18 ديسمبر، 2024 6:46 م

أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر ومن قبله خلق الأرض ومهدها له وهيئا له مقومات العيش فيها وذللها له ليسكنها مطمئنا ينهل من خيراتها ومن سبل الحياة التي تعينه في العيش وكانت علاقة حميمة بين البشر والأرض على مر الأزمان حيث هذه الأرض التي تحتضنه وتوفر الحماية له ولذريته فكلما كانت الأوطان تجود عليه من خيراتها ومواردها وعطائها له ولعائلته كانت العلاقة بينهما تزداد أكثر فأكثر حتى وصل به الحال إلى التضحية في سبيلها فكان بين حب الوطن والإنسان وثاق متين يحمل بين طياته توفير مستلزمات الحياة الرغيدة والأمن والأمان فكان هذا الحب للأوطان يزداد طرديا مع ما يقدمه من وسائل تحصن الإنسان من متغيرات الأيام ونوازلها . لهذا نشأت أجيال وما زالت تقدم الغالي من التضحيات في سبيل أوطانها في كل بقاع العالم بعدما وجدوا فيها الصدر الحنون والحضن الدافئ والتي يتمتع بثروات أراضيها وكذلك نحن في السابق فُتِحَتْ أعيننا على حب هذا الوطن الذي أسمه ( العراق) منذ الصغر ومنذ أجيال قد سبقتنا من فسحت العيش الرغيد البسيط ببساطة الحياة آنذاك وعشنا في كنف العراق وقدمنا التضحيات تلو التضحيات على مر الأيام العصيبة بتاريخ العراق .لكن الآن بعد المتغيرات التي عصفت بالعراق في السنوات الأخيرة وهذا الإهمال المتعمد والتقصير في بناء المجتمع العراقي وتدني مقومات العيش فيه وضرب البنى التحتية وسوء العيش فيه وعدم تلبية أبسط الحقوق المعيشية للجيل الخطر من الشباب الذي وعى على الحروب المدمرة والحكومات المتعاقبة عليه التي أهملته وأهملت متطلباته وساهمت في تدمير شخصيته ونفسيته حيث وجد نفسه في مهب رياح عاتية من المشاكل المجتمعية والسياسية وحيدا في ساحة الصراعات وغير محصن منها من قبل مؤسسات الدولة . فكيف نستطيع أن نقنعه بحب الوطن والذود عنه وهو يعلم ويدرك أن هذا الحب من طرف واحد بدون مقابل كما كان في السابق وهذا التعمد في تهميش الشريحة الشبابية التي هي عماد المجتمع الركيزة له في البناء وعزله من مواقع المسئولية التي تقود البلد ومؤسساته والسعي في إفشال التعليم وهدم المجتمع من الداخل وجعله صيدا سهلا للأيادي الخبيثة تلعب بمقدراته من الخارج والداخل وكل هذا يراه أمام عينيه وهو لا يستطيع أن يعيد اتجاه بوصلة الانهيار إلى التصحيح لأن الهجمة أقوى منه كل الأخطاء الحكومية ساهمت في جعل هذا الجيل متمردا على واقعه نافرا منه ناقما عليه بعيدا عن حبه لأنه يدرك في قرارة نفسه أنه وحيدا في هذا الوطن يقدم له بدون مقابل حيث أصبح لاجئا إلى غيره مرتميا في أحضان بلدان العالم لأنه وجد ما قد يحقق ولو جزءا من أحلامه وطموحاته البسيطة ولو كانت على مضض . فإلى متى يكون هذا الوطن عاقا بأبنائه بعيدا عن تلبية طموحاته لهذا علينا بناء دولة قوية راعية لشبابها وملبية لعيشه لتزرع فيه حب الوطن في قلبه من خلال إيجاد فرص العيش كي يكون الحب متبادل بينهما …………