشرية، التي لولاها لما وصلتم لمناصبكم البرلمانية، فأتقوا الله في شعبكم الصابر، ثم أن القائد الرسالي الهادف، صاحب المشروع الوطني الجامع للطوائف، والعابر للمكونات، هو مَنْ يستطيع إستثمار مشروعه، لخدمة الناس وإصلاح المجتمع. 

أحدث المقالات