18 ديسمبر، 2024 7:44 م

الثيشمة رطة حماة أمن اقليم كوردستان

الثيشمة رطة حماة أمن اقليم كوردستان

في بداية ظهور الامن القومي كمصطلح في النصف الاول من القرن الماضي على الرغم من وجوده عملياً منذ الوهلة الاولى لحياة الانسان المتواضعة , قد تم ادراك هذا المفهوم و لا زال كذلك في الاوساط المتعددة حتى الان بدلالة عسكرية فقط ، و تبرر هذا التوجه قناعته بالقول ان تهديدات الامن القومي ، إنما هي تهديدات عسكرية خارجية فحسب ، و انطلاقاً منها تم ربط الامن بالقدرة العسكرية و بالسياسات التي تعبر عنها ، مثل سياسة التسلح و التوازن و الردع , حيث تأخذ من المقولة الشهيرة (اذا اردت السلم فكن مستعداً للحرب) قاعدةً لها ، و على الرغم من التغييرات التي طرأت عليها لتشمل الامن جميع الجوانب الداخلية و الخارجية للدولة و كافة المجالات الاقتصادية و السياسية و الثقافية ، إلا ان القدرة العسكرية كانت و ستبقى بمثابة الاداة الاولى و الاخيرة لضمان الامن القومي لأي كيان ، لأن مشكلة الامن في الدول لا تكمن في التهديدات الخارجية فحسب , و انما كذلك في تحديات التنمية الداخلية و التحديث و التغيير و الحاجيات المستمرة و المتطلبات الدائمة ، حيث تتنوع التحديات و التهديدات داخلياً و خارجياً . فأذا كان الشيخ عبيد الله النهري و الشيخ سعيد ثيران و الشيخ محمود الحفيد يملكون القوة العسكرية اللازمة ، لما كان مصيرهم النفي و اعتلاء مشانق الاعدام و في عصرنا الحديث اذا كانت دولة الكويت تملك جيشاً في عام 1990 لما كان دخول القوات العراقية و غزوها بتلك السهولة و البساطة .
(الثيشمةرطة) هو الاسم الذي يطلق بشكل عام على القوات العسكرية الكوردستانية على اختلاف صنوفها و عددها و عدتها و تسمياتها , و قد تخطى مراحل شتى في دفاعها عن ارض كوردستان و شعبها و ماءها و ضرب اروع الامثلة في الفداء و التضحية و نيل الشهادة ، حتى بات اسماً لامعاً محبوباً محترماً و رمزاً للقوة و الصلابة ، يفتخر به كل كوردستاني في الداخل و الخارج , بعد جهود كبيرة بذلها القيادة السياسية الكوردستانية مع العراق الاتحادي تمكن من اعتباره جزءاً من منظومة الدفاع العراقية ليخرج من الاطار الميليشاوي المطلق على غيره من الفصائل ، و خاصةً بعد مشاركته الفعال في محاربة داعش الارهابي و دحره و كسر شوكته و حرر الاراضي التي سيطر عليها .
لقد كانت و لاتزال قوات الثيشمةرطة الدرع الحصين و الساتر المتين لحماية امن اقليم كوردستان و بالاحرى انقذها من الفناء و الانهيار لتعرضها الى هجمات شرسة متعددة منها :-
لقد دافع الثيشمةرطة عن الوجود الكوردي لفترة عقود من القرن الماضي و خاصة العقد الستيني و بعده و حافظ على هوية شعبه و ثقافته و تاريخه ، و استمر كذلك حتى اجبر النظام العراقي على استخدام الاسلحة الكيمياوية و اطلاق عمليات الانفال ظناً منه ان الشعب الكوردستاني سينتهي من الوجود .
بعد ظهور الجماعات الارهابية و خاصة داعش و سيطرتها على مساحات واسعة من اراضي العراق حاول التقدم نحو الاقليم و هدم ما تم بناءه من التجربة الديمقراطية و لكن قوات الثيشمةرطة صدت لها بكل بسالة بقبضة من حديد و تمكن من هدر احلامهم و إجهاض مخططاتهم و كسر ماكينتهم الشنعاء .
صدت قوات الثيشمةرطة هجمات القوات العراقية عندما حاولت الدخول الى الاقليم بعد احداث كركوك و ضربت اروع الامثلة سواء في منطقة ثردى او محمودية و زمار و غيرها من المناطق ، وكذلك عند خروج المظاهرات في السليمانية وغيرها من المدن وخرجت عن مسارها السلمي وأحرقت المؤسسات الحكومية ومقرات الاحزاب السياسية ، وتركت وراءها القتل والدمار ، تدخل قوات البيشمةركة لحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم
و نستخلص من ما ذكر ان قوات الثيشمةرطة كانت و لا تزال الحارس الامين و سيبقى المخلص الوفي لأرض كوردستان ، و شعبه مدافعاً صلباً عن امن الاقليم ، و حماية وجوده ، و لكن بدون شك بالتعاون و التنسيق مع الجهات الامنية الداخلية و مساعدة جماهير كوردستان المناضلة ، و الثيشمةرطة سيبقى القوة التي يعول عليها قيادة الاقليم و تشعر بأهمية هذه القوة و مدى استعدادها للدفاع بمعنويات عالية و حماس ناري لا ينطفئ لينير درب شعبه نحو العلا على الرغم من الصعوبات التي يمر بها من تأخير الرواتب .
لذا نشيد حكومة الاقليم الى الاهتمام اكثر بقواتنا و تحسين حالتهم المعاشية و تقديم اللازم لهم لأنهم موضعوا فخرنا وعزنا ،وتقدير مكانهم الذي يليق بهم ، و لولا دفاعهم لكان الوضع غير هذا .