18 ديسمبر، 2024 6:01 م

الجامعة التقنية الوسطى في صدارة التصنيف العالمي للجامعات

الجامعة التقنية الوسطى في صدارة التصنيف العالمي للجامعات

أعلن تصنيف التايمز العالمي نتائج نسخته الجديدة للعام ( 2024 ) التي صنفت وقيمت 1904 ( ألفا وتسعمائة وأربع ) جامعات من 108 ( مئة وثماني ) دول حول العالم ، وحققت الجامعات العراقية في هذا التصنيف زيادة ايجابية في عددها الذي دخل التصنيف بالمقارنة مع نسخة العام السابق ، وأعلن ممثل مؤسسة التايمز في الشرق الأوسط وأفريقيا السيد نيكولاس ديفز خلال معرض ومؤتمر العراق للتعليم 2023 أن العراق وللمرة الأولى يحتل المرتبة 37 عالميا في تخصصات ( الطب والعلوم الصحية ، العلوم البدنية ، علوم الحاسبات ) ، وعلى وفق نتائج التايمز فان ذلك يشير لجودة و نوعية التدريس والبحث العلمي في جامعات العراق ، ويعتمد تصنيف التايمز العالمي معايير رئيسة لتصنيف الجامعات تستند إلى ثمانية عشر مؤشرا لتقييم وقياس الأداء في خمسة مجالات وبأوزان محددة : التدريس (بيئة التعلم) 29.5% والبيئة البحثية 29% وجودة البحث 30% والنظرة الدولية 7.5% ودخل الصناعة 4% ، وسجلت النتائج تحقيق 13 جامعة عراقية مراتب إيجابية في صعيد التنافس العالمي استنادا للمعايير والأوزان التي اعتمدها التقييم .
وقد كانت الجامعة التقنية الوسطى واحدة من بين تلك الجامعات التي تكرر دخولها في هذا التصنيف للعام الثاني على التوالي ، ويعني ذلك من الناحية العلمية والعملية دخول عدد كبير من الكليات والمعاهد التقنية المرتبطة بها تصنيف التايمز البريطاني العالمي World University Subject Ranking ، فقد دخلت التصنيف جميع الأقسام الهندسية و التكنولوجية Engineering 1001+ وأقسام الحاسبات Computer science 801-1000 في التشكيلات التالية:
الأقسام كافة في ( الكلية التقنية الهندسية بغداد ، الكلية التقنية الهندسية الكهربائية ، معهد التكنولوجيا بغداد ، معهد إعداد المدربين التقنيين ) وقسم المعلوماتية في الكلية التقنية الإدارية بغداد و الأقسام التكنولوجية والحاسبات في ( المعهد التقني بعقوبة ، المعهد التقني الكوت ، المعهد التقني الصويرة ، المعهد التقني الانبار ) وقسم الحاسبات في ( معهد الإدارة التقني ، معهد الإدارة الرصافة ) .
ويحق للعراقيين الفخر للنتائج المتحققة لكل الجامعات العراقية وهو بمثابة انتصار ورد الفعل المناسب لمن كان يشكك بقدرات جامعاتنا في دخول التصنيفات العالمية ، كما انه موضع فخر واعتزاز في تكرار تحقيق الجامعة التقنية الوسطى دخولها التصنيف بمراتب متقدمة لعدة أسباب ، الأول إن الجامعة من الجامعات ( الفتية ) من حيث التأسيس حيث تأسست عام 2014 بعد إن توزعت تشكيلات هيئة التعليم التقني على أربع جامعات ( الوسطى ، الفرات الأوسط ، الجنوبية ، الشمالية ) أي إن عمرها الحالي هو 9 سنوات ، وهي اليوم تنافس وتحقق السبق على جامعات محلية وعربية ودولية سبقتها بعقود وربما تختلف عنها من حيث البنى التحتية والإمكانيات وعدد المحاولات وغيرها من الاعتبارات ، والثاني أنها جامعة تقنية تختلف عن الكثير من الجامعات من حيث نوعية التخصصات التقنية التي تحتويها وطبيعة المدخلات والعمليات وما تتطلبه أسواق العمل من مخرجات ، والثالث أنها جامعة واسعة في رقعة تشكيلاتها الجغرافية وتتكون من كليات ومعاهد تقنية تقع في عدد من المحافظات ( بغداد ، الانبار ، ديالى ، واسط ، صلاح الدين ) مما يضيف لها الكثير من الأعباء والمسؤوليات ، وهذه الأسباب وغيرها من العوامل والمتغيرات لم تضعها للتبرير وإنما جعلتها حافزا لها للظفر فيما اجتازته في المنافسة لتنجز ما تحقق لها بكل اقتدار واستحقاق ، فالنتيجة اليوم أنها دخلت هذا التصنيف وهو تصنيف عالمي كبير ويعدون أهميته بعد تصنيف شنغهاي الصيني .
ودون الخوض في تفاصيل ما تمر به الجامعات من ظروف وما تحتاجه من تنمية مستدامة وموارد استثمارية وتخصيصات وغيرها من المتطلبات ، فان ما تحقق للجامعة في دخولها لهذا التصنيف يعد انتصارا للتعليم العالي وللتعليم التقني بالذات وهو انتصار لنفسها ولمن يتولى قيادتها وإدارة فعالياتها بكل التفاصيل ، فلم يكن ذلك ليتحقق لولا إصرار الجامعة والعاملين فيها قيادة ومنتسبين وطلبة في إثبات الجدارة بكل استحقاق ، فهي ليست نتائج عفوية او عرضية وإنما اقترنت ببذل جهود متواصلة استمرت لخمس سنوات عندما وضعت الجامعة أهدفا إستراتيجية لدخول التصنيفات العالمية والتحليق في سماء العالمية لا كطموح او أمنيات ، وإنما واجبا يوميا يتم اعتماده بخطوات لما يتطلب التنفيذ من جهود وتضحيات لبلوغه بأقرب أمد زمني مقبول ، وقد جاءت نتائج تلك الخطط عند فوز الجامعة بالتقييم العالمي البريطاني لرصانة بحوثها إذ حازت على المرتبة السادسة من مجموع أكثر من مائة جامعة حكومية وأهلية ، وهذا التصنيف هو التصنيف التاسع عشر الذي تحققه الجامعة التقنية الوسطى إذ دخلت الجامعة في تصنيف واحد فقط عام ٢٠١٩، ويعد تصنيف التايمز البريطاني طموح لا يستهان به فهو واحد من اكبر التصنيفات العالمية للجامعات ، والجامعة تسعى لان تكون في المقدمة محليا وعربيا فلديها الخطط والاستراتيجيات و الجاهزية وتعمل لتمكين ملاكاتها لبلوغ اعلي الأهداف في الداخل والخارج ، و على المستوى المحلي فقد تم الإعلان قبل ايام عن إحرازها المركز الرابع في تقييم النشاطات الطلابية السنوي الذي أقامته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للعام الدراسي ٢٠٢٢/ ٢٠٢٣ وشمل التقييم الجامعات العراقية الحكومية والأهلية كافة .
مبارك للجامعة التقنية الوسطى هذه النتائج التي تثلج الصدور، ومن واجب العرفان والوفاء الإشادة بالجهود القيادية التي تبذلها الجامعة ومن فيها ، وفي المقدمة الأستاذ الدكتور عبد المحسن ناجي المحيسن رئيس الجامعة التقنية الوسطى حيث يجسد دور القائد الوطني المسؤول في المجالات العلمية والتربوية والإنسانية وفي العلاقة مع البيئة المحيطة بما يحقق السبق ، كما تبذل جهود تستحق التقدير من مساعديه وعمداء الكليات والمعاهد والإدارات والمنتسبين بكل المستويات والتخصصات ممن يعملون بروحية الفريق ، كما نبارك لطلبة الجامعة وهم يعيشون زهو الانتماء لجامعة دخلت التصنيفات العالمية بما يسهل من مهامهم في ولوج أسواق العمل عند التعريف بأنفسهم والجامعة التي تخرجوا منها من ضمن تسلسل الجامعات التي دخلت التصنيفات العالمية ، وان ما يتحقق ليس امتيازا يتم الاحتفاظ به للذكريات وإنما يضيف اعباءا وواجبات أكثر من ذي قبل في تحقيق المزيد وإكمال الاستراتيجيات التي وضعت لحصد النتائج بمختلف المجالات ، فهذا مهر وعربون لنجاح التخطيط والتنظيم والتنفيذ ، وهناك المزيد ممن يتطلب سبر غوره في طريق العالمية لجامعاتنا الوطنية التي أخذت شموعها تضيء من جديد بعد عتمة استمرت لسنوات ونتمنى أن تمتد أنوارها بالانجازات في قادم السنين ، ولا يمثل ما تحقق كل الطموحات ولكنه يؤشر توافر القدرة على تحقيق المزيد بالتخطيط وإتاحة الموارد وتوفر الإرادة والقيادات القادرة على تمكين الآخرين في البذل والعطاء ، ومن الله التوفيق .