معلوم ان الاعتماد على مصدر موثوق امر اساسي في توثيق الاخبار ونقلها ويضيف لهذا الامر ثقلاً معنوياً ان كان المصدر يتمتع بمركزية وسمعة سياسية واجتماعية لها وزنها المحترم في الساحة والواقع المعاش.
انما توثيقنا عن مشعان الجبوري لثلاث اسباب، اولاً لانه اطنب واستمر لسنوات في مدحه حزب البعث ودفاعه عن سيده صدام، وثانيهما باعتباره من اهل الدار وهو بهذا يكون شهد شاهد من اهلها، وآخرها فان كلامه المعتمد موجه ضد عنصر بعثي كان معه في نفس التنظيم.
فقد صرح في 27/ 10 / 2014 موجهاً كلامه لصالح المطلق بقوله ( ان المطلق خريج المدرسة الصدامية التي تقوم على اساس الاساءة للخصم وتلفيق القصص عنه لتسقيطه امام الشعب ) وهو بذلك يقر جهاراً نهاراً بالسقوط الاخلاقي لهذا التنظيم لاغياً كل دفاعه الماضي عنه.
فالجبوري يكشف هذه الستراتيجية الاخلاقية في التعامل مع الخصم لمن لاعلم له بها ولمن يتهم حزب الدعوة بانه اسوأ من البعث حيث ذهب احدهم الى ابعد من ذلك حينما زعم انه يعلن اعتذاره لحزب البعث لانه تعرض له يوماً ما وان تصرف حزب الدعوة الحاكم يبرأ ساحة الصداميين من ادرانهم بعد ما شاهده الناس منه خلال السنوات الاخيرة.
ونحن لنا وقفة بشأن تغيير نظرة المجتمع نحو الدعوة بسبب سنوات الحكم الاخيرة في مقال قادم انشاء الله. ولكن يحق لنا التاكيد على ان امر تناقل الفضائح بين افراد الدعوة لم يرد، فلم يتهم الدعوة ايً من اصلائها بهكذا اتهام وان اختلف مع الدعاة الاخرين لاي سبب كان.
ومن ناحية اخرى فقد سار حزب العبث على هذا النهج مع الكثير من الحالات افراداً وكيانات.
فقد لفق الكثير من قصص التسقيط للدعاة الذين اعدمهم بما فيهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر ولا اقلها الصاقه الدكتور الجعفري بجذور باكستانية… وهكذا.
وقد اتهم الكثير بالتبعية الايرانية ودعى الى طلاق الزوجات من ازواجهم مهدماً بذلك بناء الكثير من البيوتات. واتهم الكيان الشيعي بانحداره الهندي في اكبر عملية تسقيطية في تاريخ البشرية وثم تسميتهم بالصفويين ولا ادري ما هو العيب الذي يحمله الصفويون وهل ان العثمانيين خيراً منهم؟!، في وقت كان شاه ايران رضا بهلوي يبدل عشرة من الاسرى الاتراك بثور من ثيران الجبال احتقاراً لهم.
ولا اجد ما يجعلني اعتز بالتبعية العثمانية فقد استعمل الاتراك ما يسمى بالقازوق وهو كالرمح الذي يدخل من الدبر ويخرج من الفم بطريقة الدق مع “المسلمين” العرب بكل قسوة ووقاحة امتهاناَ لكرامتهم.
وهكذا دأب البعث على تسقيط حتى من كان ينتمي اليه ويخدمه لمجرد اختلافه معه وخروجه وهو ما عمد اليه مع ناظم جزار بعد تآمره على البعث فقد تم قذفه باشنع الاتهامات التي وصلت الى حد اعتباره من المابونين رغم انه كان رئيس استخباراتهم اي بمثابة الحارس على مصالحهم.
بينما الحقيقة التي لامناص لطمسها هي ان اصل هذا التنظيم فكرة صهيونية نفذوها على يد المجرم ميشيل عفلق ضمن خطة حرب سرية خبيثة ضد المسلمين العرب كما اوضحنا في مقالتنا السابقة.