23 ديسمبر، 2024 7:41 ص

الجبور .. أغتيال صدام حسين

الجبور .. أغتيال صدام حسين

في أعتراف صريح وخطير , وبعد فشل محاولة الانقلاب التي كادت أن تطيح به , أكد صدام حسين أن ( رجل الحماية الشيعي لا يخون ولا يغدر بصاحبه ) , في أشارة واضحة , الى أن عناصر حمايته والمقربين منه , الذين كانوا في أول الامر , يشكلون خطوط الصد الثلاث , من أهالي العوجة والقرى القريبة منها , هم الخطر الاكيد على حياته..
وأعيد لقراء كتابات , بعض من ملفات جهاز المخابرات العراقي السابق , والتي أستحوذت وكالة المخابرات المركزية الامريكية , في غزوها للعراق في 2003 , على الكثير من الوثائق السرية , والمستندات القيمة , التي تضم العمليات النوعية لمنتسبي الجهاز , أضافة الى ما جمعه أحمد الجلبي , من ملفات ذات قيمة جوهرية , لانها تحوي على أسماء بعض العملاء , والشبكات السرية في العالم , الذين كانوا يتعاونون مع جهاز المخابرات العراقي ..
القصة ..
يوم السادس من كانون الثاني عام 1990 , كان سيغير مجرى تأريخ العراق , بل وتأريخ المنطقة والعالم بأسره , حيث كان مقرراً في ذلك اليوم , ساعة الصفر , لتنفيذ إنقلاب عسكري , خطط له عسكريون وضباط من الجيش , من داخل القصر الجمهوري , وبرتب مختلفة , معظمهم من عشيرة الجبور , يقودهم النقيب ( سطم غنام الجبوري ) , وكان الأمين العام لما سميت بحركة السادس من كانون الثاني ,هو ( عبد محمد جرو الجبوري ) , وفيما لو نجح الإنقلاب , فأن رئاسة الجمهورية , ستمنح الى اللواء الركن محمد جسام الجبوري , والمؤسسات الثقافية والاعلامية والإذاعة والتلفزيون , فستكون من نصيب الأديب والروائي (حسن مطلق روضان الرملي ) , صاحب رواية ( دابادا ) ..
اليوم , هو مناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي , والخطة تقضي , بأن يقع الهجوم أثناء العرض العسكري على الهواء مباشرة , وكانت القوات المشاركة من الحرس الجمهوري على أهبة الاستعداد , لتوجيه ضرباتها للمنصة التي يجلس فيها الرئيس ورفاقه , وأثناء مرور فرقة الدبابات , كان عدداً منها ستضرب المنصة , فيما ستوجه بعض الطائرات الحربية المشاركة في الإستعراض الجوي , صواريخها على مكان تواجد الرئيس صدام , وستتم مشاركة عدد من الجنود المتواجدين في الساحة , بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة , وكان لواء الحماية المنوط بحراسة القصر الجمهوري ,هو ذاته المكلف بالاستيلاء على القصر , وتصفية كل من فيه من قيادات البعثيين , وكان في كل الوحدات العسكرية , فرقة مكلفة بالسيطرة على وحدتها , وكل شيء , كان سيحدث في توقيت واحد , وفرقة من حرس مبنى الإذاعة والتلفزيون , ستعلن البيان رقم (1) , وعلى أن يستمر بث وقائع المحاولة , على الهواء مباشرة ..
لم يسعى قادة الانقلاب , لاغتيال صدام وحده , بل كانوا يريدون تصفية النظام بأكمله , أحدهم قال .. (لن نضحي بأنفسنا ,من أجل أن يأتي ديكتاتور آخر) .. وكان التخطيط للعملية محكما , وفي غاية الدقة .. ألا أن أحد الضباط المشاركين في العملية , أباح شيئا عن الخطة لأخيه ,أملا في أن يقوم بمساعدته , ولكن الأخ , كان مخبرا وكاتب تقارير لأجهزة الأمن , فوشى الأخ بأخيه الضابط , فقيل له ( لا تخبر أخاك , وكن صامتا , لنعرف من هم شركاءه ), وبعد إختراق جهاز المخابرات للتنظيم , أُلقي القبض على قادة وأعضاء الإنقلاب , عنصرا عنصرا ..
وكان الذين حكموا بالإعدام رميا بالرصاص هم .. النقيب سطم غنام مجذاب الجبوري , النقيب جمال شعلان أحمد الجبوري , النقيب مضحي علي حسين الجبوري , النقيب محمود عبد الله محجوب الجبوري , النقيب أبراهيم أحمد عبد الله الجبوري , النقيب صباح عبد الله حسين الجبوري , النقيب خيرالله حميدي محمد الجبوري , النقيب صالح جاسم محمد جرو الجبوري , النقيب خضر علي جاسم الجبوري , النقيب مصطفى حادي الجبوري , النقيب محمود عبد الله محجوب, حسن نايف الجبوري موظف في جهاز الأمن الخاص , حسين عسكر محمد الجبوري منتسب لجهاز الأمن الخاص ..
والذين شاركوا من المدنيين ,حكموا بالإعدام شنقا وهم ..أحمد غربي حسن العبيدي معاون ، ناصر محمود العبيدي , فندي طلب سلامة , جاسم اللهيبي , هيكل الدورة , صبحي الجبوري , هيكل حمد شبيب الجبوري , الروائي حسن مطلق روضان الرملي , الروائي محمود جنداري..
وأما الذين حكم عليهم بالسجن المؤبد فهم ..عبد محمد جرو الجبوري , غانم عبد طلب الجبوري نقيب في الجيش , محمد صالح خلف الجبوري , محمود مظهور الجبوري ضابط في الجيش , حميدي محمد سعيد الجبوري موظف في جهاز الأمن الخاص , محمود جنداري الجميلي أديب وموظف حكومي , إبراهيم حسين جاسم , عواد محمد أمين , جمال محمود البدراني .. وما خفي كان أعظم …….