19 ديسمبر، 2024 1:04 ص

الجذور التاريخية للتسقيط السياسيّ

الجذور التاريخية للتسقيط السياسيّ

-1-
التصدي للمنافسين السياسيين بالوسائل اللامشروعة ، ليست ظاهرة جديدة، وانما هي ظاهرة معروفة منذ قديم الزمن .
وقد استغل العديد من السلاطين والحكّام مواقعهم الرئاسية لتسقيط منافسيهم، ومحوّ بريقهم ،وسحب الثمين من أوراقهم ..!!
-2-
ومن ذلك ، ما حدثنا به الطبري :
( ان المنصور وجّه مع محمد بن أبي العباس بالزنادقة والمُجّان ، فكان فيهم حمّاد عجرد ، فأقاموا معه بالبصرة يظهر منهم المُجون ،
وانما اراد بذلك أن يُبّغَضَه الى الناس ”        الطبري/ج9/308
ان محمد بن ابي العباس كان مرشحاً للخلافة ،
واحاطتهُ بزُمَرٍ من اصحاب الخلاعة والمجون ، والزنادقة ، انما يوجب سقوطه من أعين الناس ،
وسقوطه من أعين الناس يُتيح للمنصور ان يُرشح ولده (المهدي) للخلافة..!!
ولقد عاش (المهدي) هاجس القضاء على الزنادقة ، وعمل على التخلص منهم حين آلت اليه الأمور ..!!
لقد استوعب الدرس ، فالاختلاط بالزنادقة سبب من أسباب نقمة الناس ، فلماذا لا يغتنم الفرصة للتنكيل بهم متقرّباً الى الناس بذلك !!
-3-
ان ما ذكرناه لايعدو ان يكون شاهداً واحداً، من ركام هائل من الشواهد التاريخية الكثيرة التي قَلّ أنْ  يخلو منها عهد من العهود، على المحاولات السلطوية المتتابعة للنيل من الخصوم السياسيين والحط من مكانتهم ، وبالتالي تضييق الخناق عليهم ، وعزلهم سياسياً واجتماعياً .
-4-
واليوم ونحن نقتربُ من موعد اجراء الانتخابات النيابية العامة، يكثر الحديث عن وجود العديد من المواقع الالكترونية المستأجرة أو المعدّة لتشويه سمعة المنافسين السياسيين لهذه الجهة السياسية أو تلك ..!!
-5-
انّ من حقك أن تُبرز محاسن من تعتقد أنهم الأصلح والأقدر على النهوض بالمسؤولية وخدمة الوطن والمواطنين، ولكنّ ليس من حقك الاساءة الى الآخرين ، وتشويه سمعتهم ، واختلاق الأكاذيب بحقهم .
-6-
ان عليك التدقيق الشديد والبحث عن العناصر الصالحة المؤهلة لتمثيل الشعب بجدارة .
وعليك ان تميّز بين (الصالح) و(الطالح) ، اللعوب، الذي يركب الموجة لغرضٍ في نفسه ، ” فالكرسيُّ” محَطُّ آماله ، للوصول من خلاله ، الى ما يبتغيه من منافع ومكاسب شخصية ،
وعلى الوطن والمواطنين السلام ..!!
-7-
ان شراء الذمم والضمائر عملية محرّمة شرعاً ، كما صدرت بذلك فتوى
المرجعية الدينية العليا .
وعمليات التزوير بكل اشكالها محرمة أيضاً .
ولن يصح في النهاية الاّ الصحيح .

[email protected]