17 نوفمبر، 2024 9:31 م
Search
Close this search box.

الثورة المفقودة !!

الثورة المفقودة !!

الثورة هي إرادة قوية فعالة لتغيير الواقع القائم إلى حالة جديدة , من المفروض أن تكون إيجابية ,   ومتفقة مع تطلعات أبناء الشعب الثائر , في سعيه نحو الحياة الأفضل.
وفيها يقوم الشعب بقيادة طلائعه بتغيير نظام الحكم بالقوة (عسكرية , جماهيرية أو غيرها).
وفي جوهرها أنها تغيير يحققه الشعب ,  بما يمتلكه من قدرات وطاقات ومهارات تعبوية وتنظيمية.
ومن الثورات المعروفة في التأريخ , الثورة الإنكليزية 1689, الأمريكية  1763, الفرنسية  1789 , الروسية  1919 , الصينية 1949, والإيرانية 1979.
هذه بعض نماذج لثورات حققت تبدلا كبيرا في مسيرات شعوبها , وصنعت نظاما ثوريا طورته الأجيال , حتى صار راسخا ومتوافقا مع متطلبات العصر , وكأن الثورات الأصيلة , حركات تغيير متواصلة لا تنتهي أبدا , ولا تتوقف يوما , ولا تهدأ فيها إرادة التوثب والتفاعل المتجدد مع معطيات زمانها ومكانها , وأفكار أجيالها.
وفي بلادنا العربية حصلت ثورات ,  في مصر 1919  و 1952 , والجزائر 1954 , والعراق  ثورة العشرين 1920 , 14 تموز 1958 , و17 تموز 1968 .
فعندما نتأمل ثوراتنا , نجدها لم تنجز ما أنجزته غيرها من الثورات العالمية , لأنها تفقد قدرات التفاعل والتواصل ما بين الأجيال , وتضع نفسها في صندوق تتعفن فيه , فلا تسمح لمياه الحياة المتدفقة أن تجري في عروقها , وكأنها كالنزوة أو العاصفة التي تهب وتهدأ , فتفقد حرارتها ومعانيها ومنطلقاتها , وتتناسى أهدافها ومشاريعها الثورية.
وما لبّت حاجات الإنسان , وما رفعت من شأنه وقيمته ودوره في الحياة , بل صنعت إستبدادا , وأنظمة فردية أو ذات لون واحد.
ولهذا فأنها أنجبت حالات مضادة لها , وأسهمت في تقاطع الأجيال , وأسست لتداعيات حضارية شديدة , بسبب ما أحدثته من صراعات بين أبناء الشعب الواحد.
فثوراتنا تموت بموت قادتها.
الثورة المصرية إنتهت بوفاة جمال عبد الناصر , والجزائرية بوفاة هواري بومدين.
أما ثورات العراق , فمعروف ما رافقها من التفاعلات.
وجارة العرب الشرقية قامت بثورة قبل أكثر من ثلاثين عاما , وتمكنت من إقامة نظام مؤثر وفعّال, يستوعب الحاجات والتطلعات بأنواعها , وهي ماضية في مسيرة ثورتها بقيادات تتجدد , وتفاعلات ذات طاقات تقدم , مما يشير إلى أنها قد نجحت في ترسيخ قيم ثورية وطنية دستورية في وعي وثقافة الأجيال.
ترى ماذا حققت ثوراتنا؟
وهل حقا كانت عندنا ثورات؟!
وماذا ستحقق ثوراتنا الجديدة؟!!

أحدث المقالات