«مثلي لا يبايع سراً، ولا يجتزئ بها مني سراً، فإذا خرجت للناس ودعوتهم للبيعة، ودعوتنا معهم كان الأمر واحداً». هذا ما قاله الامام الحسين (ع) للوليد بن عتبه، عندما طلب منه الاخير البيعة ليزيد. وباللغة العصرية، ان الحكومة طلبت من (جهة) مجتمعية، معتد بشعبيتها، ان تعلن الولاء للحاكم قسرا..! كيف..؟
…….. مطالبات الامام بحرية الراي وحرية الاختيار:
يثبت التاريخ ان يزيدا قد كتب إلى الوليد بن عتبه (حاكم المدينة) كتاباً يخبره فيه بموت معاوية وكتاباً آخر جاء فيه: «أما بعد فخذ حسيناً وعبد الله ابن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذاً ليس فيه رخصة، حتى يبايعوا والسلام».
ان الحكومة قد طلبت من العناوين المجتمعية ان تصوت لها، قسرا، دون ادنى حرية في التعبير او الاختيار.. فما هو موقف تلك الجهات..؟ وخاصة الامام الحسين ..؟ وماذا طلب الامام الحسين (ع) من الحكومة، حينها..؟
ولقد آثر الامام الحسين أن يتخلص من الحاكم الوليد بالحسنى حين دعاه إلى البيعة، فقال له: «مثلي لا يبايع سراً، ولا يجتزئ بها مني سراً، فإذا خرجت للناس ودعوتهم للبيعة، ودعوتنا معهم كان الأمر واحداً».
لقد كانت احد المطالب الحسينية، هي الاختيار الحر، المباشر، وبالإعلان الشفاف، وليس بالسر.. وهو مطلب سياسي واقعي وحضاري..
…….. مطالبات الامام صريحة واضحة ومنصفة:
والشيء الاساس الذي، احاول ان اقوله:
اولا: ان الامام الحسين، إبتداءا من هذه الخطوة، كان واضحا وصريحا في مطالبه، والمعبرة عن حقه الانساني، وحقه المجتمعي، لكونه يمتلك شعبية معتد بها.. واستمر بمنهجه الواضح والصريح في تبيان حقوقه ومطالبته، لأجل تحكيم المجتمع والتاريخ في قضيته،
ثانيا: احترام الاخر..او احترام العدو..! ولاجل انصاف الاخر (الحكومة) او العدو.. فقد خاطبهم بموضوعية، قبل القتال، واثناء القتال.. مثلا، عندما تجاوزوا على عائلته، خاطبهم بما يحرك عقولهم، وبما اعتادت عليه اطباعهم ..فقال:
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دِينٌ وَ كُنْتُمْ لَا تَخَافُونَ الْمَعَادَ فَكُونُوا أَحْرَاراً فِي دُنْيَاكُمْ وَ ارْجِعُوا إِلَى أَحْسَابِكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْرَاباً فَنَادَاهُ شِمْرٌ فَقَالَ مَا تَقُولُ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ قَالَ أَقُولُ أَنَا الَّذِي أُقَاتِلُكُمْ وَ تُقَاتِلُونِّي وَ النِّسَاءُ لَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ فَامْنَعُوا عُتُاتَكُمْ عَنِ التَّعَرُّضِ لِحَرَمِي مَا دُمْتُ حَيّاً…
…….. مطالبات الامام محورها الاصلاح السياسي:
ثالثا: يمكن القول، ان الامام الحسين، كان واضحا في المطالبة بحقوق سياسية.. تركزت على اصلاح (الحكم).. وقد عبر الامام عن مطلبه الاصلاحي السياسي بوضوح، وهو مطلب الحكم العادل الرشيد، ومتهما الديكتاتور يزيد انه (قاتل النفس المحترمة).. وانه (يقتل على الظن والشبهة)..
رابعا: وهذا ما سأحاول ان افصله لاحقا، ان المنهج الصدري، استخدم الثوابت الحسينية في حركته، أي مخاطبة الاخر، او الديكتاتور، او الاحتلال، بخطاب واضح صريح، موضوعي، منصف.. وكان ذلك، هو حال الشهيد محمد باقر الصدر، وهو يصرح ضد (صدام).. ثم حال الشهيد محمد الصدر وهو يصرح ضد الحكومة ومن واءها من دول.. وهو حال السيد مقتدى الصدر وهو يصرح ضد الديكتاتور (نوري) ..وضد الاحتلال..!! وللحديث بقية.