قبل أيام وزعت ميليشيات ”الجيش الحر” وامتداداتها في لبنان توجيها صادرا عنها لقتل السفير العراقي في بيروت “عمر البرزنجي”. وقال التوجيه ، الذي جاء تحت عنوان”مطلوب”، إن البرزنجي” من عملاء العصابة الحاكمة(في سوريا) وهو سفير العراق في لبنان (..) وشارك في لقاء بعنوان دين الإسلام وحرمة الدم المستباح”.
يشار إلى أن امتدادات ميليشيات“الجيش الحر” في لبنان تنسق أمنيا وعسكريا مع ميليشيا “أحمد الأسير” ، وميليشيات أخرى تمول المسلحين في سوريا وتزودهم بالسلاح.
وضع اسم عمر البزرنجي على قائمة “المطلوبين” في الثورة الإسلامية في سوريا يؤكد أن هؤلاء لا يوفرون أحدا ، سنيا اسمه “عمر” أو شيعيا اسمه علي أو مسيحيا اسمه جورج، طالما أنهم لا يوافقهم على جرائمهم ولا يفتي بسفك الدم. كما ويؤكد أنهم مرتهنون ومرتزقة وبنادق للإيجار رهن تصرف كل من يدفع لهم”.
إن مايسمى بالثورة السورية، وضعت قوائم بأسماء من أطلقت عليهم ” عملاء العصابة الحاكمة لسورية ومطلوبي الشعب الحر ” وقامت بتصفية بعضهم، وهي تعلن على مواقعها في الأنترنت ، أنها ستصفيهم الواحد تلو الآخر.
ومن بين المهددين بالقتل والتصفية ، مذيعون ومذيعات يعملون في الاعلام السوري، ومحللون سياسيون تستضيفهم قنوات عربية،ورجال دين وأساتذة جامعات وساسة وفنانون وصحافيون من غير سوريا أيضا وضمت ” الثورة السورية ” الى قائمة المطلوبين ” الطويلة ” اسم السفير العراقي في بيروت “عمر البرزنجي” لمجرد أنه شارك في لقاء عن حرمة الدم المستباح.
تُرى .. أي مستقبل ينتظر سوريا والمنطقة إذا إنتصرت هذه الثورة الدموية التي لاتعرف غير لغة القتل والتدمير ؟.
وأي ربيع هذا الذي بشرت به هذه الثورة شعبها وشعوب المنطقة، بعد كل هذه النيران التي يشعلها هؤلاء ” المتأسلمون ” وهي تنذر بحرائق ستعم كل المنطقة وربما العالم بأسره ؟!
نعم .. سوريا تستحق نظاماً ديمقراطياً يوفر الكرامة والخبز لشعبه، ويكون عامل استقرار في المنطقة، ولايتآمر على الجيران، ولن يكون سكيناً في خاصرة العراق ولبنان وطبعا فلسطين،ولكن هل تملك ” ثورة ” لاتعرف غير لغة الدم مع المعترضين على أساليبها، مقومات أن تصنع نظاماً بهذه المواصفات لسوريا؟! .
وبينما تعبث في سوريا كل أنواع فرق الموت، وكل فروع تنظيمات القاعدة بأسمائها المختلفة وعناوينها الجغرافية التي جاءت منها ، فات غزة المجاورة، لايدعم صمودها سوى سوريا نفسها التي يراد تحطيمها، وطبعاً إيران.
يالها من مفارقة أن تصمد غزة بسلاح سوري إيراني ، وتعمل في نفس الوقت كل فرق الموت في الديار السورية لوأد أي صمود قادم فيما لو شنت إسرائيل حرباً جديدة عليها.
ويالها من مهزلة آن نجد بعض العراقيين يؤيد ” الثورة السورية ” التي كشفت عن وجهها القبيح عندما حولت مظاهرات المطالبة بالتغيير السلمي، الى ” جيش حر ” وظيفته قتل المدنيين ، وحرق الكنائس، وتفجير المزارات والمقامات الدينية،وخطف المعارضين لها وتصفيتهم ، حتى وإن كانوا غير سوريين ، وطبعاً منهم صديقنا الطيب السفير العراقي في بيروت ” عمر البرزنجي “.
فهل ستبادر الحكومة العراقية الى تنظيم حملة دبلوماسية قوية لفضح هذه العصابات والتي باتت تحظى – مع الأسف – بتأييد دولي واقليمي غير مسبوق، حيث توصف بأنها ” الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري” الجميل والمسالم والطيب على الدوام ؟.