الثورات تبيح المحظورات

الذي يفهمه المواطن ان الزمن قد توقف وباتت عقارب الساعة تتحرك من جديد معلنة ولادة عراق جديد ولا عودة الى ما قبل التظاهرات .. انها اشارة ورسالة مستنبطة من رحم الاحداث المتسارعة الى السياسيين انكم امام مفترق طرق اما قمع التظاهرات وهذا ينذر بتسونامي جماهيري عراقي او احتواء التظاهرات عن طريق المماطلة والتسويف والوعود الكاذبة وبعض الاصلاحات التي لاتغني ولا تسمن من جوع وهذا لن ينجح لان شعب 2015 يختلف عن شعب 2003 ..
الشعب يريد الاصلاح والتغيير والعصابات تريد ان تبقى جاثمة على صدور العراقيين لاطول فترة ممكنه لتشفط ماتبقى من ثروات الشعب وقوته .. ان هيكلية أي نظام محكوم ببنود الدستور واحكام بعض التشريعات المنبثقة منه وينتج عنها الرئاسات والهيئات المستقلة وتنظيم ادارة الدولة .. لكن عندما يكون بناء كل هذا على قاعدة هشة وسيئة السمعة (( المحاصصة والطائفية السياسية)) يكون اسقاطها امرا مشروعا لكونها تسير بالبلاد نحو التمزق والتقسيم والاقتتال الطائفي وبما ان الشعب هو مصدر كل السلطات فمن حقه ان يخرج ويقول كلمته الفصل ويسحب الشرعية من الجميع بينما يخرج بعض المتنمنطقين ان هذا الامر ليس من صلاحية فلان وذاك ليس من صلاحية علان نقول انه عقد مظلل وهزيل وفاسد بين الشعب والسياسيين ولابد من ابطال هذا العقد سواء بالقانون او بالثورة .. (( والثورات تبيح المحظورات )) ..
ولكي نصل الى النضج المطلوب والوعي اللازم في ادارة الازمات ومنها التظاهرات لابد فهم مانريد ومعرفة الطرق والاساليب الواجب اتباعها في محاورة السلطة وضبط ايقاع حركة المتظاهرين لتعبر عن سلميتها ورقيها والتحلي بالصبر والمطاولة وانتزاع الحقوق … ومن حسنات التظاهرات انتاج الاعتدال الشيعي والاعتدال السني ..بعد ان كان المتطرف الشيعي يقود الدولة ويبحث عن غطاء لديمومة بقائه في اظهار مظلومية الشيعة وتخويفهم المستمر ان السني عدو دائم لهم وفي مواجهة مستمرة مع المعتدل الشيعي من خلال التهم الجاهزة والاقصاء والتهميش او التصفية الجسدية وكذلك المتطرف السني بقتات على مظلومية السنة ويتصدر المشهد السياسي كونه الممثل الوحيد للسنة ويتهم المعتدل السني بالخيانة والعمالة …فيقع بناء العراق الجديد على عاتق الجيل المعتدل من المذهبين ..
كل الظروف المكانية والزمانية ومثلث قوى الاصلاح المرجعية الرشيدة الشارع الغاضب والاعتدال العربي مجتعة مع حيدر الاعبادي اذا كان لديه الرغبة في الاصطفاف معها واستثمار ما يملك من ادوات عليه ان يشرع فورا في عملية اصلاحية كبرى .. والذين يهمسون بأذنك بين الحين والاخر هذا ممكن وذاك غير ممكن اقول لك الثورات تبيح المحظورات اعد السلطات الى الشعب… واذا استهوتك اللعبة بتحويل المظاهرات الى ورقة ضغط لتخويف خصومك السياسيين وتستمر في المماطلة والتسويف ستسقط انت وخصومك .. مع الاحترام