18 ديسمبر، 2024 8:23 م

الثورات لن تخذل نفسها

الثورات لن تخذل نفسها

1 ـــ ثورة الأول من تشرين 2019, لن تخذل نفسها أو تغادر ساحاتها,, لتترك فيها ارواح الشهداء وحيدة, لن تسمح ان تسحق دماء جرحاها, جزمات ارهابيي مكافحة الشغب, ولا لثعبان العملية السياسية, ان تبصق على اوجاع الأرامل والأيتام, ودموع الأمهات, الثوار لن يخونوا ذاكرتهم, وهم “القافلون على قضيتهم”, المتطفلون على الثورة والمتسلقون على ظهرها, وخاطفي اضوائها وحدهم الذين يخونون, والأنتهازيون لا قضية لهم, لاهثون خلف المكاسب الجاهزة, كالوجبات السريعة, الثوار الذين جددوا العهد لضحاياهم, صباح يوم 25 / 10 / 2020, لا ولن يودعوا ساحاتهم, ولن يطووا اضلاع خيامهم وينصرفوا, بسالتهم لن تنسى نفسها في عتمة الأحباط, ولن تسمح للدخلاء ان يشربوا كأس دمائهم, ومن يبحث عن وطن, سوف لن يجده في مكاتب الجبناء , و “الخائفون لا يبنون وطن”.

2 ـــ ما لذي تحقق؟؟ لا شيء, والدماء لا يمكن لها ان تكون مجانية, سراب الوعود الكاذبة, لا يروي عطش الثوار الى وطن, الثائرون لن يسمحوا لثورتهم أن تترمل, وساحاتهم ان ترتدي الحداد, ولا لوعيهم الشبابي, ان ينسحب من شرايين مجتمعهم, فيتسع في سواقيها الجفاف ويموت داخلها الأمل, فتخسر الأرادات نفسها في منتصف الطريق, وتصبح العودة الى ما كان مستحيلة, فتعلن النهاية المفجعة عن نفسها, هذا سوف لن يحدث, ولن تسمح به نهضة الوعي الشبابي وحتمية التغيير, الثورة كالورقة البيضاء, على الثوار ان يرسموا طريقهم عليها واضحاً, امام شعبهم بلا غموض, بين الثوار ومستنقع العملية السياسية, جدار من لهب, سيحترق في انتهازيته, من يحاول عبوره, على الثوار ان يرفعوا خيمات الطارئين على ثورتهم, يساريون كانوا او قوميون او اسلاميون, فجميعهم تلوثوا بدسم الفساد, ولا يخشون التلوث اكثر.

3 ـــ على ابناء ثورة الأول من تشرين, ان يعالجوا امر المتطفلين على مباديء ثورتهم, فجميعهم قادمون من ازمنة الثلوث ألأنتهازي, احذروهم قبل ان يقبضوا ثمن ثورتكم, فهناك من يسلم مفاتيح ساحات التحرير, الى المحتالين و (ارهابيي مكافحة الشغب), يمكنكم ايها البواسل, ان تمارسوا حقكم في خوض الأنتخابات المبكرة, إذا ما اقتنعتم ان هناك مبرر وطني, فقط أن تنطلقوا اليها من ساحات التحرير, وليس من مكاتب المحتالين, فالطريق الى الوطن قضية عراقية, لا تسمح بأن تكون الثورة, قطرة في مستنقع العملية السياسية (لا سامح الله).

4 ـــ احفادنا اولادنا اخوتنا في ساحات التحرير, لا نريد المزايدة على وعي ثورتكم, فانتم وبدمائكم قد حققتم المعجزة, فقط نعترف لكم, كنا وهم تجمعنا احزاب جيل فاشل, خسرت الرهان فباعت نفسها والوطن, انانيون انتهازيون يحاورون بعضهم, بالمكر والخديعة والوقيعة, وبالذخيرة الحية احياناً, وبالتنكيل الوحشي في اغلب الأحيان, ويخدعون شعب, كنا معهم ولائيون لأكثر من جهة, سلفيون في عقائدنا, ومؤدلجين بالتبعية العمياء, لهذا نعرف بعضنا ونشم فيهم عن بعد, رائحة الخذلان, نرى من واجبنا ان نحذركم من نواياهم الخلفية, من هتافاتهم وشعاراتهم وعناوينهم, المشحونة بالمريب غير المعلن, نخشى منهم عليكم, وعلى وطنية وانسانية سلميتكم, وشجاعتها في استرجاع العراق, نحن معكم وخلفكم ولا نردد غير هتافاتكم, ولا نهتدي الا بوعيكم, ولا نقدس غير دماء شهدائكم وجرحاكم, ونتمنى لساحاتكم ان تكون عامرة بكم, والساحات بلا اهلها تموت.