بعد سيطرة داعش على معظم المحافظات العراقية في حزيران من العام المنصرم، وانهيار الجيش بتلك الطريقة الدراماتيكية، وحصول نقص حاد في القوة المدافعة عن البلد، وانهيار المعنويات بشكل غير مسبوق، اضطر البلد الى استنفار طاقته الشعبية من ابناء العشائر والحشد الشعبي، فكانت عشائر الضلوعية جدار الصد الاول التي دافعت عن بغداد واستقتلت بشكل ملحمي في مقارعة داعش الارهابي، ثم دخلت قوات الحشد الشعبي وتمكنت من صد داعش خصوصا في مناطق ديالى ومناطق شرق بغداد، وضلت الكفة تتعادل مرة وتميل لصالح قوى الارهاب مرة وذلك لعدم الكفاءة من حيث التدريب والسلاح الى ان اعلن التحالف الدولي التدخل جوا لتنقلب الموازنة لصالح العراق وقواته المقاتلة.
لكن الحرب طالت، وصاحبها ازمة اقتصادية كارثية تمثلت بهبوط اسعار النفط الى ادنى مستوياتها، مما جعل الدولة العراقية في محنة كبيرة بين استنزاف الحرب الضروس مع الارهاب، وشحة وارداته النفطية التي لا غنا عنها ولا بديل لها.
احتاج الامر الى مساعدة دولية واقناع الجهات الصديقة والحليفة بضرورة التدخل ودعم ومساندة العراق، لاسيما ان الحرب ظهرت لها ويلات اخرى وازمات مركبة ومعقدة كتزايد اعداد النازحين حتى بلغ لملايين، ومشكلة اعادة اعمار المناطق المحررة كونها سويت بالارض جارء القتال العنيف بين الطرفين والقصف المستمر بالمدافع والطائرات والاسلحة الثقيلة والمتوسطة، وهذا بحاجة الى اموال طائلة.
رئيس البرلمان تحمل عبء هذه المهمة بوصفه رئيس السلطة التي تمثل الشعب، فمنذ عام كامل والرجل يتنقل من بلد الى بلد ومن دولة الى دولة عربية كانت او اجنبية لغرض توفير الدعم والمساندة للجيش والقوات الامنية وقوات العشائر المقاتلة، وكذلك للنازحين الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء في مأساة لم يشهدها العراقيين من قبل.
فبعد الجولة الاوربية- الامريكية التي قام بها الجبوري اثمرت عن مساعدات مالية من اوربا وامريكا، يبدوا ان الامر قد وصل الى ضرورة ايجاد الية واضحة للدعم خصوصا من الدول العربية والاقليمية وحتى المجتمع الدولي، كون العراق يدفع ثمنا باهضا من دماء شعبه وشبابه ورجاله من اجل الدفاع عن امن المنطقة باسرها لان داعش بات تهديدا لجميع الدول دون استثناء وابرزها الدول الاقليمية.
فحشد الجهود من اجل القضاء على هذا التنظيم امر مهم، وزيارة الجبوري الى لندن والسويد وقبلها قطر وايران ربما تفضي الى اتفاق جديد يفضي الى منح العراق دعما يتمكن من خلاله القضاء على داعش.