23 ديسمبر، 2024 5:06 ص

الجدارية الاشورية اجدادنا هم من باعها

الجدارية الاشورية اجدادنا هم من باعها

بيعت مؤخراً الجدارية الاشورية التي كانت تزين احد جدران المدينة الاشورية للملك اشور ناصر بال بمبلغ تجاوز ال 35 مليون دولار امريكي في مزاد كرستيز في نيويورك وقد بذلت وزارة الثقافة العراقية ووزارة الخارجية ما بوسعها من اجل ايقاف بيع تلك القطعة لكن دون جدوى فكل الادلة المقدمة من قبل المزاد المذكور تدل على اخراج الجدارية الاشورية خلال العام 1859 اي قبل ان تؤسس الدولة العراقية وقبل ان تشرع القوانين الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية ومنها اتفاقية لاهاي لعام 1954 وكذلك اتفاقية اليونسكو لعام 1970 اي ان القوانين الدولية رأت النور بعد ان اكملت البعثات الاثارية الاجنبية عملية نقل ما يمكن نقله من اثار العالم الثالث ووضعها في متاحف دولهم المختلفة ومنها لندن وواشنطن وبرلين وغيرها من العواصم لذلك نرى ان دول المصدر او الدول التي تعتبر منبع لتلك القطع الاثرية والتي قامت على اراضيها الحضارات المختلفة ومنها الحضارات العراقية المختلفة مقيدة بأغلال تلك الاتفاقيات التي ان كانت تحمي الممتلكات الثقافية فهي تحمي ما تم اخراجه او سرقته بعد هذه التواريخ وان تكون الدولة التي تمتلك الاثر منظمة لتلك الاتفاقية كي تكون مشمولة بتلك الاتفاقيات .

ان عراق اليوم يجاهد من اجل استرداد الاثار العراقية التي تم سرقتها من قبل عصابات داعش الارهابية والتي غزت السوق الاوربية والامريكية والعراق يعاني من خلال اعادة تلك القطع الاثرية بالرغم من صدور قرارات مجلس الامن التي تحمي تلك القطع وتوجب اعادتها الى العراق ومنها القرار 2199 والقرار 2347 والقرار 2368 لكن مع ذلك نرى مماطلة وتسويف في اعادة تلك القطع فكيف بنا بالاثار التي تم اخراجها خلال القرون الماضية وخصوصاً ما تم اخراجه خلال نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر والباحث عن الصور القديمة لعمليات نبش  المواقع الاثرية التي قام بها من يدعون بعلم الاثار ومنهم اوستن هنري لايارد وغيره من النباشين يجد ان معظم العاملين معه هم من العراقيين بل ان بعضهم ساعدهم في صنع عربات خشبية لنقل الثيران المجنحة التي تم استخراجها من المواقع الاثرية وحار علماء الاثار بالطريقة السليمة التي يمكن من خلالها نقل تلك القطع التي تزن الواحدة منها اكثر من خمسة اطنان لذا علينا اليوم عبء كبير وهو اعادة ما قام اجدادنا بأخراجه مقابل اجور بخسة ويا ليت ان تعود بهم الحياة ليحضروا المزاد الذي بيعت فيه الجدارية الاشورية ليروا ان ما تم اعطائهم بدلاً عنه قروش قليلة اشتروا بها ارغفة الخبز قد بيعت اليوم بملايين الدولارات .