22 نوفمبر، 2024 8:19 م
Search
Close this search box.

الثلث المعطل للبلد

الثلث المعطل للبلد

يصرما يعرف (بالإطار التنسيقي) على تعطيل العملية السياسية – البائسة والمثيرة للشفقة أصلاً- وعلى تعطيل أمور البلد ووقف مصالحهِ، والغاية من كل ذلك طمعاً في مصالحهم الضيقة وفي المناصب والهيئات والوزارات التي يشعرون بأنها قد تضيع من أيديهم في حال قام زعيم التيار الصدري بتشكيل حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية كما يزعم.

هؤلاء الواهمين والذين لا يعرفون أقرب الشركاء السياسيين لهم على مدار أكثر من 18 عاماً في ما كان يعرف (بالبيت الشيعي) وهو مقتدى الصدر لن يجازف مطلقاً في تحمل تبعات ونتائج حكومته العتيدة التي يروم تشكيلها ما لم يشاركه أحد من حيتان العملية السياسية الحالية من سياسات الفشل والفساد والخراب طوال هذه السنين.

ومع تهديدهم المستمر للجميع في كونهم سيصبحون كتلة برلمانية معارضة أو كثلث معطل في البرلمان حال اصرار الصدرعلى المضي في مشروعه الاصلاحي الذي أقام الدنيا عليه ولم يقعدها، تبدو الأمور في ما بينهم ستؤول للصدام لا محالة بين الصدريين والولائيين على السلطة والمغانم كما يظن أغلب المحللين.

كما أن احتمال مجيء شخصية تتسم بالضعف والركاكة في الكلام والغموض في الشخصية كجعفر الصدر لتسنم منصب رئاسة الوزراء سيصب في مصلحة جميع الأطراف السياسية الحالية، لأنه سيكون كبش فداء أو كشماعة يعلقون عليه الفشل المحتمل جداً في المرحلة المقبلة في حال تشكلت هذه الحكومة الصدرية القُح أو الولائية حالهِ كحال سلفهِ سيء الذكر عادل عبد المهدي، وقد يخرج لنا معتمد المرجعية مرة أخرى ليطلب من المجلس النواب (إعادة النظر) في عملية وجود رئيس الوزراء في منصبه وكأنهم أوصياء على العراقيين.

وبالعودة للإطار المثقوب الذي أبتلينا به وبسياسته الهوجاء وتهديداته المستمرة، فها هو أحد أقطابه المهمة والوحيد الذي حصل على مقاعد تزيد عن 30 مقعد في مجلس النواب، والحديث هنا طبعاً عن زعيم موقعة الموصل نوري المالكي، يحذر من عملية أعادة الانتخابات في حال فشل جلسة السبت في اختيار رئيسي الوزراء والجمهورية لأن هذا سيؤدي بالبلد إلى نفق مسدود –أكثر من هذا- على حد زعمه.

لا يملك هذا الإطار ومن معه سوى لغة التهديد والوعيد بواسطة السلاح وميليشياته (حماة أعراضنا من الشيشاني والأفغاني) للضغط على خصومه السياسيين، فالخلاف والاختلاف مع الديمقراطي الكوردستاني ومع التيار الصدري ومع تحالف السيادة ليس لمصلحة الشعب أو لتوجه معين يخدم البلاد والعباد لا سمح الله، بل من أفواههم ندينهم، بل هي لمصلحة الطائفة –كما يزعمون- وللبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة.

من المحتمل جداً مجيء (تشرين) أخرى في الأفق القريب، الشعب العراقي هو في هذه المرة قد وصل إلى طريق مسدود مع الآفة السياسة التي تحكمنا، ولا حل معهم سوى الاستئصال كما هو الحال مع الغدة السرطانية، عافانا الله وإياكم منها ومن سياسيّ العمالة والفساد والخراب.

أحدث المقالات