17 أبريل، 2024 11:35 ص
Search
Close this search box.

الثورة والقائد المفقود!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الثورات السلمية من الصعب أن تنجز أهدافها دون قيادة مولودة من رحمها , فالحراك الجماهيري الذي إنطلق في الهند سنة 1930 كان ومنذ بدايته بقيادة غاندي , الذي تصدّره ونظمه ونظّر له , وألهم الجماهير في مسيراتها السلمية المتنامية , حتى نالت الهند إستقلالها في عام 1947.

والثورات العربية بسلمياتها التي إنطلقت من تونس , أصابها الكثير من التعثر والإنحراف لعدم قدرتها على إنجاب القيادة المستوعبة لنداءاتها والمعبرة عن جماهيرها.

وما يجري في العراق اليوم , يشير إلى أن الثورة الجماهيرية الشعبية التي تتأجج في البلاد , غير قادرة على صناعة قائدها الذي يتكلم بإسمها ويتقدم الصفوف ويلهم الجماهير ويتفاعل معها بإرادة وطنية وثابة.

وفي هذا خطر على الثورة والثورا , لأن الدراسات والقراءات لما حصل في المجتمعات الأخرى , تشير إلى أن عدم ولادة القائد ستعني التشظي والفوضى وركوب الثورة من قبل الآخرين , وغير ذلك من الأضرار والإنحرافات والتصديات وآليات إضعاف زخكها وتبديدهأ.

ومن هنا فأن الثورة المتواصلة أمام منعطف مصيري , فأما أن ينبثق منها قائدها , أو قيادتها , أو أنها ستُقاد وتنحرف وتمضي في طريق مجهول.

فالقول بأن الجيل الجديد قائدنا , فيه شيئ من الصحة والصدق , لكن التعبير العملي عن ذلك يتطلب قائد من الجيل الجديد يحمل راية الثورة ويترجم إرادة الثائرين

وعليه فأن الجماهير الثائرة في الميادين والساحات عليها أن تأتي بقائدها , الذي يتقدم الصفوف ويواجه ويحاور ويلقي الخطب الموضحة لنظرية الثورة وفكرها , وأدبياتها التي عليها أن تنتشر وتسود في البلاد.

الثورة العراقية الأصيلة المتحدية المضحية الصابرة الصامدة , من واجبها اليوم صناعة قائدها الذي يمثلها ويذود عن مطالبها وحقوقها , ومن غير القائد الجماهيري الحامل لهمومها , فأن الثورة ستتآكل وسيتعلم أعدؤها آليات ومهارات مواجهتها وسحقها , فهم يعملون ليل نهار ويستعينون بخبرات شياطين الأرض للنيل من ثورة بلا قيادة.

فأطلقوا قائدكم بوجه أعداء ثورتكم وواجهوهم بحنكة وعزيمة الثوار الأفذاذ.

فهل من قائد مقدام يصول؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب