23 ديسمبر، 2024 5:22 ص

الجبوري وحملة اهلنا لإغاثة النازحين

الجبوري وحملة اهلنا لإغاثة النازحين

لم تكن عمليات التهجير في العراق وليدة اللحظة فقد شهد العراق بعد عام 2003 انطلاق عمليات التهجير الطائفي في جنوبه، حيث شهدت البصرة القديمة وابو الخصيب والزبير والمعقل عمليات تهجير منظمة ضد اهل السنة هناك، لتمتد بعد ذلك الى مناطق اخرى في طول البلاد وعرضها.

 

التهجير الطائفي في العراق ليس ردة فعل انية او تصرفات معزولة عن سياقها التاريخي بل الامر يتعلق بمخطط جرى الاعداد له ما قبل الاحتلال ينفذ بشكل مستمر وممنهج وفق آليات محددة لإفراغ العراق من مكون اصيل واساسي وهم العرب السنة، وكلها محاولات لسلخ العراق عن محيطه العربي وتمزيق هويته الاسلامية.

 

استمرت عمليات التهجير لتصل اقصاها بعد ال 10 من حزيران 2014 بعد النكبة التي تعرضت لها مناطق السنة في الموصل وصلاح الدين وديالى والانبار، بسبب سياسات المخلوع نوري المالكي، ليتم نزوح مئات الالاف من هذه المناطق خوفا من القتل والقصف الى مناطق اخرى غير مؤهلة ليعيشوا اوضاع مأساوية لا تحتاج الى مُنظر او محلل استراتيجي ليكشف عمق ما اصابهم، لم يخسر هؤلاء املاكهم ومزارعهم فقط بل خرجوا بملابسهم فقط في اجواء من الخوف والرعب خوفا على أنفسهم من الموت.

 

يعيش اليوم النازحون اوضاع انسانية مزرية ينقصهم كل شيء، في مقدمة هذه الاشياء المأكل والملبس فأحوال مخيماتهم تهدد بوفيات واوبئة كونها تفتقر الى أدنى الاحتياجات الصحية والانسانية بسبب الاهمال المتعمد من قبل الحكومة.

 

خيام خانقة لا تعد ولا تحصى في ارض غير مأهولة وصحراء مترامية الاطراف تموج بها رياح الشتاء القارص، وشمس تموز وآب اللاهبتين.

 

هذا ما ساقهم اليه القدر واجرام داعش وميليشيات القتل الطائفي، الحكومة العراقية تتفرج ولا تفعل شيء بل ان اموالها التي خصصتها لهم تعرضت للسرقة ولم يصل الى اغلبهم اي شيء.

 

وفي ظل الاهمال وتردي الاوضاع وعدم الاكتراث لأغلب المنظمات الانسانية المحلية والدولية لحال هؤلاء وبالتفاتة ابوية من قبل رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري تم اطلاق حملة “اهلنا” لإغاثتهم في ظل تعاطف شعبي واسع وحضور رئيس الحملة الموسيقار نصير شمة مع غياب مقصود لسياسيين ونواب، وقد اكد الجبوري في الافتتاح على ضرورة تكاتف الجهود لإغاثة النازحين واعادتهم الى ديارهم مطالبا الحكومة بالتخفيف من معاناتهم الامنية والاجتماعية، فيما قال رئيس الحملة الموسيقار العراقي نصير شمة على اهمية هذه الحملة لأنها كسبت تعاطفا اعلامي وشعبي من خلال انطلاقتها من داخل مجلس النواب وهذا يعد تمهيدا لعودة النازحين الى ديارهم.

 

هذا الحملة تأكد على البعد الانساني لمسالة النازحين وأنها لا يمكن ان تختزل في طائفة او حزب ولتؤكد على التعاطف الشعبي الواسع معها حيث شارك في المارثون الذي انطلق يوم الجمعة الفائت لحملة “اهلنا” عدد كبير من الفانيين والادباء والرياضيين وشخصيات مختلفة.

 

ومن المتوقع ان تشهد هذه الحملة نجاحا كبيرا وتسهم ولو قليلا في مساعدة النازحين والتقليل من معاناتهم اليومية، فهم ابناءنا واهلنا، وعلى الجميع ان يأزرهم ويقف الى جانبهم.