ان ما قامت به اللجنة المالية خلال الايام القليلة الماضية وهي تواصل العمل ليل نهار من اجل انجاز قانون الموازنة الاتحادية لعام 2015 يعد انجازا كبيرا قد تميزت به عن غيرها من اللجان البرلمانية في الدورات الماضية كيف لا والتشكيلة الرئاسية هي افضل ما تكون (الرئاسات الثلاث) واللجنة المالية يراسها خبير مالي ومصرفي .
ان انجاز الموازنة في ضرف استثنائي لم يمر به البلد من قبل حيث يعيش العراق اليوم مرحلة عصيبة وهو يضع موازنة ويعلم يقينا ان ايرادات الناجمة عن تصدير النفطالخام على اساس معدل سعر برميل 57 دولار ومعدل تصدير 3300000 ثلاثة ملايين وثلاثمائة الف برميل باليوم وهذين الرقمين غير حقيقيين حاليا ولكن يفترضها الخبراء انها قد تتحقق
ومن خلال هذه الموازنة حلت كثير من التقاطعات السياسية بين المكونات والكتل المشاركة بالعملية السياسية فكثير من النقاط الى ماقبل ساعات من اعلان الموازنة لم تكن محسومة سياسيا وهي اليوم في ضل وجود الموازنة قد تم حلها ونزلت الى ساحة التطبيق وهي ثقل اضافي على اللجنة المالية ورئيسها والبرلمان …كان على السياسيين معالجتها قبل وصول الموازنة الى البرلمان
وايضا عالجت الموازنة الاتحادية العامة بعض الاختناقات في مجال التنمية والاعمار فاسست لذلك ماسمي المجلس الاعلى للاعمار وكلفت رئاسة الوزراء لتنظيم قانونها خلال ثلاثة اشهر
فتحية للبرلمان الذي ارتدى زيا جديدا من الحداثة في التنسيق وقوة في القرار وقبول في فرض الارادات القانونية هذا لان من يقوده اليوم مجموعة من القادة الشباب الذين يمتلكون حس جديد من المواطنة وحب الوطن والتضحية من اجل الشعب وتجاوز الذات والمصالح الحزبية الضيقة
وايضا فان البرلمان بهيئة رئاسته واعضاءه ينحنون رافعين قبعاتهم تقديرا للجنة المالية ورئيسها احمد الجلبي
ونحن اذ نراقب عن كثب عمل اللجنة من خلال وسائل الاعلام وتصلنا اخبار الاعضاء وجهدهم المتميز حيث تستمر اجتماعاتهم الى ساعات متاخرة من الليل .وقد كانت وجبات الطعام التي تشترى لهم على حساب رئيس اللجنة الجلبي وهم يعملون كفريق عمل مع عدد من موظفي ومستشاري اللجنة.
ليس هذا فحسب بل اضطر الجلبي لعقد الاجتماعات في اجواء مشحونة حيث شهدت ضغطا شديدا من اعضاء البرلمان لتمرير استحقاقات جمهورهم في الموازنة الامر الذي ولد حرجا على رئيس اللجنة واعضاءها فاضطروا الى نقل الاجتماعات والمناقشات الى بيت الجلبي في الكاظمية وحتى ساعات متاخرة من الليل
ونحن بدورنا وكما هي مسؤوليتنا ككتاب ان نحدد نقاط الضعف في اداء الدولة وننتقدها من منطلقات المساهمة في البناء فاننا في نفس الوقت ومن نفس المنطلقات نرفع للبرلمان ورئيسه الجبوري تحية في باقة من الورد المعطر بالامل على انجازه وكذا للجنة المالية ورئيسها الجلبي
