23 ديسمبر، 2024 5:43 ص

الثورة الحسينية.. بين السلاح والسلمية..‼️

الثورة الحسينية.. بين السلاح والسلمية..‼️

يبدو ان السلمية هي الطريقة الصحيحة، عند مواجهة السلطة، الداخلية. وهذا منطقي واخلاقي، بل وشرعي… كيف؟
اولا. من الناحية المنطقية. لا يمكن ترتيب اي وضع داخلي، بواسطة العنف. لان ذلك انتقال من حال سيئة مستقرة، ذات نظام، الى حالة فوضى. وذلك انتقال من سيء الى اسوأ..
ثانيا. من الناحية الشرعية، انظر الايات من سورة طه.
اذْهَبَآ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى/ فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى..
وهي واضحة في وجوب استخدام المعارضة السلمية.
مع نقاط اخرى، نتركها القاريء اللبيب. ولكن، هل اخطأ الثوار، ضد السلطات المستبدة؟. وماهو الموقف من الثورات، التي استخدمت السلاح؟
وللاجابة، هنا، يحتاج ذلك توضيح الفرق بين المعارضة والمقاومة. فما هي المعارضة؟ وما هي المقاومة؟
ويمكن القول، باختصار، ان المعارضة تكون ضد سلطة شرعية، تخالف اسس الشرعية.
اما المقاومة، فهي ضد سلطة الغزو والاحتلال.
وهنالك، حالة اخرى بينهما، اي تلك السلطة، التي تستبد الشعب، وتقهره بالسلاح.. ولكن قد ثبت ارتباطها او تخطيطها بالخارج، ضد المجتمع.
هكذا، يمكن ان نفهم، او نوضح شرعية الثورات، ضد سلطة الانظمة العسكرية، المخربة، التابعة للخارج.
⚫ ويبقى موضوعنا، كيف نفسر ثورة الامام الحسين عليه السلام ضد سلطة محلية. وهذا له اجوبة.
اولا. ان الامام لم يبدا مواجهة عسكرية، بل عارضهم سلميا. انظر قوله:
“إني أكره أن أبدأهم بقتالٍ”.
ثانيا. السلطة لم تكن شرعية. وفيه تفصيل..
ثالثا. حكومة قاتلة. انظر قول الامام.
“يزيد فاسق، فاجر شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق والفجور، مثلي لا يبايع مثله”.
رابعا. حكومة يزيد، ترتبط بالدولة البيزنطية. وفيه تفصيل.
ويمكن القول، ان ثورة الامام الحسين، كانت سلمية، وثقافية، ذات هدف اصلاحي. ضد حكم:
1️⃣ ديكتاتوري،
2️⃣ فاقد للشرعية،
3️⃣ قاتل واجرامي.
وللتوضيح انظر ، لما ثبت تاريخيا. ومن ذلك.
? تلهف يزيد على أخذ البيعة له من كبار زعماء المعارضة، فكتب إلى الوليد بن عتبه والي المدينة ما نصه:
«أما بعد فخذ حسيناً وعبد الله ابن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذاً ليس فيه رخصة، حتى يبايعوا والسلام».
ومن هذا، يتوضح فقدانه للشرعية، فضلا عن ديكتاتوريته واجرامه.
? استخدم يزيد السلاح، لفرض شرعيته، بعيدا عما تعارف عليه، مجتمعيا، حينها. ولقد وضح الامام الحسين، ذلك فقال له:
«مثلي لا يبايع سراً، ولا يجتزئ بها مني سراً، فإذا خرجت للناس ودعوتهم للبيعة، ودعوتنا معهم كان الأمر واحداً».
ولكن مروان بن الحكم قال للوليد:
«لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبداً حتى تكثر القتلى بينكم وبينه، ولكن احبسه فان بايع وإلا ضربت عنقه».
فوثب الإمام الحسين عليه السلام عند ذلك وقال:
«ويلي عليك يا بن الزرقاء، وأنت تأمر بضرب عنقي؟ كذبت ولؤمت»
ثم أقبل الإمام على الوليد فقال: «أيها الأمير، إنَّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله، وبنا ختم، ويزيد فاسق، فاجر شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق والفجور، مثلي لا يبايع مثله».
وتوضح الاسطر الاخيرة، ان يزيد قاتل النفس المحترمة، اي قد قتل الابرياء، قبل ذلك. فضلا عن انتهاك يزيد للدستور الرسمي، الذي تتبناه الدولة حينها.
لذلك، يمكن القول..
1️⃣ ان ثورة الامام الحسين، سلمية اجمالا، الا في اليوم الاخير. حينها، اضطر للدفاع.
2️⃣ ان ثورة الامام، هي مقاومة، ضد احتلال خارجي، ويحق له استخدام السلاح، بالنظر الى قضية تبعية يزيد للخارج، وتنفيذ مخطط ضد الدولة، اي تبعية الحاكم يزيد للغرب، وتنفيذه مخطط ثقافي وعقائدي واداري، يهدم اسس دولة الخلافة. فقد ثبت ذلك عند عدد من الباحثين والمحققين، وفيه تفصيل لا يسع له الحديث. وللحديث بقية.