23 ديسمبر، 2024 2:38 ص

الثَّوْرَةُ عَلَى المُؤَامَرَةِ – 2

الثَّوْرَةُ عَلَى المُؤَامَرَةِ – 2

فِي الحَلْقَةِ الأُوْلَى مِن هَذا المقَالِ، اسْتَعرَضْتُ حَيّْثِيَّاتِ تَرَدِّي، الوَضْعِ العَسْكَريّ فِي مُحَافَظَةِ نِينَوَى، وَ نَاقَشْتُ أَهَمَّ الأَسْبَابِ، الّتي أَدَّتْ إِلى انْهِيَارِ القُوَّاتِ العَسْكَريَّةِ فِيهَا. كَمَا أَوّْضَحْتُ مَعَالِمَ المُؤامَرَةِ، الّتي اسْتَهدَفَتْ اسْقَاطَ تِلكَ المُحَافَظَةِ. وَ الأَبْعَادُ الدُّوَلِيَّةُ وَ الإِقليْمِيَّةُ وَ المَحَلّيَةُ، الّتي حَرَّكَتْ خُيُوْطَهَا بِصُوْرَةٍ مُباشِرَةٍ، أَو غَيّْرِ مُبَاشِرَة. وَ سَأَسْتَكّْمِلُ المَقَالَ فِي هِذهِ الحَلْقَةِ، مُبْتَدِءً بِمَا يَليْ:–
فِي يَوّْمِ الجُمُعَةِ 13/6/2014، حَدَثَتْ أَربَعَةُ أُمُوْرٍ، غَايَةً فِي الأَهَمِيَّةِ، عَلى حَاضِرِ وَ مُسْتَقّْبَلِ العِرَاق. هَذَهِ الأُمُوْرُ، حَدَّدَتْ مَعَالِمَ العَمَلِ السِيَاسِيّ، أَمَامَ أَيَّةِ حُكُوْمَةٍ مُنْتَخَبَةٍ، سَتَتَوَلّْى إِدَارَةَ الحُكْمِ فِي العِرَاق.
الأَمْرُ الأَوَّلُ: أَصّْدَرَتْ مَرجِعِيَّةُ السَيّدِ السِيْسْتَانِيّ، فَتْوَىَ بِالجِهَادِ الكِفَائِيّ، لِلدِّفَاعِ عَنْ الأَروَاحِ وَ الأَعْراضِ وَ المُقَدَّسَات. هَذِهِ الفَتْوَىَ، أَكَّدَتّْ بِقُوَّةٍ، شَرْعِيَّةِ حُكُوْمَةِ، السَيّدِ المَالِكيّ عُمُوْمَاً، وَ أَعطَتْ زَخْمَاً لِلْسَيّدِ المَالِكيّ خُصُوصَاً. لِذَا عَلَى الحُكُوْمَةِ العِراقِيَّةِ، رَئيْسَاً وَ أَعضَاءً، اسْتِثْمَارَ هَذِهِ الفُرصَةِ الذَّهَبِيَّةِ، و العَمَلِ بِكُلِّ جِدٍّ  وَ إِخْلاصٍ، لِتَطّْهيْرِ أَجْهِزَةِ الحُكُومَةِ، مِنْ كُلِّ السَلْبِيَّاتِ، وَ مَن جَميْعِ العَناصِرِ المَشْبُوهَةِ، فَزَمَنُ المُجَامَلاتِ قَدّْ وَلّْى دُوْنَ رَجْعَة. 
الأَمْرُ الثَّانِي: صَرَّحَ الرَّئيْسُ أُوْبَامَا، فِي مُؤتَمَرٍ صَحَفِيٍّ، أَعْلَنَ فِيْهِ أَنَّ السِيَاسَةَ الأَمريْكِيَّةَ، غَيّْرُ مُسْتَعِدَّةٍ للانْجِرَارِ، فِي أَحدَاثِ العِرَاق. فأَعْلَنَ قَائِلاً:– (… واشنطن صَبَّتْ الكثيرَ، منَ الأَموالِ على القوّاتِ الأَمنيّةِ العراقيَّةِ، و غيّْرُ مُستَعدَّةٍ للوقُوفِ و القِتَالِ، ضِدَّ إِرهابيّينَ أَشدَّاءَ، أَعدادَهُم ليْسَتْ كثيرةً، مِمَا يَدُلُّ على أَنَّ هناكَ مُشكِلَةٌ فِي المَعنويَّات.).( نشرة فضائية الميادين/13/6/2014).
الأَمْرُ الثَّالِثُ: بَادَرَتْ الحُكومَةُ الإِيْرَانِيَّةُ، باتِّخَاذِ مَوّْقِفٍ دَاعِمٍ للحُكُومَةِ العِراقيَّةِ، فِي حَربِهَا مَعَ الإِرهَاب. (و اشارَ الرَّئيسُ رَوحاني إِلى أَنَّ إِيْرانَ، حُكومَةً وَشَعبَاَ، تَقِفُ إِلى جَانِبِ الشَّعْبِ وَ الحُكُومَةِ العِراقيَّةِ. و أَضَافَ أَنَّ الحُكومَةَ الإِيْرانيَّةَ، سَتَبذِلُ قُصَارى جُهدِها، على المُستَويَّينِ الدُّوَليّ وَ الإِقْليْمِيّ، لِمُواجَهَةِ الإِرهابيّينَ. وَ لَنْ تَسْمَحَ لِحُمَاةِ الارهَابِيّينَ، أَنْ يَمُسّْوا الأَمْنَ وَ الاسْتِقرارِ فِي العِراقِ، مِن خِلالِ تَصدِيرِهِم الإِرهَابِ إِليّه.)(المصدر السابق).
الأَمْرُ الرَّابِعُ: لقَدّْ أَوْفَتّْ رُوْسْيَا بالتِزامَاتِهَا بِدِقَّةٍ، مَعَ الحُكومَةِ العِراقِيَّةِ، فَأَرسَلَتْ إِلى العِرَاقِ، سِتِّ طَائِرَاتٍ سَمْتيَّةٍ مُتَطَوِّرَةٍ، مِن نَوّْعِ (MI-35)، بكامِلِ تَجهيزَاتِهَا، فَدَخَلَتْ فَوّْراً، فِي حَرْبِ مُكافَحَةِ دَاعِشٍّ فِي نِيْنَوَى. وِ بذلكَ سَجَّلَتْ رُوْسْيَا، مَوّْقِفَاً اسْتِباقِيّْاً، تَفَوَّقَتْ بِهِ تَكْتِيكِيَّاً، عَلى المَوّْقِفِ الأَمْريْكِيّْ المُتَرَدِّد، فِي دَعْمِ وَ مُسَانَدَةِ العِرَاق. وَ بِذلكَ حَقَّقَتْ رُوسْيَا نَجَاحَاً سِياسِيّاً، سَيُحْسَبُ لِصَالِحِها مِن قِبَلِ العِرَاق.
مُقَابِلَ المَوْقِفِ الرُّوْسِيّ، نُلاحِظُ تَراجُعَ المَوْقِفِ الأَمْريْكِيّ، فِي دَعْمِ العِرَاق. فَأَمْريْكَا تَتَخَوَّفُ مِن تَزوِيْدِ العِرَاقِ، بِطَائِراتِ(F-16). بِالرَغْمِ مِن أَنَّ أَمريْكَا، أَبْرَمَتْ مَعَ العِرَاقِ عَقْداً، لبَيّْعِهِ سِتٍّ وَ ثلاثِيْنَ طَائِرَةٍ، مِن هَذا النَّوْع. سَلَّمَتْ لِلعِرَاقِ، طَائِرَةً واحِدَةً مِنْها فَقَطّ، فِي 6/6/2014. وَ ظَلَّتْ الحُكُوْمَةُ الأَمْريْكِيَّةُ غَيّْرَ مُطمَئِنَّةٍ، مِنْ تَجْهيزِ العِرَاقِ بهذِهِ الطَّائِراتِ، مُراعاةً لتَخَوُّفِ السِياسِيّْينَ، السُنَّةِ وَ الأَكْرَاد.
(قبل أشهر كانت الولايات المتحدة تطالب بغداد بتقديم ضمانات قبل تسليم الطائرات المقاتلة خوفا من استخدامها داخليا من قبل الحكومة التي تقودها الشيعة لتصفية الخصوم السياسيين.).(موقع شفق نيوز /6/6/2014).
كمَا أَنَّ أَمْريْكا لَمْ تَتَعَاوَنْ مَع العِرَاقِ، فِي جَانِبِ تَبَادُلِ المَعلُومَاتِ، كمَا نَصَّتّْ عَلى ذَلكَ اتِّفَاقِيَّةُ التَّعَاونِ الاسْتِراتِيْجِيّ، المُبْرَمَةُ بَيْنَها وَ بَيّْنَ العِرَاق. فَلَمْ تُزَوِّدْ أَمْريْكَا الحُكوْمَةَ العِراقِيَّةَ، بتَقَاريْرٍ عَنْ تَحَرُّكِ الإِرهَابِيّْينَ، قَبْلَ أَو عِنْدَ، هُجُومِهِمْ عَلى نِيْنَوَى، وَ هِيَ صَاحِبَةُ الامْكانِيَّاتُ الكَبيْرَةُ، فِي المُراقَبَةِ الأَلِكِتْرونِيَّةِ الدَّقِيْقَة، عَنْ بُعْدّ.     
تُوْجَدُ مَقُوْلَةٌ فِي الاسْتِرَاتِيْجِيَّةِ العَسْكَرِيَّةِ الصِّيْنِيَّةِ تَقُولُ: (عِندَمَا تَعُوزُكَ وَسِيْلَةَ هُجُومٍ مُباشِرَةٍ على العَدُوِّ، هَاجِمْهُ مُسْتَخدِمَاً قُوَّةَ الغَيّْر). فَيُمْكِنُ تَوّْظِيْفُ هَذِهِ المَقُوْلَهِ، لِتَحْقِيْقِ حَالَةِ النَّصْرِ، عَلى أَعْدَاءِ العِرَاقِ. مِنْ خِلالِ إِعَادَةِ النَظَرِ، فِي تَحَالُفَاتِ العِرَاقِ الاسْتِرَاتِيْجِيَّة. 
عَلَى رئِيْسِ الحُكُوْمَةِ العِرَاقِيَّةِ، أَنْ يَقُومَ بِمُنَاوَرَاتٍ سِيَاسِيَّةٍ وَ دُبْلُوْمَاسِيَّةٍ، مَعَ الدُّوَلِ المُؤَثِرَةِ فِي حَسْمِ المِلَفِّ الأَمْنِيّ. يَتْبَعُ ذَلِكَ، القِيَامُ باصْلاحَاتٍ جَوهَريَّةٍ، فِي أَجْهِزَةِ القُوَّاتِ المُسَلَّحَةِ العِرَاقِيَّةِ، وَ أَجْهِزَةِ الحُكُومَةِ المَدَنِيَّةِ، لإِعَادَةِ ثِقَةِ الجُمْهُورِ بمُؤَسَسَاتِ الدَّوْلَةِ، للنَجَاحِ فِي إِرسَاءِ دَعَائِمِ الأَمْنِ الوَطَنِيّ العِرَاقِيّ. وَ مِنْ وِجْهَةِ نَظَرِي، أَنَّ النُّقَاطَ المُقْتَرَحَةِ التَّاليَةِ، لَهَا أَثرٌ إِيْجَابِيٌّ، فِي تَحْقِيْقِ هَذَا المَطّْلَب:
1. مُكاشَفَةُ أَمْريْكَا، بِعَدَمِ جِدِّيَةِ التِزامِها، بِتَطّبيْقِ بُنُوْدِ الاتِّفَاقِيَّةِ الأَمنِيَّةِ، المُبْرَمَةِ بَيّْنَها وَ بَيّْنَ العِرَاق. إِذَنْ فَمِنْ حَقِّ العِرَاقِ، التَّوَجُهِ إِلى رُوْسْيَا أَوْ الصَّيْنِ، أَوْ أَيَّةِ دَوْلَةٍ أُخْرَى، لإِبْرَامِ اتِّفَاقِيَّةِ تَعَاونٍ أَمْنِيّْ بيّْنَ الجَانِبَيّْن. كمَا أَنَّ بِاسْتِطَاعَةِ العِرَاقِ، الضَّغْطُ بِهَذا الاتِّجَاهِ، مُسْتَفِيْدَاً مِنَ الوَضْعِ الصَعْبِ لأَمْرِيْكا فِي أَوْكْرَانْيَا، الّتي تُعتَبَرُ نُقْطَةً ضَاغِطَةً عَلى أَمْرِيْكا.
2. عَلى الحُكومَةِ العِراقِيَّةِ، إِعَادَةِ النَّظَرِ بالاسْتِثْنَاءَآتِ، المَمَنُوْحَةِ للسَفَارَةِ الأَمْريْكِيَّةِ فِي بَغْدَادَ. فَلا جَدْوَى مِنْ وجُودِ، مِثْلِ هَذِهِ المُؤَسَسَةِ عَلى أَرْضِ العِرَاقِ، دُوْنَ أَنّْ تُسْهِمَ فِي دَعْمِ الحُكُومَةِ العِراقِيَّةِ، فِي حَرْبِهَا ضِدَّ الإِرْهَاب. (وَ تنَصُّلُ الإِدارَةِ الأمريكيَّةِ، أَعْلَنَهُ الرَّئِيْسُ أُوْبَامَا، كمَا أَسْلَفْتُ آنِفَاً).
لقّدّْ أَصْبَحَتْ السَفَارَةُ الأَمْريْكِيَّةُ، مَثَارَ قَلَقٍ لِبَعْضِ دُوَلِ الجِّوَارِ. لِذَا الوَاقِعُ يُحَتِّمُ عَلى الحُكُومَةِ العِراقِيَّةِ، إِزَالَةِ قَلَقِ الدُّوَلِ، غَيّْرِ المُرْتَاحَةِ مِن نَشَاطِ هَذِهِ السَّفَارَةِ، لِضَمَانِ دَعْمِ هَذِهِ الدُّوَلِ لِلعِرَاقِ، فِي مُحَارَبَتِهِ للإِرْهَاب.
3. الضَّغْطُ عَلى السَعُوْدِيَّةِ وَ تُركِيَا وَ قَطَرَ إِقْتِصَادِيَّاً، مِن خِلالِ قَطّْعِ عِلاقَاتِ العِرَاقِ الاقْتِصَادِيَّةِ، بِمُخْتَلَفِ أَنْوَاعِهَا، مَعَ هَذِهِ الدُّوَل. و كَذلِكَ إِيْقَافُ تَصدِيْرِ النَّفْطِ العِرَاقِيّْ، عِبْرَ المَوَانِئِ التُّرْكِيَّة.
4. أَثْبَتَتّْ تَجِرِبَةُ التَّآمُرِ عَلى العِرَاقِ، بِأَنَّ جِهَازَ المُخَابَرَاتِ العَامَّةِ العِرَاقِيّ، وَ الاسْتِخْبَارَاتِ العَسْكَرِيَّةِ العِراقِيَّةِ، مَشْلُوْلَتَانِ فِي أَدَائِهِمَا. فَالمُخَابَرَاتُ لَمْ تُقَدِمْ لِلحُكُوْمَةِ، صُوْرَةً عَنْ التَّآمُرِ الخَارِجِيّ، عَلَى العِرَاق. وَ كَذَلِكَ الاسْتِخْبَارَاتُ، لَمْ تُقَدِمْ لِلْحُكُوْمَةِ، صُوْرَةً عَمَّا كَانَ يَجْرِيْ، فِي سَاحَةِ المُجَابَهَةِ وَ أَمَامَها، فِي قَاطِعِ نِيْنَوَى. كَمَا أَنَّها لَمْ تَستَطِعْ كَشْفَ العَسْكَرِيّْينَ المُتَآمِرِيْنَ عَلى العِرَاق.  
5. الاسْتِفَادَةُ مِن مَوّْقِفِ، جَّامِعَةِ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ الأَخِيْرِ، الّذي تَعَاطَفَ مَعَ العِرَاقِ، وَ مَا حَدَثَ فِي نِيْنَوَى. فَيَنْبَغِي عَلَى الدُّبْلُومَاسِيَّةِ العِرَاقِيَّةِ، تَطْوِيْرُ هَذَا المَوْقِفِ، وَ السَّعْيُ لاسْتِحْصَالِ قَرَارِ إِدَانَةٍ، مِنَ الجَامِعَةِ العَرَبِيَّةِ، ضِدَّ السَعُودِيَّةِ وَ تُركيَا وَ قَطَرَ، لِدَعْمِهَا الوَاضِحِ لِلْعَمَلِيَّاتِ الإِرْهَابِيَّةِ، دَاخِلِ العِرَاق. وَ نَقْلُ هَذَا المَوْقِفِ الدُّبْلُوْمَاسِيّ، إِلى المُنَظَّمَاتِ العَالَمِيَّةِ، لاسْتِحْصَالِ إِدَانَةٍ رَسْمِيَّةٍ مِنْها، بِحَقِّ هَذِهِ الدُّوَلّ.     
6. عَقْدُ مُؤْتَمَرٍ وَطَنِيٍّ فِي بَغْدَادَ، يَشْتَرِكُ فِيْهِ خُبَراءُ عِرَاقِيُّوْنَ وَ دُوَليُّوْنَ مَحَايدُوْنَ، مِنْ ذَويّ الاختِصَاصِ، فِي مَجَالِ القَانُوْنِ وَ العِلاقَاتِ، وَ الإِدَارَاتِ الفِدْرَالِيَّة. لمُنَاقَشَةِ الصِّيَغِ القَانُوْنِيَّةِ، وَ الدِّسْتُوْرِيَّةِ المُرتَبِكَةِ، الّتي تَحْكُمُ العِلاقَةَ، بَيّْنَ إِقْلِيْمِ كُردِسْتَانَ، وَ الحُكُوْمَةِ المَركَزيَّةِ. لإِنْهَاءِ حَالَةِ التَوَتُرِ بيّْنَ الإِقْلِيْمِ وَ الحكُوْمَةِ المَركَزِيَّةِ، و الّتي تَنْعَكِسُ سَلْبَاً عَلى عُمُومِ مَصَالِحِ الشَّعْبِ العِرَاقِيّ. فَإِمّا أَنْ يَكُونَ إِقْلِيْمُ كُردِسْتَانَ، خَاضِعاً لِلقَوانِيْنِ العِرَاقِيَّةِ، أَو أَنْ يَكُونَ كِياناً مُستَقِلاً قَائِماً بِذَاتِه. 
7. المُبَاشَرَةُ بإِجْرَاءِ عَمَلِيَّةِ إِصْلاحٍ شَامِلَةٍ، فِي بُنْيَتَيّْ وِزَارَتَيّْ الدِّفَاعِ وَ الدَّاخِلِيَّة. عَنْ طَريْقِ تَشْكِيْلِ لِجَانٍ، مِنْ أَشْخَاصٍ كَفُوْئِيْنَ وَ نَزِيهِيْنَ، يَقُومُونَ بِدِرَاسَاتٍ تَقْيّْيمِيَّةٍ، لِقِيَادَاتِ وَ مُدِيْريَّاتِ هَاتَيّْنِ الوِزارَتَيّْنِ. وَ اسْتِبْعَادُ الأَشْخَاصِ غَيّْرِ الكَفُوئِيْنَ فِيهِمَا، وَ تَرْشِيْقُ هَاتَيّْنِ الوِزَارَتَيّْنِ، مِنَ تَّرَهُلِ وَ تَرَاكُمِ الرُّتَبِ الكَبيْرَة. وَ تَشْذِيّْبُها مِنَ الأَشْخَاصِ الَّذينَ، لا يَقُومُونَ بِواجِبَاتٍ مُهِمَّة. وَ هَذا يَنْسَحِبُ أَيضَاً، عَلَى بَقِيَّةِ وِزَارَاتِ الدَّوْلَةِ. فَإِبْدَالُ الكَوَادِرِ القَديْمَةِ الخَامِلَةِ، بِكَوَادِرَ نَشِطَةٍ وَ فَاعِلَةٍ، لَهُ أَثَرٌ كَبِيْرٌ فِي تَحْسِيْنِ أَدَاءِ مُؤَسَّسَاتِ الدَّوْلَة.  
8. اسْتِبْعَادُ الضُّبَاطِ مِنْ ذَوَيْ الرُّتَبِ العَالِيَةِ، الَّذيْنَ حَصَلُوا عَلَى رُتَبِهِم، عَنْ طَريْقِ الاسْتِثّْنَاءآتِ مِنَ الضَّوَابِطِ المِهَنِيَّةِ، فَحَصَلُوا عَلَى تِلكَ الرُّتَبِ كَمُكافَأآتٍ لَهُمْ. وَ رُبَّمَا قِسْمٌ مِنْهُمْ، قَدّْ حَصَلَ عَلَى رُتَبٍ عَديْدَةٍ، بِطَريْقَةٍ مَشْكُوْكٍ فِيها. فَلا يُعْقَلّْ، مَنْ كَانَ بِرُتْبَةِ (رَائِدٍ)، فِي عَامِ 2004، يَصْبحُ الآنَ، بِرُتْبَةِ فَرِيْقِ أَوَّلِ رُكْنٍ، وَ هُوَ لَمْ يَتَجَاوَزْ بَعْدُ، الأَرْبَعِيْنَ مِنَ العُمْر. هِذِهِ آفَةٌ تُدَمِّرُ كِيَانَ الوِزَارَتَيْنِ. وَ تُؤَدِّيْ إِلى شُعُوْرِ، بَقِيَّةُ الضُبَّاطِ وَ المُنْتَسِبِيْنَ، بِشُيُوْعِ ظَاهِرَةِ (اللاحَقِّ فِي الاسْتِحْقَاقِ)، وَ انْعِدَامِ العَدَالَةِ.
9. تَنْشِيْطُ الزِّيَارَاتِ المَيْدَانِيَّةِ لِلْمَسّْؤُولِيْنَ، بِمُخْتَلَفِ المُسْتَوَيَات. فَهَذِهِ الأَنْشِطَةُ، تَكْشِفُ لِلْمَسْؤُولِ، الجَانِبَ الّذي لَمْ يَتَمَكَنْ مِنْ أَنّْ يَرَهُ، فِي مَكْتَبِه. وَ بِذَلِكَ يَتَعَرَّفُ عَلَى العَقَبَاتِ وَ الثَّغَرَاتِ، المَوْجُوْدَةِ فِي دَائِرَةِ عَمَلِهِ، فَيَتَمَكَّنُ مِنْ إِصْلاحِهَا مُبَاشَرَة. كَمَا أَنَّها سَتَكُوْنُ بِمَثَابَةِ الرَّادِعِ، لِلْمُفْسِدِيْنَ وَ المُتَقَاعِسِيْنَ، فِي أَدَاءِ وَاجِبَاتِهِمْ. إِضَافَةً لِذَلِكَ، فَإِنَّها تَغْرِسُ فِي نَفْسِ المُواطِنِ، رُوْحَ الثِقَةِ بِمُؤَسَسَاتِ الدَّوْلَةِ، وَ أَجْهِزَتِهَا المُخْتَلِفَة.
10. مُتَابَعَةُ (الفَضَائِيّْينَ)؛ وَ هُمْ بَعْضُ المُنْتَسِبِيْنَ الّذيْنَ يَدْفَعُوْنَ الرَّشَاوَى، لِبَعْضِ المَسْؤُولِيْنَ، مُقَابِلَ التَّغْطِيَةِ عَلَى عَدَمِ حُضُوْرِهِمْ، فِي الدَّوْامِ الرَّسْمِيّ. وَ هَذَا المَوْضُوعُ، مِنَ المَواضِيْعِ المُهِمَّةِ، الّتي تُؤَثِّرُ سَلْبَاً، عَلَى مَعْنَوِيَّةِ وَ أَدَاءِ بَقِيَّةِ المُنْتَسِبِيْنَ، مَدَنِيّْينَ كانُوا أَو عَسْكَرِيّْين.
11. الاهْتِمَامُ بالجَوَانِبِ التِّقَنِيَّةِ، وَ تَطْوِيْرِ البُنَى التَّحْتِيَّةِ، وَ الاهْتِمَامِ الكَبِيْرِ، بِبَيَانَاتِ قَوَاعِدِ المَعْلُومَاتِ، فِي القُوَّاتِ المُسَلَحَةِ حَاضِراً، وَ بَقِيَّةِ الوِزَارَاتِ مُسْتَقْبَلاً. مَعَ الـتَأْكِيْدِ الشَّدِيْدِ، عَلَى تَفْعِيْلِ الوَسَائِلِ الخَاصَّةِ، بِحِمَايَةِ أَمْنِ المَعْلُوْمَاتِ وَ سِرِّيَتِهَا.
أَتَمَنّْى أَنْ أَكُوْنَ، قَدّْ تَوَفَّقْتُ لِتَغْطِيَةِ هَذَا المَوْضُوْعِ، وَ اللهُ تَعَالَى مِنْ وَرَاءِ القَصْدّْ.   

[email protected]