23 ديسمبر، 2024 3:36 م

الثورة الشعبية والاسلام السياسي    

الثورة الشعبية والاسلام السياسي    

بات الفساد التوصيف الدقيق والجامع للعملية السياسية ودهاقنتها ولا يعتقد بوجود من يعترض على التوصيف او يضع توصيفا بكلمة واحدة يجمع الامر كله كتوصيف الفساد..الا اني اعترضت على التوصيف في برنامج عن الفساد على البغدادية قبل سنين ست قلت فيه ان ما يجري ليس فسادا في توصيفات علم الادارة بل هو (فرهود) بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وأن بعض علماء الادارة يرون ان ما يطفوا من الفساد على السطح هو سدس الفساد المخفي
الفساد ايها الاخوة هو ان نشتري طائرة سعرها اقل من مليون دولار ونقول اننا اشتريناها بمليون فنربح بصفقة الطائرات العشرة مليوني دولار يتقاسمها المفسدون ، اما ان نقول اننا اشتريناها ب13 مليون فهدا ليس فسادا على الاطلاق بل هو الفرهود بعينه .
ولعل الصورة الاعم هو ان العراق دخلت خزائنه تريليون دولار وهو اسوأ الدول تقريبا في كل تقارير المنظمات الدولية وعلى كافة الصعد مما يدلل بأن القيمين على ادارة الدولة قد اداروه ادارة سيئة وفاسدة بل ان خطبة المرجعية الشيعية اليوم الجمعة 21 آب دهبت الى ابعد في التحليل لتقول ان سوء الادارة هو من جاء الينا بداعش ولعل الامر يعني ان كل الدماء والاموال التي سالت وهدرت بعد داعش يتحمل مسؤوليتها القيمون على ادارة البلد وهنا يكون تقرير لجنة سقوط الموصل لا قيمة موضوعية له بعد ان كان بلا قيمة قانونية بل ان تشكيل اللجنة واسناد المهمة اليها كان يعطي مند البداية دليلا اما عن جهل مجلس النواب او عن رغبتهم بالضحك على دماء الشهداء وتمييع القضية العراقية الكبرى.
الا يحق لنا اليوم ان نسأل من هم المفسدون دون اسماء ، فالاسماء برأيي المتواضع تخرب الصورة فهؤلاء لم يأتوا من فراغ وبأسمائهم بل ان هناك جهات جائت بهم واعطت الاصوات لمن لم ينتخب منهم وزورت اصواتا لمن لا اصوات له ، فضلا عن اعطاء النيابة البديلة لمن دخل الحكومة ناهيك عن انها ربتهم فكريا واجتماعيا طيلة عقود من الزمن.
لو كان البعث هو الدي رباهم على فكره وتقاليده لقلنا ان الحل يكمن باجتثاث الفكر البعثي ولو كانت حركة الاشتراكية العربية لقلنا اجتثوا الحركة وفكرها الاشتراكي القومي ولو كان التيار المدني او الحزب الشيوعي او الحزب الناصري لقلنا الامر نفسه ولكن المشكلة ان لا هذا ولا ذاك بل ان الذي يفترض انه حكم ولا زال يحكم هو الاحزاب الاسلامية وهي صاحبة الميليشيات  ولديها اجزاء مهمة في الجيش من خلال التطويع والدمج وهي تمتلك ثلاثة ارباع البرلمان وأقوى نسائه لسانا فضلا عن ثلاثة ارباع الحكومة ناهيك ان لها رئاسة الوزراء ومنصب القائد العام لكل الاجهزة الامنية والحشد الشعبي وهي اقرب الى المرجعية من اية جهة اخرى.
عليه نكتشف ان المفسدون هم من الاحزاب الاسلامية السنية والشيعية وعليه ايضا نجد ان سوء الادارة الذي جلب داعش الينا كما قالت المرجعية هو الاحزاب الدينية واعضائها (شلع قلع) كما يقول المتظاهرون عندما يتحدثون عن محاسبة الحكومة
لهذا السبب وغيره يمكن تحميل الاحزاب والكتل الأسلامية مسؤولية جلب داعش والدمار الذي تلاه وتحميل حزب الدعوة كونه الاكبر وكون مرشحه الدكتاتور استولى على كل مفاصل السلطة ولم يبقي لشركائه في التحالف سوى وزراء يقبعون تحت ضلال سيفه وتأتي الاحزاب الاسلامية الشريكة في التحالف معه وبعده الاسلامية الشريكة في الكعكة والمعارضة لاسباب انتخابية..ولمن لا يقتنع بتحميل حزب الدعوة المسؤولية الاولى عليه ان يلاحظ مطالب الثوار للسيد العبادي بمغادرة الحزب وكتلته
من هنا يمكننا تأييد شعار الثوار القائل ((باسم الدين باكونا الحرامية)) لنسير في طريق بناء دولة مدنية لكل اهلها بعيدا عن الدين السياسي ولا نجرب المجرب ونقول كفى للدين السياسي ونعيده الى عليائه بعد اخراجه من مستنقع السياسة الآسن وهذا لايعني اجتثاث الفكر الاسلامي كما طالبنا مع غيره في فرضيتنا بل اجتثاث الفكر الاسلاموي والمتأسلمين