ما أمسنا اليوم الى الاصلاحات الحقيقية بمكافحة الفساد بشتى أشكاله مثل ماعمل عليه الامام السجاد زين العابدين (عليه السلام) . عمل الإمام على نشر القيم والاخلاق والمبادئ السامية وحارب الفساد والطغيان والظلم وقف بجانب الحق وعمل على ثقافة حقوق الإنسان وتوزيع عادل للثروات .كل تلك العوامل عمل عليها الامام السجاد وليس فقط كما يشاع تفرغ للعبادة وتدوين الصحفية السجادية وهو لم يتخلى عن الامة مطلقا ينقطع إليه، وأخرى يسلك به درب التعامل السليم مع المجتمع فيعلمه أسلوب البر بالوالدين، ويشرح حقوق الوالد والولد والأهل والأصدقاء والجيران، ثم يبين فاضل الأعمال وما يجب أن يلتزم به المسلم في سلوكه الاجتماعي، كل ذلك بأسلوب تعليمي رائع وبليغ. وصفوة القول أنها كانت أسلوبا مبتكرا في إيصال الفكر الاسلامي والمفاهيم الاسلامية الأصلية إلى القلوب الظمأى، والأفئدة التي تهوي إليها لترتزق من ثمراتها، و تنهل من معينها، فكانت بحق عملية تربوية نموذجية من الطراز الأول، أس بناءها الإمام السجاد عليه السلام مستلهما جوانبها من سير الأنبياء وسنن المرسلين – كما أمر الله سبحانه وتعالى وأوحاه لهم – في ذلك الواقع المتفجر بالمحن والمشبع بالمآسي، وبرمجة علمية وعملية وضع الإمام السجاد عليه السلام منهجها لتربية النفس، وصقل الروح، و إصلاح السريرة، وتنظيم العلائق الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع. والله عز وجل هو المستعان والموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب.نحن اليوم بحاجة ماسة الي تلك الشخصيات الثورية والتي ضلت سيرته خالدة عبر الأزمان والتي لا تقبل بالظلم والباطل واشاعة الفساد والافساد وتبديد الثروات والشعب يواجه الازمات بسبب النظام السياسي الفاسد . الصحيفة السجادية أو (زبور آل محمد) إحدى المأثورات الخالدات لأهل البيت (عليهم السلام) وهي مجموعة من الأدعية المباركة وصلتنا عن طريق الإمام السجاد (عليه السلام) بسند صحيح وموثق. والدعاء أسلوب جميل من أساليب النثر الفني في الأدب العربي، يتميز بوضوح العبارة، ودقة التركيب، ورقة التقفية، وبمسحة إلهية على المجاز، ويمتح صوره ومضامينه من القرآن الكريم، وهو كما يقول الدكتور حسين علي محفوظ ” من بدائع بلاغات النبي صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام التي لم يرق إليها غير طيرهم، ولم تسم إليها سوى أقلامهم وفضلاً عن القيم الجمالية والأدبية في الصحيفة السجادية، فإنها احتوت على الكثير من النصوص التي عالجت موضوعات العقيدة الإسلامية وخاصة حقوق الإنسان والأسرة والمعاملة مع الآخر، كل ذلك بأسلوب أدبي راقٍ ومميز بنفحته الإلهية وبروحه النبوية الشريفة. نبارك للامة الاسلامية ولادة هذه الشخصية الانسانية مبارك لكم ولادة الامام السجاد(عليه السلام) هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم .
