انطلقت الثورة كمثيلاتها في بلدان الربيع العربي بحثا عن الحرية والديمقراطية وللخلاص من الأنظمة المستبدة والقمعية التي كانت تجثم على صدور المواطن العربي من سنيين طويلة ولتحسين الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لبلدان الربيع العربي , وفي حين نجحت بعض البلدان للخلاص من هذه الأنظمة مثل تونس ومصر وليبيا واليمن بقيت سوريا تقاتل في سبيل تحررها من نظام بشار الأسد الذي يحكم سوريا منذو أكثر من خمسين عام .
تحولت الثورة السورية من ثورة للخلاص من نظام بشار الأسد الى حرب بالوكالة بين دول أقليمية ودول عالمية .
حرب الدول الأقليمية كانت بين دول الخليج ومن ساندهم من جهة وأيران والحكومة العراقية وجنوب لبنان من جهة أخرى وهي على أساس طائفي, قدمت دول الخليج السلاح والتمويل المادي والسياسي والإعلامي للجماعات المسلحة المعارضة لنظام الأسد في سوريا وحتى على مستوى تجنيد المقاتلين في البداية وهذا كان واضح من خلال عدة فتوى لرجال دين من دول الخليج تدعوا للقتال في سوريا متصورين أن سوريا شئنها شأن ليبيا وان القتال لن يستمر لأكثر من ستة أشهر حتى ينهار النظام السوري لكنه استمر الى أكثر من ثلاث سنيين وما زال مستمر .
وأما ايران فقد قدمت الدعم العسكري والمادي و الإعلامي والمقاتلين ايظا مستخدمة الجسر العراقي عن طريق الحكومة العراقية التي كان بعلمها يذهب الألف من المقاتلين العراقيين الشيعة للقتال مع النظام السوري ومن جهة أخرى أوعزت الى حزب الله اللبناني الى التدخل للدفاع عن نظام الأسد والذي أصبح يقاتل دفاعا عنه الى الان .
وأما الحرب الدولية فكانت بين التحالف الروسي الصيني والتحالف الأوربي والولايات المتحدة وهي على أساس المصالح , قدمت روسيا الدعم العسكري والمعلومات الى نظام بشار الأسد محاولتا الحفاظ على حليفها الوحيد في الشرق الأوسط والذي تمتلك على أراضي سوريا قاعدة بحرية في طرطوس وللحفاظ على مستورد كبير للسلاح منها بعد أن خسرت ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي الذي كان يستورد السلاح من روسيا , وايظا قدمت روسيا الدعم السياسي عبر الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن الذي حصن نظام بشار من القرارات الدولية والأممية .
وأما أوربا والولايات المتحدة فقد قدمتا الدعم السياسي والتدريب العسكري والسلاح المحدود أو الغير فتاك للمعارضة السورية المسلحة وبقت مواقفه غير متوازنة وهي مواقف مضغوط عليها من إسرائيل لأن إسرائيل من مصلحتها استمرار الصراع الى ما لانهاية وايظا بسبب خوفهم من الجماعات الإسلامية المتشددة التي تقاتل في سوريا من أن تكون ركن من العملية السياسية بعد سقوط نظام الأسد لكنهم من جهة أخرى يجب أن يواجهوا الروس في سوريا دفاعا عن مصالحهم .
ومع مرور السنين بدأت الثورة السورية تفقد هدفها ومعناها وبدأت كذلك بالانحسار بداية من فقدان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من القصير الى يبرود ومن ثم حمص لعدة أسباب أهمها أن هنالك عدد كبير من المؤيدين لنظام بشار الأسد داخل سوريا وايظا بسبب تشظي وتفرق المعارضة السورية وانسحاب الواضح لبعض الداعمين لهم مثل قطر بعد استلام الأمير تميم بن حمد ال ثاني الحكم مكان والده وأيظا الانسحاب الواضح من قبل تركيا التي خففت من خطابها الإعلامي اتجاه نظام بشار الأسد , لذلك بعد سنوات القتال الثلاث وأعداد الضحايا الهائلة وتهجير الملايين وتهديم الكامل لعدة مدن في سوريا نسمع كلام عن الحوار السياسي لحل الأزمة من قبل المتخاصمين في سوريا بعد فقدانهم الأمل بأنتصار أحد في هذه الحرب .