23 ديسمبر، 2024 2:46 م

الثلاثين من نيسان هل يجمع حبات مسبحة أنفرطت في ليل!

الثلاثين من نيسان هل يجمع حبات مسبحة أنفرطت في ليل!

بات في حكم المؤكد، أن الثلاثين من نيسان القادم سيشكل منعطف جديدا في رسم الخارطة السياسية للبلاد، ولمن استغلوا نفوذهم لبسط أيديهم وأرجلهم على خيرات العراق وشعبه. فعلى مدار السنين العشر المنصرمة، أصبنا بالذهول فشردت العقول، حتى كدنا نتساءل هل نحن نعيش في دولة تحمل مقومات الدولة، أسمها جمهورية العراق؟ أم في الصومال، حيث لا نظام يحكم ولا قانون يستند اليه؟

الملحمة الانتخابية باتت على مشارفها، والابواب مفتوحة لها، الشارع العراقي تواق للتغيير، فلا يخفى عليكم أن كل من يشارك بالانتخابات هو فائز، أوفر الائتلافات حظاً هو ائتلاف الحكيم، وبالعودة على المعادلة آنفة الذكر نجد أن ناتج الأنتخابات النيابية، يجب أن تكون التغيير، وفقا لأرادة الشعب العراقي، ودعوات المرجعية الدينية في النجف الاشرف، والتغيير بمعناه المتعارف عليه هو أن يخرج من لا يستطيع تلبية طموحات وتطلعات الجماهير، فدولة القانون بعد ان عجزت عن تنفيذ وعودها أبان السنوات الثمان المنصرمة، أوشكت أن تخرج من المعادلة كمادة مستهلكة.

فهل سيحسن القطاع العريض من ناخبي المكونات الأختيار ؟

المعادلة السياسية ستطرأ عليها متغيرات مهمة، وستعطي نتائج، ربما تكون مغايرة لما كانت عليه في السنوات الماضية، فالتحالف الوطني الشيعي، في الوقت الذي سقطت بعض قياداته، تصدرت قيادات آخرى المشهد، لتكون عوامل مساعدة تعجل من سرعة التفاعل لتعطي أفضل النتائج وتصحح المسارات الخاطئة التي جاء بها المتسلطين.

التحالف الوطني وما يمثله هذا التحالف من مكونات، كدولة القانون، والكتلة الصدرية، وتيار الحكيم، وجوه اعتاد الشارع العراقي على رؤيتها، فمنهم من كانوا رجال اقوال لا افعال، ومنهم من أمتاز بمواقفه متناقضة لا يفهم حابلها من نابلها، ومنهم من اصبحوا اقوياء بسبب اخفاقات شركائهم، فباتوا يترجمون أقوالهم الى افعال، وهذا مصدر قوتهم على الارض.

التيار الصدري فبعد أعتزال قائدهم العمل السياسي، أصبحوا متناثرين كحبات مسبحة إنفرطت في ليل!، وهذا ما جعل الجمهور الصدري يبحث عن عمامة شيعية آخرى لها قرب من قائدهم ومرجعهم الاول.

أئتلاف القانون والتيار الصدري وما يعانيه هذين القوتين سيجعل من العسير على أي منها الخروج بنتيجة مماثلة لتلك التي حصلوا عليها في انتخابات 2010.

سالف السرد، يجعل تيار محمد باقر الحكيم، هو المتصدر الأول و الأوفر حظا بالفوز انتخابياً كونه أستثمر أخفاقات الأخرين عبر فتح الباب لجميع القوى العراقية بغض النظر عن أنتمائهم وطائفتهم و مذاهبهم، وهذا ما جعله كاسباً لود جميع الأطراف.