18 ديسمبر، 2024 6:15 م

الثلاثي المرح يقودون حربا ضد الشيعة!!

الثلاثي المرح يقودون حربا ضد الشيعة!!

العراق الذي اصبح مؤهلا بان يدخل موسوعة “غينتس” للارقام القياسية باعتبارها الدولة الوحيدة في الكون كله تعيش مجموعة تناقضات قل مثيلها فتستحق بذلك تلك الجائزة وبجدارة.
بالامس كان “اياد علاوي” رئيس قائمة الوطنية البعثية يتصدى ولازال على انه راع للبعث في مابعد حكم”صدام” .  فعندما كان رئيسا للوزراء لفترة قصيرة ,واثناء محاولاته لدغدغت مشاعر الشيعة تورط وزار محافظة” النجف” باعتبراها عاصمة التشيع في العالم وليس العراق فحسب ,وبعد ان هم بالخروج من الضريح  حتى انهال عليه اتباع التيار”الصدري” بالـ …,وتناقلته جميع المحطات الفضائية,وهذا مالايمكن ان ينساه “علاوي”.                                                                                                 كان متهما ولازال من قبل كل العراقيين بانه الراعي الاول للبعثين من خلال اعضاء قائمته, ومن خلال الخلفية التي يحملها هذا الرجل وما تربى عليه من عشق للبعث ,وخير دليل ترحمه على الكافر”ميشيل عفلق” في اكثر من من موقف. والغريب ان هذا الرجل يتحرك بطريقة لاتخفى على احد بانه ذو نفوذ وسيطرة يستمدها بالتأكيد من ايادي خفية. فلم نره في يوم من الايام يدخل قبة “بني ساعدة”البرلمان مع انه عضو فيه ,وكل مستحقاته وامتيازاته محفوظة وكانت تصل اليه اينما كان.في بيروت اوعمان ,واليوم وبعد انتخابات 2014   تسلم منصبا اخر كنائب لرئيس الجمهورية .
ظل صامتا في كل الفترة الماضية ولم نسمع او نرى “علاوي” في موقف والعراق يحترق !! ولم يصرح  كما صرح غيره من السياسيين بما يحصل على الساحة السياسية الا ماندر!! ولم يتدخل في اي شان عراقي مصيري!! وكأنه مختف عن الساحة ولاوجود له, وفجأة ظهر الى العلن في مشروع ظلامي مخيف ويحمل معه ليس شكا واحدا بل مجموعة شكوك,لماذا في هذا الوقت؟! ومن اين جاءت اليه  الاشارة بالبدء؟! لانعلم.
  الذي خرج الى العلن وصار واضحا ان هناك تحالفا جديدا يضم “كتلة الاحرار” بقيادة مقتدى الصدر و “كتلة المواطن” بقيادة عمار الحكيم , و”الوطنية” بقيادة اياد علاوي !!وهناك اسماء تداولتها الصحف من قبيل خميس الخنجر والعيساوي وكثير من الاسماء الارهابية ,لكن لم يتم التأكد منها . ولكن القدر المتيقن جاء بما ادلت به النائبة عن ائتلاف الوطنية جميلة العبيدي لـ”الغد برس”، إن “ائتلافها يعتزم تشكيل تحالف إنقاذ العراق يضم كتلتي “الأحرار” بزعامة السيد مقتدى الصدر و”المواطن” بزعامة السيد عمار الحكيم بالإضافة إلى نواب من كتل سياسية أخرى”، مبينة أن “إعلان تحالف إنقاذ العراق سيكون بعد الاتفاق النهائي مع الكتل السياسية
السؤال هو كيف انقلبت الطاولة واصبح هذا الوئام بين اياد علاوي وقائمته من البعثيين من جهة وخصوصا في هذه المرحلة ؟! , وبين من يدعون بانهم اعداء البعث من جهة اخرى ؟!! وكيف يتفق ورثة المقتولين مع القاتل ؟!! البعث قد قتل من عوائل الاثنين “عمار ومقتدى” ماليس بقليل ولا يختلف احد من العراقيين على هذا الامر فهو من اوضح واضحات عصرنا الحاضر. ان البعث قتل من “ال الحكيم” العشرات, وان البعث قتل من “ال الصدر” الكثيرين,ومن المستحيل حسب العرف العشائري ناهيك عن القانوني والسياسي ان يتحد القاتل مع المقتول لانه من الكذب الواضح ان يقولون انه من اجل مصلحة الوطن !! مالذي يجري؟!ماهي اللعبة وهذه التناقضات؟!.                                                                                          ان بعض اتباع هذين التيارين و حسب مايشاع ان قادتهما من الاسلاميين!  يقولون ,ان هذه التصريحات ماهي الا تشويه مقصود وممنهج  للنيل من  هذين التنظيمين .بمعنى انهم يرفضون تصديق ماأُعلن عنه ,وكل على حدة يعتقد بذلك . والا فبين اتباع الكتلتين سب وشتم وتسقيط مستمر , ولايخفى  على اي احد !! هكذا هي  وجهة نظر اتباعهما ,ويحاولون الدفاع الاعمى عن قائديهما دون تفكر او رجوع للعقل  فحكموا ان لاوجود لهذا التكتل!!
فاما انهم في سبات عميق, او تحت تاثير ابرتين مخدرتين ومؤثرتين على عقول هؤلاء الاتباع. اسمهما (ابن المرجعية)  و (ابن الشهيد) وهذين المخدرين من اخطر انواع المخدرات التي اعتاد عليها هؤلاء الاتباع, فجمدوا العقل والمنطق والدين الاصيل, وصاروا تابعين لا رأي لهم ,ولا قرار, وهذه هي افة الشعوب فعندما يُستغل الدين وبطريقة ممنهجة غير خاضعة لمقاييس التقوى والورع ينتهي دور العقل ونسوا ان السياسة اليوم هي قمة الكذب والنفاق ,كما وصفها سماحة المرجع الشيخ “اسحاق الفياض” بسؤال كانت بعض الصحف تتداوله فوصله السؤال فعلق قائلا (بان العراق بحاجة الى مرجع سياسي ديني لاقيمة له لان السياسة في الوقت الحاضر مبنية على الخدع والغش والكذب وعلى المصالح الذاتية والاغراض الحزبية الضيقة ,ومن هنا تختلف السياسة بين حين واخر ,وفترة واخرى .هذه السياسة لايمكن ان تنسجم مع الدين . الدين في طرف النقيض مع هذه السياسة , واما السياسة الاسلامية فهي جزء من الدين وهي لاتتغير بتغير الزمان. كما ان الدين الاسلامي لايتغير بتغير الزمان وهو ثابت. كذلك السياسة الاسلامية. فاما السياسة المتعارفة في زماننا هذا فهي مبنية على الكذب,والافتراء والغش والخدع والمصالح الذاتية والحزبية الضيقة فيجب علينا ان نكون في يقظة وحذر) !!كلام في الصميم من سماحته وينسف من خلاله ماهو متعارف عند بعض الاتباع لبعض التيارات التي تسمي نفسها اسلامية نظرية ان القائد الفلاني الاسلامي (عليه السلام) ولاينبغي المساس به او نقده او تخطئته!! البعض تمسك بامارة الصبيان التي حذر منها الامام علي عليه السلام ,فعُبد الاشخاص ونُسيَ كلام الامام !!.
 فالسياسة لها ناسها ولها اصولها ومن يدخل فيها يتحمل نتائج كل حرف وكل كلمة وكل تصرف يبدر منه, فعندما يُقحم الدين بهذه الصورة التي ظهر من خلالها قادة ينسبون الى الشيعة ستتشوه صورته ويبتعد عنه ولم تعد العمامة بالخصوص ذات قيمة عند الناس, ومن الافضل  ان ينزع كل ذي عمامة عمامته حتى لايُقدس صاحبها وكأنه معصوم وعليه ان يكون سياسيا مجردا دون التظاهر باسم الدين .
 ونعود الى القصد من هذا المقال و كلامنا بداية لمن كذب الخبر وادعى بانه تشويه .هذا يقول ان من اشاع هذا الخبر يقصد تشويه  صورة مقتدى وذاك يقول تشويه  لصورة عمار, بينما الامر لايُقصد منه التشويه اطلاقا فقد صرح المسؤولون بان هذا التكتل هو نواة حسب ادعائهم  لتوحيد العراق !! بينما الحقيقة هو خفقة قلب بحب جديد مع البعثيين والقتلة يخفي وراءه مالايعلمه الا الله ومانتوقعه من خلال قراءة ومتابعة لمجريات الاحداث , فها نحن ننقل نصا ماقاله عضو الهيئة السياسية لكتلة “الاحرار” جواد الشهيلي في تصريح رسمي (ان هذه الجبهة الجديدة تأتي بتوجيه من زعيم التيار مقتدى الصدر!!وان التيار هو من تبنى تشكيل هذه الجبهة), اذن فلا ريب ولاشك بان تشكيل هذه الكتلة الجديدة او كما يسمونها اتباع كتلة “الاحرار” بالجبهة , هي ليست وليدة صدفة او احساس بخطر ما ,كما يحاول قادة هذه التيارات الترويج له, بل ان هناك امرا حيك بليل .
فهذه الجبهة تمثل البعثيين والصدريين والمجلسيين ثلاثة كتل. لم تتحد في اي يوم من الايام على رؤية واحدة او هدف واحد. فكيف اجتمعت هذه الكتل ؟! وكيف توحدت افكارهم؟! ولمذا تشكلت؟! ومن المقصود لتوجه له هذه الرسالة؟ ولماذا حدث هذا بعد تجميد “مقتدى” قواته ؟! علامات استفهام كثيرة وعجيبة. نحن نعلم ان “مقتدى”اعلن صراحة عن مواقفه التي تخص المذهب في اكثر من موقف, وكان اخطرها ان برأ يزيدا عليه لعائن الله من قتل الحسين (ع) ونسب القتل الى “سرجون” وان سرجون من الدولة البيزنطية !!! وهذا ليس ادعاء مني او تبلٍ عليه او تشويه يضنه اتباعه بانني اقوم به وانما هو قوله فراجع.                                                                                                                                             لا اريد ان ادخل في اضطرابات وتخبطات الرجل وعدم اتزان  قرارته المتغيرة باستمرارالتي لاترتبط باي نوع من السياسة ولكن ضربنا امثلة لتتضح معالم وصورة من صور سياساته.
اما “عمار”فالمؤاخذات الكثيرة التي سُجلت عليه تبدأ من ,اسائته الى “ال الحكيم” حيث جعلهم معرضون للسب والشتم نتيجة لسياساته المتخبطة , ومن كوارثه  الوقوف مع الارهابيين والبعثيين وعبر عن هذا الموقف   الناطق باسمه “بليغ ابو كلل” عندما برأ النجيفي والعيساوي من علاقتهم بالارهاب في لقاء متلفز !! والكارثة التي لن ينساها العراقيون ماقام به “عادل عبد المهدي” ممثل كتلته وزير النفط من  اتفاقيته مشؤومة مع “الكرد” بتسليمهم ثروات العراق ,القرارات الغير مدروسة كانت نفعية ومبنية على غش وخداع للمواطن العراقي , فلسنا الان في معرض كشف وطرح كل الكوارث التي احدثها والتي  لم تؤثر الا على  الفرد العراقي الشيعي بل المذهب كله,  ومايهمنا من ماذكرنا هو الوصول الى الغرض من هذا التكتل الجديد او ماهية اسبابه ,وهل هي مؤامرة على المذهب الشيعي واتباعه؟ ام ان هناك ثمن قد دفع ووصل الى بنوك  سويسرا ؟؟!! لكن من المؤكد انها مؤامرة .
ان هؤلاء الذين يُحسبون على قادة الشيعة قد بدا واضحا انهم مضطربون بشكل لايوصف, وان هناك حالة مرضية قد تشربت فيهم واصبح معلوما ان مصداق قوله تعالى” ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما” من اكثر الحقائق القرانية التي تنطبق عليهم, نعم هذه هي الحقيقة المرة وقد تكون بعيدة عن تفكير الكثيرين وبانها لب القضية , هذا الحسد  لهو من اكبر الامراض والاسباب التي تسقط الانسان في الهاوية .
فكلنا نعلم العلاقة السابقة بين”هادي العامري” ومكانته في مجلس عمار,  وماعاشته فترة الانفصال من تعتيم كبير من جميع الاطراف عن سبب الانفصال ,لكن من المؤكد ان هناك خلافا كبيرا قد حدث وربما حتى عقائدي ,وقد يكون راجحا من خلال تخلي ايران عن “عمار “وبدأت تنظر له على انه لايكترث للمذهب من خلال تنازلاته الكثيرة عن مطالب  وحقوق  الشيعة في العراق وبالتاكيد ايران حريصة على المذهب وليس على العراق بالضرورة ولكن قوة  المذهب الشيعي في العراق وهيبته  يشكل عندها من الاولويات ناهيك عن مصالحها , فتحركت  وساندت “العامري” , ونعلم ايضا بان”الخزاعي ” كان في السابق من قيادات “التيار الصدري” وانه قد اعلن انشقاقه عن “مقتدى” وشق طريقا يعتقد هو من خلاله ان يجعل للانسان الشيعي هيبته وكرامته بدل ان يعيش مسحوقا طول حياته والى ان يظهر الامام واستمر بهذا الطريق وهو الاخر واضح كل الوضوح بهذا الطرح في كل تصريحاته واوضح جهل مقتدى السياسي .
فعندما نفكر في سبب هذه الانشقاقات ربما نصل الى خفايا ترتبط بحقيقة واحدة وهي “المذهب الشيعي” والاتجار به فالذي يتبادر من خلال المعطيات ان هناك من يزايد على المذهب ولايهمه في شيئ ولايضع في اعتبارته ايتام محمد وال محمد ,ومنهم من هو متيقن بان المذهب في خطر, واخذ على عاتقه الدفاع عنه وعدم المساومة تحت اي ظرف ولايسمح بتنازلات مهما كانت هناك دعوات باسم اللحمة الوطنية ,واصبح مقتنعا من ان كل هذه الشعارات خالية من محتواها وان الذي ينادي بها هم قادة الشيعة فقط. وادركوا تماما ان الشيعة في خطر وان مخلفات حزب البعث لازالت متنفذة في قرارات الدولة.
 فحصل الانشقاق وهذا ما تتضح معالمه يوما بعد يوم من خلال مانسمعه من تصريحات الاطراف (مقتدى,عمار,العامري,الخزاعي)  نصل الى قضية مهمة جدا ,وهي ان راي المواطن العراقي في هذه الاسماء مجتمعة صار واضحا, والحقيقة التي وصل اليها العراقيون وبالخصوص الشيعة, بان “مقتدى وعمار”مهادنون وقد باعوا المذهب, ولم يقدموا شيئا للعراقيين الشيعة, ونظرتهم لـ” هادي العامري والخزاعي” انهم قادة وابطال وحموا  المذهب واسم التشيع ولم ينبطحوا تحت اي ظرف او اي ضغط, فوضعت هذه الاسماء في الميزان فرجحت كفت “العامري والخزاعي” على “مقتدى وعمار”ومن هنا تغلغل فيهم الحسد والبغض لهذين الاسمين اللذين اصبحا  مثلا وقدوة عند الغالبية العظمى من الشيعة, بل لاينافسهما احد والاعلام ماانفك يذكرهما ويسلط الضوء عليهما باستمرار “”العامري والخزاعي ” وادركوا بان الشارع العراقي يميل كل الميل لهما ,ولما يقدموه من بطولة وبسالة ضد “داعش” وضد حتى” الكرد” الذين يرتبط بهم “عمار” شخصيا من جهة , وارتباط “مقتدى” بالسنة من جهة اخرى.فمن خلال هذا توصلت الكتلتان “الاحرار و المواطن” الى التحرك باتجاه اخر ليؤسسوا جبهة تقف بالضد مستقبلا لاي مطالب من ” العامري والخزاعي” ويحاولون من الان سحب البساط  من تحتهما ومن خلال طرق وعمليات التسقيط المبرمج لهاتين الشخصيتين , دون خشية او خوف من عقاب الله وحسابه , وهم لايعلمون بان نتائجها قد تكون وخيمة ,وخصوصا اذا ما تعرضوا للحشد الشعبي باي طريقة كما فعل مقتدى في السابق ووصفها بانها ميليشيات منفلتة!!.
خلاصة القول ان ائتلاف علاوي ومقتدى وعمار سيكون ضربة قوية موجهة بشكل او باخر وبطريقة خبيثة ضد “الحشد الشعبي” وضد “العامري و الخزاعي” وسيتفكك الائتلاف الوطني وتكثر فيه الانقسامات وهو اصلا لم يكن بمستوى طموح الفرد العراقي الشيعي لانه بُني على مجموعة من الافكار والرغبات  التي لاتصب الا بالمصالح الشخصية بعيدة عن الوطنية وبعيدة عن حقوق الشيعة التي ستبقى مغتصبة مدى الدهر طالما ان هناك من المنبطحين الكثر.