19 ديسمبر، 2024 11:08 م

الجانب الايمن بداية النهاية

الجانب الايمن بداية النهاية

مع بدأ عمليات تحرير الجانب الايمن، للموصل الحدباء، نستبشر بأسراب طيور التفاؤل، المحملة بالنصر المؤزر لقواتنا الباسلة وحشدنا المقدس، بعد ان بات النصر وشيك ومحسوم، خصوصا بعد تحرير الجانب الايسر بالكامل، وسيطرة الجيش عليه.

اذ يعد تحرير الجانب الايمن، امر مسلم به ولا مناص منه، بعد كسر شوكة الدواعش، وهزيمتهم النكراء بالساحل الايسر، اصبحت المعركه القادمة اسهل، خلاف ما كان يروج له المغرضون، الذين قدموا اسباب الفشل، قبل النجاح وتحججوا بالكثافة السكانية لهذه المناطق، وتمركز الدولة الاسلامية المزعومة بتلك الرقعة، واحتمالية استخدام المدنين كدروع بشرية لهم، الا ان الواقع كان خلاف ذلك.

اذ مع تقدم وحدات الجيش والقوات اﻷمنية، وبمساندة طيران الجيش، والتحالف الدولي، تلاحقت الانتصارات مع بدء الساعات الاولى القليلة، لاعلان عمليات تحرير الجانب الايمن، اعلن فيه قائد عمليات”قادمون يا نينوى” الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله، نجاح الفرقة التاسعة بتحرير ست قرى في الساحل الايمن من المدينه.

قال يار الله في بيان له، ان قطعات الشرطة الاتحادية، قد حررت قرية عذبة على طريق الموصل_بغداد، وقرية اللزاكة على الطريق القديم حماماالعليل_ الموصل، وسيطرت على محطة الكهرباء الرئيسية في اللزاكة، ورفعت العلم العراقي فوق المباني، ايذانا بانتهاء خرافة اسمها داعش وسقوط اخر معاقلة.

أكد القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، ان القوات جاءت لتحرير اﻷنسان قبل اﻷرض، في رسالة تطمينية واضحة، للمواطنين الذين مازالوا تحت قبضة داعش،ان القوات العسكرية جاءت من اجل حمايتهم، وفي ذلك تكذيب لكافة وسائل الاعلام المظللة، التي تشبه الجيش كقوة غاشمة و بنفس طائفي للانتقام، من الاهالي والمدنيين.

هذه التطمينات ساعدت، على تحرك الجيش بين الاحياء بسهولة، بل وراح البعض يسارع برفد القوات الامنية، بالمعلومات المهمة عن اماكن تواجد اﻷرهابين، مما ساعد في التقدم واختصار الجهد، لقواتنا المسلحة وحرز المزيد من الانتصارات.

ان عمليات تحرير الموصل الحدباء، اصبح أمر محسوم، وبشائر النصر باتت واضحة، لكن هناك واقع يفرض سطوته وبقوة، فلا يمكن ان نكتفي بأهازيج النصر، ونغض الطرف عن المنظومة المجتمعية، التي شوهت ملامحها ايادي الظلام والتخلف، بل يجب العمل وبشكل جدي على اعادة اعمار هيكلية كاملة، تبتدء بالانسان وتنتهي للمؤسسات الحكوميه.

ان اثار التخريب لمدينة كالموصل لها خصوصية تأريخية، يعد كارثة حقيقة، لما تزخر هذه المدينة العريقة، بالاثار والرموز النفائس والمخطوطات، التي لايمكن ان تعوض عند فقدانها، وقد عاث بها الارهاب خرابا بكل همجية.

اذ المدينة بحاجة ماسة، الى حملة اعمار واسعة وعلى كافة الاصعدة، واهمها الجانب الانساني، لما عانوه السكان من بطش وتنكيل، وحصار خلال الفترة الماضية، اضافة الى ممارسات داعش الارهابي، بحق السكان بفرض عقوبات لاسباب “مثيرة للسخرية” وفرض اتاوات على اصحاب المحال وما هي الا “سرقة بثوب جديد” كلها ممارسات القت بضلالها على الصحة النفسية، للسكان بشكل عام مما تستدعي وقفة جادة من قبل الحكومة للاهتمام بهذا الجانب الحساس،

كذلك حملة اعمار موسعة للمدينة، التي عانت لسنتين من تخريب متعمد من تلك العصابات الاجرامية، للبنى التحتية .

العرب قديما، كانوا يستبشرون بكل ماهو ايمن، ولعل اليمن قادم بتحرير الجانب الايمن للموصل، لطوي صفحة الارهاب الاسود، وبدء مرحلة جديدة بتأريخ العراق المعاصر، تملؤها التسامح بين ابناء الشعب الواحد، وتجاوز أخطاء الماضي بعد تشخيصها، وجعل النصر سبب لم شمل ابناء الوطن من شماله الى جنوبه

أحدث المقالات

أحدث المقالات