يتغالب اليوم مصطلحان في الذهن الغربي هما (سنيتن) و (شيعيتن) ويتبدل معناهما من ساحة الى اخرى ومن موقف الى اخر ومن المتوقع ان يستقر احدهما كرمز للعنف في اللغة والعقل الاوربي علما ان هناك مصطلح ثالث هو (سلفيتن) اي السلفية.
كانت المخيلة الاوروبية قد انتجت كلمة
Assassin
القتل او الاغتيال عن كلمة الحشاشين الاسم الذي الصق بالحركة الاسماعيلية زورا فلم يكن الحشيش او اي مخدر يوما من الايام جزء من حركة الحسن بن الصباح في قلعة الموت، وسبب التسمية ان الحركة الاسماعيلية كانت تملك تنظيما فدائيا استطاع اغتيال اكبر شخصيات العصر من اعداءها.
الشيعة اثنان،شيعة عقائديين وشيعة عاطفيين، العقائديون هم شيعة بلاد الشام وشيعة قم وشيعة الحجاز وشيعة هجر وشيعة اليمن وشيعة شبه القارة الهندية ويتميز هؤلاء بانضباطهم العقائدي وثباتهم المذهبي وشجاعتهم ايضا فقد كانوا وراء تاسيس سلسلة من الدول في قلب العالم الاسلامي ومحيطه خلا ذلك فان البقية هم شيعة عاطفيين بمعنى ان موقفهم لايخضع لاشتراطات المذهب فقد تاثروا بالقومية والشيوعية والديموقراطية وجرفتهم مقولاتها.
ظهور نظرية ولاية الفقيه على يد نخبة من العلماء الحركيين ونشاط شيعة لبنان وحراك شيعة الجانب الغربي من الخليج الفارسي ووعي الشيعة عموما في العالم بذاتهم نتيجة ثورتي الطباعة والاتصالات وانهيار الحواجز بين الشعوب اعاد الشيعة لتصدر المشهد العالمي بخمسة احداث هي
ثورة التبغ ( بقيادة الامام محمد الشيرازي)
ايرنة قطاع النفط من قبل الدكتور مصدق.
تاسيس دولة باكستان واستقلالها عن الهند من قبل عوائل شيعية كعائلتي محمد علي جناح و بوتو وعوائل اخرى.
قيام الثورة الدينية في ايران ونجاحها وتاسيس الجمهورية الاسلامية وتطبيق ولاية الفقيه فيها بقيادة الامام الخميني.
تاسيس حركتي امل وحزب الله في لبنان ومن ثم انقواء حزب الله وبلوغه ذروة التنظيم ونموذجية التخطيط التكتيكي.
بعد قرن من الحراك تقريبا يمكننا الوقوف على التالي
خلصت النتائج في باكستان لغير صالح الشيعة تماما فقد اصبحوا مضطهدين في دولة هم اسسوها وقد اعدمذو الفقار علي بوتو ثم اغتيلت ابنته زهرة الشرق الحاجة المرحومة بي نظير بوتو التي ليس لها نظير كما هو اسمها واستدارت باكستان لتكون مفقسا للحركات المسلحة الاشد تطرفا وعداء للشيعة وقد امتد هذا الاثر ليطال شيعة افغانستان او الهزارة.
تعرضت ايران الى حرب كونية وشن عليها هجوما اريد له ان يكون خاطفا فامتد الى 8 سنوات انهكها اقتصاديا وكلفها بشريا وفرضت عليها حتى الان 6 طبقات من العقوبات فيما عدد من قادتها مطلوبين للقضاء دوليا.
مشروع الدكتور مصدق قاد الى قتله.
كانت خسائر الشيعة في الرؤوس فقط اقل مايقال عنها انها فادحة فقد خسروا مرتضى مطهري وحسين دستغيب شهيد المحراب وشريعتي وبهشتي ومحمد مهدي الحكيم ومحمد باقر الحكيم ومحمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر وموسى الصدر وعباس الموسوي وعبد الزهرة العبادي وكاظم الخالصي ومهدي العطار وحسن الشيرازي وعبد الكريم خليليوهناك من ذهبوا الى الشهادة مجاميعا من ال الحكيم وجماعة المؤتلفة اسلامي وقبضة الهدى والاحصاء هنا متعذر حسب الدرجة العلمية او المكانة او العدد او البلد فهناك من لم يبلغ المقال اسمه لعدم تخصص الموضوع بهذا.
شنت حرب دولية على شيعة لبنان بتحريض من العرب وقد عض هؤلاء الارض فثبتوا لها ولم يطل الوقت حتى سحبوا الى ساحة سورية ليكشف جناحهم وقد نجحت الخطة وصار شيعة لبنان في قلب الخطر.
خطة تقسيم ايران اجهز ماتكون على طاولة القوى العظمى وايران اكثر بلد جاهزية للتقسيم خصوصا بعد تاسيس الاممية الكردية التي مرت بدون ضجيج كما ان تاريخ العقوبات يؤشر على انها
لم ترفع عن بلد فرضت عليه
كل البلدان التي حوصرت هوجمت
كل البلدان التي هوجمت قسمت
كل البلدان التي حوصرت ثم هوجمت فقدت ارادة الهجوم وظلت في حالة دفاع
الدرس المستفاد ان كل الدول التي حوصرت وهوجمت كانت قد تحدثت طويلا عن قدرتها على الرد وماحصل ان ردت.
في المجموع الكلي اصبح الشيعة بمواجهة العالم او مايسمى بالمجتمع الدولي
وظهر مصطلح (الهلال الشيعي) كمصطلح سلبي يقابل تقريبا مصطلح (فرسان الصليب) وتم تخويف سكان دول منطقة مكة من الشيعة الى حد الفوبيا ولم يتردد
حتى الملك عبد الله بن الحسين وهو يفترض من عائلة هاشمية في استخدام المصطلحوحذى حذوه ملك المغرب الذي يملك على دولة اسسها الشيعة انفسهم.
امل ان اكون مخطئا في رصد تطور انقلابي اذ ان الغرب الذي يحتاج الى تحدي دائم كانه ابدل تحدي القاعدة بتحدي الشيعة فقد تم تخفيض خطورة طالبان وصار معروضا عليها مفاوضات هي صاحبة التمنع عنها وتراجع الضخ الاعلامي ضد القاعدة ولم تعد تبرز كاسم وان لوحق بعض عناصرها باساليب القتال الاعمى عبر طائرات الدرون.
مقابل ذلك منع حزب الله اعلاميا في اوروبا ثم ادرج جناحه العسكري على لائحة الارهاب الاوربية فيما شطب اسم منظمة خلق منها.
اين اخطا الشيعة؟
ليس حكما ان تكون الخسارة نتيجة اخطاء بل ربما جاءت من حسابات تبدو صحيحة لوقت لكن لايحسب حساب المستقبل.
كان الخطا الاول للشيعة انهم اغلقوا باب النقد سياسيا وهو المفتوح فقهيا وصار خلف القضبان مفكرون وكتاب وحتى رجال دين اسهموا باعادة الشيعة الى الواجهة وحذف اخرينوتحكم بالشارع الشيعي اهل الضجيج لا اهل التنضيج.
الخطا الثاني هو الاقتراب من تقنية الذرة بدون تحالفات قوية حقيقية وبدون قوة ذاتية فعلية وتقنية الذرة لعبة الرجل الابيض واحد مكتشفاته ولايسمح بالاقتراب منها الا لمن كان قويا قادرا على حماية نفسه فعلا وليس قولا.
الخطا الثالث هو ادالة حكم الملك الشيعي الوحيد محمد رضا بهلوي والذي كان قادرا على التحالف والتخاطب مع العالم وكان يمسك بالامة من طرف السياسة فيما كان العلماء يمسكونها من طرف العقيدة وقد كان بالامكان تطبيق ولاية الفقيه في ظل الملكية بدلا عن الجمهورية سيما ان تاريخ الشيعة يتوافر على حركة المشروطة او الملكية المقيدة بدستور.
الخطا الرابع دخول الشيعة في عداء مفتوح مع اسرائيل ولا افهم شخصيا ماهي مصلحة الشيعة في هذا او حتى لماذا يفعلون ذلك؟
الفلسطينيون انفسهم فاوضواسرائيل وعقدوا معها معاهدة سلام ونصفهم الاكبر يحمل جنسيتها ممن يسمون عرب 48 والدول العربية المحاددةلاسرائيل عقدت معها معاهدة سلام كمصر والاردن اما السعودية فلم تك يوما في حالة حرب او عداء مع اسرائيل لتعقد معها معاهدة والسعودية همها ان تعيش اسرائيل ولاتسمح حتى لنملة تهديد امنها وعلماء السعودية يخلو تاريخهم القديم والحديث من معاداة اسرائيل او التحريض عليها او الفتيا ضدها ولانسمع عبارة اشد من اليهود والنصارى الا فيما يتعلق بالشيعة اي ان كره اليهود في الوجدان السعودي يوظف لغرض محدد لا ان هذا الوجدان يكره اليهود والنصارى انفسهم.
بعد ان راى العرب معارضة الشيعة الشديدة لعلاقاتهم مع اسرائيل تحالفوا معها وصارت لهم مرجعية اخلاقية ومصدرا للاخبار والتحليلات واعتمدوا مايصدر عنها في كل امر وهكذا ظهر تحالف جديد في المنطقة بين العرب والاسرائيليين ضد الشيعة وان كانت التسمية تختزل بايران وحزب الله.
نظر العرب والاتراك وبقية دول العالم الاسلامي الى الشيعة على انهم المحرض الوحيد الباقي لتحريك الشعوب بشان فلسطين وكان متوقعا ان يتم تصفية الشيعة لهذا السبب سيما انهم قدموا انفسهم كفلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم.
لان احد لايجرؤ على الكلام خوفا من الاتهام بالعمالة لاسرائيل اندفع الشيعة بالاعلام والسياسة والفعل العسكري ضد اسرائيل والبوا الامم عليهم غير قادرين على الفرز بين مايمكن ان تواجهه اسرائيل من مشاعر كراهية وبين العلاقات الدولية فاسرائيل عضو دائمبالامم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والشعارات بازالتها من الوجود تعني ازالة الامم المتحدة اولا وهذه منظمة الرجل الابيض دون سواه.
لقد سادت الاوهام وعلا الضجيج على الافهام ولنا هنا مثل بسيط لكنه موحي جدا فقد كان هناك صديق للشيعة ومناصرا لقضاياهم ووقف معهم وقدم اثنين من ابناءه قتلى بسبب موقفه هذا وقد حصلت له ردة فعل فاعتقد انه يمكن ان يغيظ العرب بزيارة اسرائيل وتمجيدهاوما ان فتح فاه حتى تلقى لكمة على رقبته اسقطته ارضا داخل البرلمان ومن قبل برلماني فذهب يعيش في منطقة يسافر سكانها الى اسرائيل بدون حرج .
الخطا السياسي الواضح ان الشيعة وخاصة ايران ذهبت بسياسة الضغط على الاخرين بعيدا جدا دون تقديم مطالب واضحة وذلك يرى بعلاقتها مع الخليجيين وبدى ان الضغط للضغط فقط وهذا من اكثر معايب السياسة ان تجعل الاخرين لايعرفون ماذا تريد.
اساءة استخدام الاعلام ووقوع الاعلام الشيعي بيد اهل الضجيج ومن المتعذر ان تجد وسيلة اعلامية محسوبة على الشيعة فيها متخصص واحد بهذا المجال وكانت النتيجة ان الجهال استعدوا العالم على الشيعة.
فات الكثير وبقي القليل وربما من القليل ان الفت نظر شيعة البحرين الى انه من الافضل عدم البحث عن (شيعي ملك) بل جعل (الملك شيعي) وان يتوقف الضغط على الخليجيين وان توقف الرسائل الاعلامية في الميديا الشيعية ضد الاخرين وبناء اعلام ايجابي.
وجهة نظري الخاصة انه لايمكن تحدي الغرب فلماذا استعداءه؟
ان الزعماء الشيعة امام سؤال لايحتمل اكثر من اجابة
هل يريد الشيعة تحدي العالم ام العيش فيه؟
ماهي المصلحة في الصراع مع العرب وحلفاء العرب من اجل قضايا تخص العرب؟
وعى الاتراك والعرب قوة الغرب فاقاموا معه تحالفا استراتيجيا مصيريا فيما الانظمة العربية التي عادت الغرب كان مصيرقادتها السحل في الشوارع.
لقد كانت خطابات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التي يتعمد فيها الدعوة لمحو اسرائيل وراء وضع الشيعة في مواجهة مع العالم الغربي علما انه طرح عقائد الشيعة من على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة فورط المذهب باكملهباعمال السياسة وصحيح انه واجه انتقادات من علماء الشيعة لكنها ظلت انتقادات خافتة.
ان عالم اليوم خطر بما يكفي وكل شيء فيه وارد ومحتمل ومن الاخطار المحتملة ان يعامل المذهب الشيعي على انه دولة او مرتبط بدولة.
نعلم ان جامعة الدول العربية قد اضفت الشرعية على قرار مهاجمة العراق وليبيا وسورية ومن المتوقع مستقبلا ان تبيع الشيعة الى الامم المتحدة بطريقة ما كأن يتقدم اعضاء هذه المنظمة بشكوى الى المنظمة الدولية ضد ايران وهو امر ارى حدوثه ليس ممكنا فقط بل وقريبا.
نذكر هنا ايضا ان (الانهياريين) اصحاب نظرية انهيار الغرب ظللوا العقل الشيعي ولايزالون يفعلون ذلك حول التشكيك بقوة الغرب وقرب انهياره وراحت عناوين من قبيل سقوط الغرب او سقوط اميركا او سقوط الحضارة الغربية تلاك كما الحلوى وهي مجرد اوهام وخيالات لاناس يريدون المزيد من الاثارة وليس القراءة الواقعية لخارطة العالم.
على الشيعة ان يدركوا حقيقة ان كوكب الارض اصبح بقبضة قوة محددة وان نظام القطب الواحد سائد في هذ القرن والقرن الذي يليه والذي يليه وان جميع دول العالم اصبحت مكشوفة امام هذه القوة الجبارة وان الغموض في العلاقات الدولية لم يعد قائما ذلك ان الالة قد جردت كوكب الارض نفسه من الغموض.
راى الشيعة انه بضغطة زر اطفئت القنوات الفضائية الايرانية وبضغطة زر جمدت عائدات النفط الايراني في البنوك الاجنبية ومنعت ايران من الوصول الى اموال تملكها وليست مصادرة منها.
اغراء الميديا جعل الكثير من الشيعة يعتقدون ان بامكانهم محاربة القوى العظمى وكانت النتيجة ان خسروا موقعهم كقوة اقليمية والسؤال حول مستقبلهم.