19 ديسمبر، 2024 2:46 ص

الجذور التاريخية للعنف وألارهاب

الجذور التاريخية للعنف وألارهاب

أصبح ألارهاب التكفيري يعصف بمنطقتنا ومهددا المجتمع البشري كله , وأصبح الذين ظنوا أن توظيفهم ذلك ألارهاب لمصالحهم سيظل بعيدا عنهم , أصبح هؤلاء في مقدمة المتخوفين من ألارهاب التكفيري الذي يحمل كل مظاهر العنف نتيجة سايكوباثية مرضية ترفض الحياة .

وبات واضحا أن تخوف الذين ساهموا في نشر ألارهاب وتقوية شوكته لايكفي مجرد ظهور تصريحات أعلامية تعتبر ذرا للرماد في العيون , وأنما يجب على أولئك ألاعتراف بأنهم كانوا من داعمي ألارهاب ومن المحرضين لآعماله ويكشفوا وثائقهم بذلك لتكون أدلة تمنع من تسول له نفسه محاولة البقاء خلف الكواليس منتظرا فرص العمل السري لمعاودة العلاقة مع المجموعات ألارهابية التكفيرية وعمل من هذا النوع لايكفي أن يكون نظريا , بل يجب أن يتخذ صفة عملية تترجم عبر تحمل تلك ألاطراف مسؤولية ألاضرار المادية والجسدية التي خلفها ألارهاب التكفيري ومجموعاته المصنفة بأسمائها التي ظهرت في ميدان الحدث في كل من العراق وسورية واليمن ومصر ولبنان وليبيا وتونس والجزائر .

ويأتي في مقدمة الدول التي تتحمل مسؤولية أرهاب الجماعات التكفيرية كل من :-

1-أمريكا من أيام الحرب ألافغانية وحرب العراق بعد 2003

2-السعودية : من أيام شركة المقاولات العامة التي كانت واجهة للتدخل مع الجماعات ألافغانية والعرب ألافغان الذين كانوا تلاميذا للمدارس الوهابية المنتشرة في السعودية والتي أخذت على عاتقها نشر الفكر التكفيري الذي لاينتمي للاسلام كما أخذت على عاتقها تشجيع الممولين والمراكز المالية في السعودية وبقية دول الخليج على الدعم المالي للجماعات التكفيرية , مثلما قامت وزارة الداخلية السعودية من أيام نايف بن عبد العزيز بتسهيل تنقل الشباب الوهابي التكفيري عبر كل من سورية والعراق وبقية دول المنطقة , ومن هنا لم يعد مقنعا ماصدر أخيرا عن السعودية من قرارات حول الجماعات ألارهابية التكفيرية لمعاقبتها وهو عبارة عن تمهيد لزيارة أوباما الرئيس ألامريكي الذي يحرص على شيئين هما : ألامن ألاسرائيلي والهيمنة على مصادر النفط والغاز , وخلف ذلك يقف مشروع تدمير الدولة السورية وأنهاك الدولة العراقية وتفتيت المنطقة وظهور المشكلة ألاوكرانية ذات البعد الجيوسياسي لآبقاء ألاثنيات القومية ولاسيما الكردية منها تحت نار المطبخ التوراتي الذي يسعى لتحقيق هوية الدولة اليهودية وأستحقاقها القانوني الذي يحرم الفلسطينين من حق العودة , ويغرم الدول العربية غرامات مالية بمليارات الدولارات ليعيق عجلة التنمية المترنحة تارة لدول المنطقة والمتوقفة تارة أخرى .

3-فرنسا وبريطانيا وبقية الدول ألاوربية التي أحتضنت مشروع الهجرة والمهاجرين بدوافع أيديولوجية عليها مسحة التوراتية , وبدوافع جيوسياسية تحقيقا لمشروع سايكس بيكو التقسيمي

ومن هنا فأن الجذور الحديثة للعنف وألارهاب تتلخص في كل من :-

1-الغزو ألاوربي للمنطقة

2-معاهدة سايكس بيكو

3-وعد بلفور

4-ظهور الكيان الصهيوني المحتل عام 1948

5-حرب السويس

6-حرب عام 1967

7-أشعال الحرب العراقية ألايرانية عام 1980

8-الحرب ألافغانية

9- احتلال الكويت عام 1990

10-    الحرب الناعة بأستعمال غاز الكتمريل في العراق

11-    أحتلال العراق عام 2003 وتدمير الدولة العراقية

12-    حرب 2006 على المقاومة في لبنان

13-    حرب غزة عام 2008 وعام 2012

14-    الحرب الكونية على سورية عام 2011

15-     أحداث مايسمى بالربيع العربي

وتبقى الجذور التاريخية للارهاب والعنف غير مستبعدة مما يجري على أيدي الجماعات  التكفيرية ألارهابية نتيجة تغييب الثقافة القرأنية عن قطاع واسع من المسلمين والتي تجلت في تغييب مفهوم كل من :-

1-ألاصطفاء

2-الذرية

3- العصمة

4- ألامامة

5-الشفاعة

6-الغيب

7- النسخ

8- التقية

9- البداء

وتتلخص تلك الجذور التاريخية بظهور ألانقلاب الذي تحدثت عن ألاية القرأنية الكريمة ” وما محمد ألا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم …” وقد ترجمت عملية ذلك ألانقلاب مقولة من قال :” من كان يعبد الله فأن الله حي لايموت وهي صحيحة , ومن كان يعبد محمدا فأن محمدا قد مات وهي مقولة خاطئة .

ثم كان الجذر التاريخي ألاخر لنشوء العنف وألارهاب بأستيلاء الجماعة ألاموية على مقاليد الحكم في الدولة ألاسلامية , وغيرت مقولة :” أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ” الى سنتي بدل عترتي حدث ذلك في القرن الثالث الهجري , ثم كانت القرن الثامن للهجرة محملا بنبرات التشويش والتضليل عندما ظهرت مقولة ” عليهم السيف المشهور الى يوم القيامة ” وهذا الشعار هو الذي يصنع التكفير وألارهاب ومايقوم به من ذبح وقطع للرؤس بسادية دونها سادية القرون الوسطى , ثم توالت ألانتكاسات الفكرية فكانت كلمة ميشيل عفلق في مدرجات جامعة دمشق عام 1948 ” أذا كان محمد كل العرب فليكن العرب كل محمد ” وهي تأسيس لفكر خاطئ يساوي قيادة السماء بشخص النبي محمد “ص” بالقيادات ألارضية الوضعية التي كانت وراء الحروب والمجازر البشرية عبر التاريخ , ولذلك نرى تلاقي بعض المجاميع التي أنتجها هذا الفكر المضلل الخاطئ تلتقي مع الجماعات ألارهابية التكفيرية في النشاط ألارهابي الذي يستهدف بعض مناطق العراق مثلما نرى تعاون صهيوني  أسرائيلي مع الجماعات التكفيرية ألارهابية عبر فتح مستشفيات الكيان الصهيوني لمعالجة جرحى تلك العصابات , وفي هذا السياق نرى تحمس البعض لجعل الجمهورية ألاسلامية ألايرانية في خانة العداء بدل أسرائيل وهي محصلة لذلك الفكر التضليلي الخاطئ الذي صنع العنف وغذى ألارهاب وخلق الذرائع للانحراف عن بوصلة السماء , هذه هي بأختصار الجذور التاريخية للعنف وألارهاب في المنطقة والعالم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات