19 ديسمبر، 2024 2:08 ص

الجبوري … وما خفي .. كان أعظم

الجبوري … وما خفي .. كان أعظم

يبدو , أن سليم الجبوري يستقبل مرحلة ما بعد داعش مبكرا , من أجل أن يكون عراب السنة العرب المشتتين , ومحاولا رفس أسامة النجيفي وأعوانه عن هذا المنصب .. ويبدو أيضا , أن هناك تناغما , سيعلن عنه قريبا , ما بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في العراق , للضغط على السلطة القضائية , لايجاد مخرجات لاعادة الحقوق التي أغتصبت من بعض السياسيين السنة , في عهد الطاغية نوري المالكي .. والمنطق يقول , أنك إذا إنتصرت في تحرير الانسان والارض عسكريا , فأنك بحاجة الى تعزيز ذلك سياسيا .. وعليه , لابد من مد جسور الثقة للمكون المشارك في العملية السياسية , ولو بالحد الذي يشعر الاخر , أنه موجود في صنع القرار , وعدم تهميشه لاحقا ..
في علم السياسة , كل شئ جائز , ولا يوجد مستحيلا , وأنت اليوم معي , وقد تكون غدا ضدي .. فطارق الهاشمي ورافع العيساوي وخميس الخنجر وأخرون , أتهموا في قضايا إرهابية خطيرة جدا , وقد حكم القضاء المستقل بها , وصدرت الاحكام بموجبها .. ولكن هناك من يقول , أن سليم الجبوري ذاته , كان متهما في أربع أو ست قضايا إرهابية , ألا أنه بجرة قلم , بعد ضغط شديد , خرج منها بدقائق معدودات .. وهناك محمد الدايني , في فيديو , شاهده الملايين من العراقيين , وهو يفجر قاعة في مجلس النواب , وهرب منها , ثم عاد , ومنح جواز سفر جديد , وألغيت كل متعلقات القضايا الاجرامية بحقه .. وهناك أنباء , عن سعي أسامة النجيفي , لتبرئة شقيقه أثيل , وحضوره المؤتمر المزمع عقده .. بمعنى أخر , أن قضاء مدحت المحمود مرن ومطاط على سياسيينا النجباء , وشديد وقوي على المواطن .. وكيف سيجد القضاء النزيه , مخرجات تقنع العراقي , بأن كل هؤلاء المجرمين , هم أبرياء , وأن نوري المالكي , هو السبب في ذلك ..
كنت أتمنى أن يرفض حيدر العبادي , عقد هذا المؤتمر الفاشل في بغداد , وأن يكون جريئا , لان يكاشف العراقيين بصدق , ولو لمرة واحدة , عن سبب جعله يوافق على حضور هؤلاء المنافقين المطلوبين للقضاء العراقي الصادق والمستقل .. وكيف سيخرج لنا القضاء العراقي , بحجة أو ثغرة قانونية , تتيح إعادة التحقيق , وألغاء التهم المنسوبة اليهم ..

المطلوبون للقضاء , أرادوا إغراق العراق بالدم , وصعدوا على منصات الاجرام في صيحات ( قادمون يا بغداد ) , وفجروا وذبحوا الاطفال والنساء والشيوخ , في مشاهد لم تختزل بعد عن ذاكرة العراقيين , واليوم يتفق الجلادون جميعهم لتبرئة القتلة , بأوامر أمريكية , حتى يبقى العبادي في كرسيه , بحكومة طوارئ يجري الاعداد لها .. وما خفي كان أعظم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات