الدفاع عن الدولة العراقية هو دفاع عن الوجود والمستقبل, وليس عن كرسي او موقع او وزارة, وقد نختلف في التفاصيل ولانختلف في على بلدنا ووطننا, وقوة العراقيين بمشروعهم, ووطنهم وبلدهم اكبر واقوى مما يتصورون, وتستنفر الطاقات والجميع مستعد لتقديم الغالي والنفيس .
ولا شك إن ما يحدث في العراق مرتبط بمصالح خارجية و له جذور وحواضن داخلية , ترتبط في معظمها فيما يدور في الساحة العالمية والصراعات الأقليمية, والسياسة الخارجية منعكس للسياسة الداخلية, تحديات كبيرة تواجه المنطقة برمتها, أستخدمت فيها كل الوسائل وأخطرها الطائفية, إستغلت فيها الجماعات المتطرفة الفراغ السياسي لتصادر ثورات الشعوب, وتصدرت المشهد بصور التعذيب والترويع, وتحت غطاء من منابر الدولار وتجار النفط والبشرية, صراع عالمي يدور على ارض العرب لتقسيم الشعوب الى دويلات صغيرة متحاربة ضعيفة, يسهل السيطرة عليها وتنشغل في صراعاتها الداخلية على حساب مصالحها الوطنية الكبرى المشتركة, منطقة شبه كاملة تفقد الإستقرار من تونس, ليبيا, مصر,اليمن, البحرين, لبنان, العراق,سوريا, وأخرى تعيش قلق أنظمتها السياسية والإجتماعية, تأثرت وأثرت في محيطها, وما يدور الحديث عنه اليوم من تدخلات عسكرية وضربات جوية أمريكية لسوريا تنذر بالخطر القادم على العراق والمنطقة, وخاصة ان التنظيمات المسلحة في وقت سابق أعلنت تشكيلها (دولة العراق وبلاد الشام الأسلامية), وترتبط بالقاعدة في العالم وجماعة الولاء والنصرة في سوريا, إستغلت الصراع في سوريا وسيطرتها على الحدود , تغلغلت في ساحات التظاهر بمساندة الأصوات النشاز المرتبطة علناً بالخارج, تنفخ في نار الفتنة وهذا ما يستوجب إطلاق صافرات الإنذار السياسي والمجتمعي في الساحة العراقية, وإدراك الخطر القادم الذي يبدأ من تحول المنطقة الغربية العراقية الى خلفيات لإنطلاق العمليات المسلحة الى سوريا والعراق. معظم القوى السياسية العراقية أدركت الحقيقة على الأرض وتراقب الإستعدادات الدولية, وإنتظار ما يحدث من أنفجار في المنطقة والخارطة العالمية الجديدة والتحالفات الدولية, شيء جيد ان تقوم الحكومة العراقية بإطلاق مبادرة لحل القضية السورية من خلال جلوس الأطراف على طاولة الحوار, وتجنيب المنطقة من الدمار والحروب الأهلية الطائفية, وهذا كان من قناعة القوى العراقية من إن الحلول المنطقية لا تأتي الاّ بالحوار, ومن المفترض ان تبدأ من الداخل بتجميد الخلافات في الوقت الحاضر والجلوس للحوار.
هشاشةالعلاقاتفيما بينها قطعت معظم جسور الثقة , ومبادرات كثيرة للوصول لم تفلح معظمها, اولها كانت للرئيس الطالباني, ورغم نواياها الصادقة, الاّ ان فقدان الإرادة الحقيقة للحلول والشروط المسبقة صارعائق أمام اي مبادرة تطرح, ولم يكتب النجاح سوى للاجتماع الرمزي الذي عقد في بيت الحكيم واستطاع ان بذيب الجمود بين القوى السياسية, بسبب طبيعة علاقات القوى معه و الدخول دون شروط مسبقة واجتماعات تمهيدية, وأقر الجميع بضرورة وجود خطوات لاحقة لتجسير العلاقات وتطويرها, ويتطلب إستكمال وثيقة الشرف الوطني التي طرحها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي, ودعم هذه الخطوة من التحالف الوطني, و إجتماع للرئاسات الثلاث وقادة الكتل السياسية, وفي هذه الأجواء إنطلق الصوت النشاز من النائب احمد العلواني, ودعواته العلنية للقتل والذبح والخطابات الطائفية, وهذه المرة لم يجد الأذان الصاغية من الجماهير, وصار محل للشجب والاستنكار السياسي, ويبدو ان القوى السياسية ماضية في الحوارات وإيجاد ارضية مناسبة لمواجهة العاصفة التي تهدد المنطقة, وتبنذ مثل تلك الاصوات النكرة, ومن المؤكد سوف تواجه هذه العلمية مصدات تحاول عرقلة وحدة القوى السياسية, ولكن هذه القوى لا تستطيع النجاح الاّ إذا ما كان في حسابتها أن الطوفان قادم بإتجاه العراق, وإنه لن يستثني أحد وان المصلحة هي المصلحة الوطنية وليس الشخصية والحزبية والمناطقية, وإلتفاف القوى على بعضها والبحث عن نقطة إلتقاء المشتركات وتعزيز الأواصر, يجعل من الساحة العراقية صلدة تجاه البراكين الأقليمية, ونجاح القوى السياسية اليوم يرسم خارطة طريق للمستقبل العراقي, وان النجاح ليس بالضرورة شخصي ومن يمسك ربان السفينة, إنما القائد الناجح من يشارك في صنع النجاح ومجابهة التحديات.