4 مارس، 2024 8:24 ص
Search
Close this search box.

الثورات الفكرية والدموية!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الأمة خبرت الثورات الدموية وما وعت الثورات الفكرية , بل لا يمكن القول أن في تأريخها المعاصر هناك ثورة فكرية ذات قيمة حضارية وتنويرية .
الذي تعارفت عليه الأجيال هو الثورات الدموية , وفي حقيقتها إنقلابات عسكرية تسمي نفسها جزافا ثورات , وهذه عاهة مغفولة في واقع الحياة التي نعيشها ونتمحن فيها.
ولهذا فأنها لم تتغير وتتمسك بما هو غابر وقابع في أقبية الباليات , ذلك أن التغيير الحضاري الحقيقي يحتاج إلى ثورة فكرية , فالفكر أساس كل منطلق وصيرورة.
وبدون الثورة الفكرية التي تصنع التغيير وتوقد التطورات , وتقدح شرارات الرقاء والنماء والإبداع والعطاء الأصيل لا يمكن لأمة أن تكون.
فالأمم التي تكونت وتألقت , حصلت فيها ثورات فكرية ساطعة , وفاعلة في رسم خرائط وجودها وآليات تفاعل أجيالها وفقا لمنطلقات حضارية راسخة.
فلو تأملنا الصين واليابان ودول أوربا وأمريكا وغيرها من الدول المعاصرة الساطعة , لتبين أنها نتاج ثورات فكرية ثقافية , أوجدت مفكرين وفلاسفة وقادة معارف ورؤى , إنتقلوا بواقع أممهم إلى مدارات أرحب وفضاءات أخصب.
وأمتنا يعوزها الثورة الفكرية , وإن لم تتحقق فيها فأن أي مخرج من أزماتها وإختناقاتها لن يكون حاضرا في وعيها , وإنما ستنتكس إلى ما هو تقليدي ومتداول بتعطيل عقلها وتبديد طاقاتها.
كما هو حاصل في ربوعها اليوم , حيث الثروات تتبدد والطاقات تتدمر والتناحرات قائمة والويلات دائمة.
فحال الأمة المعاصر يستوجب ثورة فكرية تزعزع أركان الثوابت على جميع المستويات , وتطرح الخيارات وتفاعلها وتستثمر في عقول أبنائها.
فهل ستتحقق الثورة التي ستقود مسيرة التغيير , والتعبير عن جوهر الأمة وما فيها من أصيل؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب