18 ديسمبر، 2024 6:28 م

الثورة الشعبية أم حكم طبقة جنرالات الجيش وطبقة رجال الدين

الثورة الشعبية أم حكم طبقة جنرالات الجيش وطبقة رجال الدين

بلا ثورة شعبية لن يتخلص الشعب من حكم الطبقة العسكرية المتنفذة بالسلطة والثروات وحتى الاعتصام لن يكفي هو ليس سوى خطوة في خطوات ينبغي أن تكون تصعيدية في كل الميادين , السلطة السياسية مثل سائق الحافلة والاقتصاد هو مجرد راكب في الحافلة وكذلك بقية القطاعات , المعاناة الشديدة تجعل الإنسان أكثر خبرة من الفيلسوف وهي معاناة مع القمع والكبت والقهر , يمتاز العسكر ورجال الدين أنهم لديهم منظمات وترتيب هرمي وسمع وطاعة حيث القوة الخشنة تتحكم بالأجساد والقوة الناعمة تتحكم بالعقول , تشبه البرجوازية والبرجوازية الصغيرة السوبر ماركت والمتجر الصغير حيث يمارس استغلال قوة العمل بدرجات هنا وهناك طبعا من أذرع الطبقة المسيطرة هي طبقة الجنرالات وطبقة رجال الدين , حتى البرلمان هو مجرد واجهة لايعكس حقيقة أين هي السلطة وكيف تسري في الجسم الإجتماعي وفي أدق التفاصيل وكما رأينا في السودان قبل أيام حالما تعرضت مصالحهم للخطر نزلت مدرعاتهم وبيادقهم في الشوارع والميادين ومارست عملا إرهابيا ً وهو خطف رئيس الوزراء علنا ً وأمام العالم وقتلت مواطنين أبرياء عزل هذا يثبت لنا أن الجيش هو سندهم وهو العمود الفقري للسلطة ولهذا البديل هو نقيض تمركز السلطة الأحادي وهذا لايحصل الا بالتثقيف الجماعي وتعزيز قوة ودور المرأة في المجتمع وفي سياسة الدولة وكذلك تعزيز الضمان الصحي والضمان من الجوع والفقر , طبعا المطلب الأساس هو ( نحن نريد الحرية وليس الطعام ) وهاهم اليوم ومن قبل يجلبون السوط والبندقية لتكميم الأفواه وترسيخ العبودية والخنوع وإشاعة الخوف , وجدنا أن السياسىة الخارجية هي إنعكاس السياسة الداخلية , لقد شهرت مثلا إيران أسلحتها ضد المتظاهرين الإيرانيين وضد شعوب المنطقة في العراق ولبنان وسورية واليمن , بل تخبرنا تجارب التأريخ أن الأسلحة استخدمت ضد الملونين والسود وحتى ضد البيض أيضا ً كأنما السلطة نسر صخم يريد أن يفتك بالجميع , التأريخ نضال طبقة والعنف قد مورس بكل الطرق البشعة , ماذا نقول للفلسطينين وهم يتعرضون للعنف ؟ , رأينا بنايات ضخمة مهدمة في غزة من فعل ذلك ؟ لايجوز للمرء أن يكون أعمى ولايمكن معاملة الضحية والجلاد سواسية , في الجزائر انتقد سارتر ماحصل هناك وأن الجزائريين يريدون الاستقلال والحرية , عندما يحتل بلدك الأولوية هي طرد الأجنبي وتحل بقية المشاكل الداخلية , 1931 دخلت اليابان الصين وتوقف الصينيون عن الصراع الداخلي فيما بينهم لأجل مقاومة الاحتلال الياباني , سقط 20 مليون قتيل وكان أمراء الحرب الصينيون يتحالفون مع قوى أجنبية( ما أشبه اليوم بالبارحة ومايحصل في السودان خير دليل على ذلك ) , في الحرب العالمية 30 مليون من الروس فقدوا , ثروة الرأسماليين في أميركا تضاعفت وخسر الشعب الأميركي 405 ألف قتيل , ماهي الحرية وماهو الثمن لدفعه من أجلها ؟ أول مهمة يهاجمون عقلك ويجعلونك تشعر أنك إنسان أدنى بعد ذلك يدفعونك الى مهمات أدنى ويصفون الآخر بالكسول والمجنون وبقية السرد المعاد , يتم تفريغك مثل قصبة فارغة بالاعتراف والمراقبة والمعاقبة ولاتحصل على أيه معرفة ضرورية بحيث أنك تثق بهم وهم لايصدقونك ويصل الانسان المسلوب الحرية الى درجة إما يصبح مجنونا أو مدمنا ً أو منتحر اً أو يكون قويا ً بحيث لايبالي مثل غاليلو والمفكرين الأحرار , يجب أن تكون قويا ً جدا ً عقليا ً وجسديا ً ومعرفيا ً , مع الأسف نحن ضعفاء في هذه الجوانب , ابحث بنفسك واقرأ ولاتعتمد على طوطم أو سيد , كما ورد : النائم يمكن ايقاظه وإذا أحدهم لغرض يتظاهر بالنوم لايمكن ايقاظه في كل الأحوال , هنا نقول : لايجوز الحوار مع الجنرالات فحوارهم مثل لعب شطرنج مع غوريلا ضخمة , منطقتنا كلها مصابة بهذا الوباء الاستبداد والتعصب الديني بحيث تصح مقولة انشتاين عن الغباء اللامتناهي , كل مصيبة أو مرض أو أي حالة يهرعون الى الله كي ينقذهم ولم يحصل أي تغيير نوعي لا في حياة الفرد ولا الجماعة , مجتمعات العائلة الأبوية القمعية والمركزية القضيبية هي مجتمعات مأزومة , كذلك الفرد يتحدث بألسنة مختلفة وله أكثر من قناع لم يعد بالامكان الثقة أو التصديق بالكلمات بدون الفعل على أرض الواقع , واقع الثكنة العسكرية ومعاملة البشر كأنهم مصابون بالجذام واقع المصحة حيث يعامل البشر وكأنهم مصابون بالطاعون لابد أن يتغير بالعلم والفن والأدب والسياسة ويجب تفكيك سلطة الجنرالات ورجال الدين وكل من يتحالف معهم و هذه مهمة الأحرار في المجتمع السوداني من نقابات وحركة نسوية وأحزاب سياسية مع التضامن والتعاون مع كل الحركات الانسانية في العالم