18 ديسمبر، 2024 5:02 م

الجدار الفصل العنصري … “كل الطرق تؤدي الى سجن”

الجدار الفصل العنصري … “كل الطرق تؤدي الى سجن”

تعددت الأسماء والسجن واحد …. هي إسرائيل وحدها من تتلاعب في المسمياة والالفاظ لتتوافق مع مصلحتها، ومن مصالحها الكبرى هي زيادة الخناق على الشعب الفلسطيني بكل الطرق والسبل وفي كل فرصة تزيد إسرائيل من عيار الخناق على الشعب الفلسطيني، حيث عملت على مصادرة العديد الاراضي الفلسطينية ودمرت البيوت ووضعت حواجز او نقاط التفتيش، وايضاً بناء جدار الفصل العنصري، الذي قررت اسرائيل تشيده عام 2002 وهو نظام من الاسيجة والجدران والموانع في الضفة الغربية وبعد ذلك قامت ببناءه فعلياً. وعندما عرضت جامعة الدول العربية مسألة الجدار على مجلس الامن عام 2003 من اجل النظر في مدى شرعيته ووضعه القانوني وما هي الانتهاكات التي قامت بها اسرائيل نتيجة بناءه، وتم اعتباره امراً غير قانوني لانه تم تشيده بشكل لا يتطابق مع مسار الخط الاخضر، ولكن عندما طرح للتصويت لم يتم تبنيه بسبب ممارسة الولايات المتحدة حق النقض(الفيتو).

متغافلين التاثيرات الجوهرية للجدار على الحياة الفلسطينية والتي تمثلت في العديد من جوانب الحياة:

1. على خريطة الضفة الغربية وشكل الدولة الفلسطينية: كانت تصريحات الحكومة الإسرائيلية تتمركز من اجل تبلور رؤية لدولة فلسطينية مقسمه إلي سبع كانتونات في المدن الفلسطينية الرئيسية كلها مغلقة من قبل الجيش الإسرائيلي ومعزولة عن باقي أراض الضفة الغربية التي ستصبح تابعة لإسرائيل وبالفعل فإن مشروع الجدار سيقسم الضفة الغربية إلى كانتونات منفصلة عن بعضهما البعض وعن باقي أراضي الضفة كما سيؤدي بناء الجدار إلى مصادرة مساحة كبيرة من الأراضي الفلسطينية وضمها لإسرائيل . حيث يتركز مشروع الجدار على إقامة حزامين عازلين طوليين حزام في شرق الضفة بطول غور الأردن وحزام أخر غرب الضفة على طول الخط الأخضر بعمق 5-10كم وكذلك إقامة أحزام عرضية بين الحزامين الطوليين وتكون بمثابة ممر بين منطقة جنوب “طولكرم” ومنطقة “نابلس” حتى غور الأردن مما يؤدي إلى تقسيم المناطق الفلسطينية إلى 4 كتل رئيسية جنين _ نابلس ورام الله وبين بيت لحم والخليل وتهدف هذه إلى خلق فاصل مادي بين كتل المناطق تحت السيطرة الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية وبين المناطق الفلسطينية مع بقاء المستوطنات على حالها . كما يطوق الجدار مدن طولكرم وقلقيلية والقدس بالكامل ويعزلها عن محيطها الطبيعي في الضفة الغربية وبذلك تنجح إسرائيل في عزل مناطق تركز السكان الفلسطينيين عن بعضها البعض وتقيد حرية التنقل والحركة للفلسطينيين ناهيك عن نزوح سكان المناطق المتاخمة للجدار.بالإضافة إلى تقسيم الضفة إلى كانتونات منفصلة سيؤدي بناء الجدار إلي مصادرة مساحة كبيرة من الأراضي المحتلة تصل إلي 23% من أجمالي مساحة الضفة الغربية حيث سيتم ضم 11 قرية فلسطينية واقعة بين الجدار والخط الأخضر إلى إسرائيل إن كان سكانها الفلسطيني لن يمحو الهوية الإسرائيلية ولكن ستصدر لهم تصارح خاصة لدخول الضفة الغربية. فضلا عن ذلك ستفرض إسرائيل سيطرتها على 21 قرية فلسطينية أخرى وراء الجدار باعتبارها منطقة عسكرية فالمنطقة العازلة المقترحة (والتي ستمتد في 140كم) سوف تضم 20 قرية فلسطينية منهم 14 قرية تصنف في المنطقة (ب) والتي تخضع لسيطرة فلسطينية –إسرائيلية مشتركة والتي يعملون سكانها بشكل أساسي في الزراعة، وسوف يلزمهم الحصول على تصاريح إسرائيلية للذهاب لحقولهم وسيكون مربوطين كلياً بجهاز الأمن الإسرائيلي من أجل إدارة حياتهم . ولم تكتفي إسرائيل ببناء الجدار بل شرعت أيضا في إنشاء أسوار إلكترونية مكهربة يبلغ إرتفاعها 3.5م حول المناطق (أ) من الضفة الغربية التى تخضع بالكامل للسلطة الفلسطينية كما تخلق مناطق عسكرية عازلة تؤدي لفصل المناطق (أ) عن بعضها البعض لتخلق على الأرض 13 جيتو (تجمعات إسرائيلية) منفصلا.وانطلاقا من المخططات الإسرائيلية المعلنة من الثابت أن المساحة التي سيقتطعها إنشاء الجدارين العازلين في غرب وشرق الضفة سوف يؤديا إلى تقليل مساحة الضفة الغربية إلي 45%-50%وهي المساحة التي كان شارون قد أعلن أنة سيسمح بإعطائها للفلسطينيين.
2. على الحياة اليومية للفلسطينيين: يمر الجدار بأراض الضفة الغربية مما يعني أنه يؤثر على الحياة الفلسطينين الذين يسكنون 67 قرية ومدينة بالضفة الغربية حيث أنه ترتب على بناء الجدار عدة امور ومنها، 13 تجمعا سكانيا فلسطيني سيجدون أنفسهم سجناء في المنطقة ما بين الخط الأخضر و الجدار، وكذلك وجود جدار مزدوج أي جدار أخر يشكل عمقا للجدار العازل الفاصل سيخلق منطقة حزام أمني الأمر الذي سيجعل الفلسطيني محاصرين في مناطق وبؤر معزولة، و يعمل على إعاقة حرية حركة الفلسطينيين وقدرتهم الوصول إلى حقولهم واراضيهم الزراعية أو الانتقال إلى القرى والمدن الفلسطينية الأخرى لتسويق بضائعهم ومنتجاتهم، ويحد من وصولهم الى المستشفيات في مدن طولكرم وقلقيلية والقدس الشرفية لأن هذه المدن ستصبح معزولة عن باقي الضفة. كما أن نظام التعليم الفلسطيني تأثر أيضا من جراء هذا الجدار العازل الذي منع المدرسين والتلاميذ من الوصول إلى مدارسهم خاصة وأن المعلمين يصلون من خارج هذه القرى. ومن الناحية الاقتصادية والبيئة تأثرت ايضاً حيث هناك نسبة لا بئس بها من هذه القرى تعتمد على الزراعة أصبحت من دون مصدر اقتصادي وبذلك تفقد نسبة من الأراضي المروية وعدد من الكيلومترات من شبكات الري تم تدميرها بالإضافة إلى تجريف عدد من الأراضي الزراعية المروية تمت خسارتها قبل جني المزارعين للمحصول والاستفادة منه. ومصادرة الأراضي الزراعية وتجريفها وتقييد حرية حركة الموطنين مما أدى إلى خسارة عدد كبير من الوظائف، وكذلك تدمير صناعة زيت الزيتون بعد أن كانت هذه المنطقة تنتج أطنان من زيت الزيتون كل موسم، وإنتاج هذه المنطقة الذي كان ينتج الفاكهة والخضراوات تدهور، ومنع الماشية من الوصول إلى المراعي التي تقع غرب الجدار العازل.
كما أثر الجدار على البيئة ومصادر المياه حيث تسيطر إسرائيل على 50 بئراً من المياه خلف الجدار وبذلك فقد الأهالي ملايين من كيلو متر مكعب من المياه والتي تشكل 30% من مجموع ما يتم استهلاكه فلسطينيا من الحوض الغربي كما ستفقد الضفة الغربية اكثر من مليون متر مكعب مياه من نهر الأردن إذا تم إقامة هذا الجدار في الجهة الشرقية. حتى ان الحياة الاجتماعية بين الفلسطينين تأثرت سلباً نتيجة فصل العائلة عن بعضها من خلال ان قسم من العائلة تقع داخل نطاق الجدار والقسم الاخر خلفه واذا أرادوا زيارة بعض يتوجب عليهم المرور من خلال بوابات حديدة وتصريح إسرائيل لزيارة بيت اخي، كما ان فكرة الزواج أصبحت معقدة بين الشباب الفلسطيني حيث يفكر الفتى/الفتاة الفلسطينية مئة مرة قبل الاقدام على فكرة الارتباط من الشخص الاخر الذي يقبع في الطرف الاخر للجدار…..

الى اين بعد؟؟؟ هل بقي لنا مكان لانخذ انفاسنا الأخيرة في ارض أصبحت فيها الحرية شيء مستحيل وأصبحت انفاسنا محسوبة فيها، بسبب عدو غاشم يطوق ايديه على عنق شعب كامل كل ذنبه انه ينتمي الى ارض تسمى فلسطين …..