بكل تواضع: أرجو من المثقفين و الأساتذة ألكبار دراسة الموضوع بتأمل و وعي عميقين, لأنه يُمثل مصيرهم المحتوم لفقدانهم ألركائز الثلاثة أدناه لأسباب عرضناها سابقاً و لم تعد خافية, و الحكمة ضالة المؤمن …
كلّ الثورات عبر التأريخ ضاعت سُدىً بل و تغيير مسيرها و أهدافها, بسبب جشع الأنتهازيين المنافقين ألمنظمّين للأحزاب بكل مسمّياتها و عناوينها لمنفعة قادتها التي تتآمر بحسب (الطبقة الأقتصادية العالمية) ألّتي تسيطر على منابع الطاقة في العالم, و الشعب العراقيّ ألذي يعيش مخاض ثورة دامية ممتدة لعقود, غير مستثنى وكَكُل الثورات في العالم – بإستثناء ثورة الأسلام – لأنّها إرتكزت على ثلاثة دعائم حيوية هي:
ألأوّل: قيادة ربانيّة لا طمع لها في مال ومناصب الدّنيا سوى رضى الله تعالى بهداية الناس لتحقيق ألعدالة والحقّ والعزة و السعادة والمحبة و التواضع عبر دولة كريمة تُعزّ بها الأسلام الذي وحده يمثل السلام و الأمان و الحضارة وتحقيق كرامة الأنسان ألضائعة وسط المدنية الحديثة التي أهملت الحضارة.
ألثّانيّ: عقيدة(آيدلوجية) كونيّة تُنظم حركتهم و تفاصيل سعيهم بدءاً بآلنفس و إنتهاءاً بتحمل أكبر المسؤوليات في الدولة لتحقيق الأهداف المنشودة المحدّدة من قبل القيادة الرّبّانيّة كرابط بين السماء و الأرض حتى ظهور المنقذ الموعود.
ألثّالث: طبقة مثقفة مؤدّبة مؤمنة متواضعة تجاوزت مرحلة(البشريّة) و (الأنسانيّة) إلى (الآدميّة)(1) لإيمانها بمبادئ الفلسفة الكونيّة التي لا تعلوها فلسفة بإدارة وإشراف (الفيلسوف الكونيّ), كرابط بينهم وبين القيادة ألرّبانيّة ألحكيمة.
وبغير ذلك .. فإن آلفوضى والدّمار و الظلم سيكون مصير الثورة وسيستمر الفساد وكما كان بلا تغيير حقيقيّ, بل كلّما جاءت حكومة جديدة بعد انتخابات “ديمقراطية” جديدة و تحالفات مشبوهة؛ لعنت أختها في الحكومة السابقة وقد تُكثّر بياناتها و وعودها آلتافهة لتُفسد أضعافاً مضاعفة و هكذا تنقضي أيّام آلعمر و حياة الشعوب بآلشقاء و المحن بلا ثمار, ربما في أحسن الاحول ألأرتقاء في مجال المدنيّة وبناء العمارات و الملاهي و المسابح و الشواطئ و الكازينوهات لرفاه الطبقة الأقتصادية المسيطرة على العالم مادّياً بآلدرجة الأولى ولشقاء أرواحهم لأن التكنولوجيا و كما أثبتنا في (فلسفتنا) تعاكس الروح و تُشقيه خصوصا عندما تتجه بخلاف حاجة الأنسان, وآلذي يشقى أكثر في هذا الوسط, هم المستضعفون ألذين نصيبهم القهر و الشقاء والعمل ليل نهار للقمة خبز, و حين تحدث الثورة فأنها سرعان ما تُمحى و تضيع على أيدي المستكبرين ألذين يمتلكون الحمايات و أجهزة الشرطة و الأمن مقابل الشعوب التي تفتقد لذلك بآلأضافة إلى الدّعائم الثلاثة التي عرضناها, و (إيقاف الضّرر في أيّ وقت منفعة).
ألفيلسوف الكونيّ
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) وضّحنا في فلسفتنا الكونيّة معنى و مواصفات المراحل الثلاث؛ (البشريّة والأنسانيّة والآدميّة) التي لا بد وأن يمرّ بها الكونيّ كي يستعدّ ويتأهل للأسفار.