لكل شيء حمى وحمى الروح النظر الى الثقلاء. الثقيل هو ليس ثقيل البدن بل هو من يكون ثقيلا على الارواح و القلوب من حيث طبعه وكلامه وعمله ومنظره.
وقد يكون ثقيلا على النفس في المعنى كثقل الصخر على الأجسام. إن مجالسة الثقلاء تجلب الاسقام وتضعف الأبدان وتورث الأحزان وتهد الأركان …وللثقلاء عدة صفات وهي الفضول وقلة الحياء والسؤال عما لا يعنيه مما يؤدي الى إحراج الآخرين، والتأخر عن المواعيد وكثرة الضحك امام من يودوه ويضنون انه يضحك عليهم ، ومواجهة الناس بالكلام المؤذي فيكسر قلوبهم ويجرح مشاعرهم…الخ من الصفات المذمومة. وللثقلاء انواع : الثقيل الذاتي والثقيل العاقل والثقيل الاحمق والثقيل العالم .
يروى إن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت.ان الثقلاء ذكروا في ايه في القرآن الكريم. قال تعالى “فإذا اطعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث” وورد في الحديث الشريف في ذم الثقلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أن ابغضكم الى الله ابغضكم إلى الناس”… وكان ابو هريرة إذا استثقل رجلا قال اللهم أغفر له وارحمنا منه .. الثقل من الناس سببه أمران. الأول: معصية الله تعالى لإن من تعدى حرمات الله ابغضه الله ورسوله وملائكته والناس اجمع. والثاني : هو استعمال الناس من الخصال ما يكره الناس منه فاذا كان كذلك استحق الاستثقال منهم. بمن بدائع الفوائد لأبن قيم الجوزية رحمه الله ذكر ان الناس أربعة أقسام.
اولهما تكون مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة. وثانيهما تكون مخالطته كالدواء يحتاج اليه عند المرض. اما الثالث فمخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وانواعه وقوته وضعفه. واخيرا الرابع تكون في مخالطته بمنزلة اكل السم في الهلك كله…جنبنا الله واياكم صحبة الثقلاء ومرافقتهم.