الجراءة على العلماء من قبل الجهلة !

بعد موجة اليوتيوبات- المدعومة- من قبل المتفيقهين وموضة البرامج -المسمومة – من قبل المتنطعين وحملة المقالات -المحمومة – من قبل المتخبطين ،جاء دور المنشورات -التافهة – من قبل التافهين على صفحات الfacebook و Twitter وامثالهما ،،لمواصلة هواية التطاول على العلماء من قبل جهلة يظنون انفسهم نابهين ويتصورون عقلاء الناس غافلين .!
انا فقط اريد ان اسأل من يقرا لهم ويعلق لهم قبل ان اسالهم هم ايضا،،هل ترى في من يكتب مثل ذلك وتعلق له انه اكفأ من الامام الشافعي او يداني شسع نعله في العلم والتحصيل والحفظ والتأليف والادب والشعر والحديث والنبوغ والمثابرة ؟ هل قرات اولا من هو الشافعي وقرات كتبه التي افنى عيونه وحياته ليؤلفها قبل ان تقرا لصاحبك منشوره التافه هذا المؤلف من خمسة سطور لايحسن ان يقول ابعد منها لئلا تنكشف عوراته النحوية وسقطاته الادبية ومخازيه العلمية ،!
هل قرأت ايها القاريء الصنديد والمعلق الشديد لشيخ الاسلام ابن تيمية مؤلفاته الثلاثمئة ومحتوياتها (التي تدرس في جامعات العالم اليوم) قبل ان تقرأ السطرين الملونين بالوان النساء لناشرك هذا ؟ وهل قرات عن شيخ الاسلام كيف كان يكتب ليلا بريشته ويحارب نهارا بسيفه جنود التتار ليصدهم عن حياض امته !؟ بينما يكتب صاحبك هذين السطرين بيساره وسطرين اخرين بيمينه يغازل بهما صديقته على النت ،! مسلتقيا على ظهره مبطوحا على بطنه لاهيا في ايامه ،،ليصبح على ظهرك واظهر المغفلين من مثلك ناشرا ويناطح العلماء الافذاذ والمؤلفين والمحدثين والمفكرين والفلاسفة والمتكلمين ؟!
هل قرأت ووعيت من هو الامام الغزالي وماكتب؟ وكيف اثر في الامة والامم ،وماكتب ابن رشد وماصنع البخاري وكم فنى الامام الذهبي من عمره وكم انفق الامام ابن حجر من جهده ووقته في زمن ضوء القنديل الخافت وحر الصحارى اللاهب قبل ان تقرا لهذا المدعي المتطاول نصف الجاهل الذي ينسخ ويلصق على ضوء احلى المصابيح وتحت هواء الطف المكيفات!؟
وهل وهل وهل،،،كثير ،كثير جدا ان تفكرت ايها القاريء الفطن!
اما انت ايها الناشر نصف الجاهل وشبه المثقف وربع المتعلم قياسا لاؤلئك الفطاحل ، حتى وان اثبت لي انك صاحب شهادة كذا وتدرس في جامعة كيت ، لاقيمة لذلك امام هؤلاء ان كنت مستحقا فعلا لشهادتك ولقبك ، فما بالك وانا عرف حقيقة شهادتك وطريقة القابك ،وقد حصلت انا على مثلها وحاشاي ان اشبه مافعلته انا بمافعلته انت رغم هذا ،،فانا ابن هذا الوسط -التافه- المزيف الذي يسمى وسطا علميا او اكاديميا او ثقافيا ،،فخيركم لايفك الخط الا مارحم ربي ،
شهادات ممنوحة عن رسائل جامعية مشوهة اعظم مافيها انها جمعت من مؤلفين ومبدعين اصلاء قبلكم وماكان لكم الا تجميعها وتلميعها ليجلس من هم اتفه منكم كلجنة يناقشونها بطريقة مكرورة متفق عليها وعلى سياقاتها سلفا انتظارا للنهاية المعروفة بمنح الشهادة الكبيرة الاسم الصغيرة الشان والدور ، وتناول الغداء الفاخر والعصير البارد ! الا مارحم ربي ايضا !،،
هل نظن انفسنا اصبحنا علماء كاولئك وكتابا كهؤلاء بمجرد اننا جمعنا رسالة مكررة الفحوى وناقشنا باحثا بعد ان سهرنا الليل نفتش عن شيء نقوله ونسأله له خجلا من عتب الحضور او كاميرا التصوير التلفزيوني ان تسجل ان الاستاذ الفلاني ماسال الباحث ولا ناقشه ! استحوا على انفسكم واقلامكم ولاتصدقوا انفسكم وكذبكم على بعضكم وعلى الناس .واعرفوا مقاماتكم ولاتطاولوا من انتم ليس اهلا لتكونوا تلاميذ عنده ، بحجة “ان كل رجل يؤخذ منه ويرد” او “باب الاجتهاد مفتوح ” او “الزمن تغير والعقول البشرية تتكامل ” او “مافي حد احسن حد” ..هذا من كلام المخادعين ان وضع في غير موضعه ..
نعم كل يؤخذ منه ويرد عليه ، ولكن لايُطعن في علمه ويبخس مكانه ،ثم من انت لتأخذ منه وترد عليه ،،اعرف حجمك اولا واعرف خصمك ثم رد،،ونعم باب الاجتهاد والنقاش مفتوح ،ولكن ليس باب التطاول والجراءة من قبل انصاف الجاهلين واشباه المثقفين ومزيفي المتعلمين على اصلاء العلماء الراسخين وعظماء المؤلفين وفحول الفلاسفة والمتكلمين . إحفظوا المقامات وتأدبوا علميا.فان الادب سبق العلم .