9 أبريل، 2024 10:08 م
Search
Close this search box.

الثقة : كيف نمارسها في ظروفنا الحالية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

(تنبيه.. الرجاء أقرأ الموضوع جيداً.. وبتركيز.. وفهم كل فقرة.. حتى لو عدت قراءة الفقرة عدة مرات.. مع محبتي)

ما الثقة ؟:

ـ هناك عدة نظريات تناقش تعريف الثقة في الآخرين، وهي نظريات معاصرة مشتقة من علم الاقتصاد السلوكي وعلم النفس الاجتماعي.

ـ تعتقد نظرية الاقتصاد الكلاسيكي الجديد أن الثقة في الغرباء غير منطقية، ولكن السلوك الملاحظ يكشف عن مدى واسع من الثقة، لذلك طرح الناس نظرية التفضيل الاجتماعي والامتثال للمعايير الاجتماعية لوصف وتعريف الثقة في الآخرين.

ـ اجعله ملزمًا شرطيًا.. وبدوره تدرس هذه النظريات الطرق النفسية لسلوك الثقة من منظور سلوك الثقة كسلوك أساسي.. كذلك العمليات بين المجموعات والتوقعات المعرفية الشخصية.

ـ اقترح علماء النفس والاقتصاديون العديد من التفسيرات لتحديد تعريف الثقة بالآخرين وأسبابها، لأنهم وجدوا أن إنشاء الثقة يعتمد على التفضيلات الاقتصادية أو الأعراف الاجتماعية أو سمات الشخصية أو العمليات أو التوقعات داخل المجموعة لفهم سبب ثقة شخص ما بشخص آخر، يجب على المرء مراعاة الخصائص والظروف الفردية.

ـ يمكننا القول إن:

ـ الثقة : حالة عقلية.. وخيار أخلاقي.. يكون فيه الإنسان مقتنعاً من كفاءة أو صحة أمر ما يتعلق به أو بشخص أو بشيء آخر.

ـ والثقة : تتضمن عدم الشك في اعتقاد الشخصية الجيدة.

ـ والثقة : هي توقع النوايا الحسنة مبنية على معرفة المرء بالإنسان الآخر.

ـ الثقة : قد تكون عن ما هو المجهول.. لعدم إمكانية التحقق منها في الوقت الحالي.. لكن من الممكن رؤية نتائجها في المستقبل.

 

ـ من أين تبدأ الثقة ؟ وبمن نثق ؟.

ـ هل الثقة بالنفس كافية للخروج من المآزق أو نيل المقصود؟.

ـ بالطبع لا يمكن أن يتخذ الإنسان من النفس مصدراً للتحرك.. فكم من امرئٍ وقع في شباك الثقة بنفسه.. فأدى به الحال إلى الغرور.. والتهور.. والتعجرف.. والاستهزاء بالآخر.. وعدم التثبت من المعطيات.. لتكون النتائج في كل ذلك وبالاً على صاحبها.

ـ وكم من واثق بماله فيدفعه هذا الشعور إلى التعالي.. والظلم.. والخسران.. بل وكم من واثقٍ بسلطانه.. فينتهي به الحال إلى الزنزانة أو القتل.. وغيرها من مجالات الحياة التي تختلف فيها موارد التثبت والوثاقة.

إذن : ما هو المقياس في حالة الثقة ؟

ـ المقياس والضابطة: هو التفريق بين الأشياء الثابتة والمتغيرة.. فالمال متغير.. والسلطان متغير.. والصحة والعافية متغيرة.. والصداقة متغيرة.. والعلاقات الاجتماعية متغيرة.. سواء كانت علاقات فردية أم أسرية.. لأن الثابت فيها هو ما بني على الإيمان بالله عز وجل.

ـ لو كانت هذه الأمور قابلة للثبات لما وضع الله تعالى أحكاماً وتشريعات.. ابتداءً من العلاقة الزوجية.. ثم الوالدية.. ثم القرابية.. ثم العشائرية.. ثم العلاقة داخل المجتمع كالجوار.. والصداقة.. وجلسات التحاور.. والتذاكر.. وعقود المعاملات القائمة بين الناس.. كلها وضع الله لها تشريعاتها لأنها من المتغيرات.. وجاءت الدولة المدنية لتعزز ذلك.. وتزيد في تنظيم كل ما هو متغير.

 

ازمة الثقة:

ـ اننا اليوم.. في العراق خاصةً.. نعيش أزمة ثقة.. ناهيك عن فقدان ثقافة الثبات والمتغير في الحياة.

ـ وغياب القانون أو تطبيقه.. بل الأكثر غراباً إن أكثريتنا ليس لهم ثقة بأنفسهم !! فكيف نثق بالآخرين ؟؟

ـ الجهل يولد الثقة على نحو أكثر مما تفعل المعرفة: إنهم أولئك الذين لا يعرفون سوى القليل.. وليس أولئك الذين يعرفون الكثير.. يؤكدون أن هذه أو تلك المشكلة لن يتم حلها عن طريق العلم.

– يرى عالم الأحياء الشهير تشارلز داروين على سبيل المثال: ان المجتمع يدمّر الثّقة من جذورها ويمنعك من التمتّع بالثّقة بالنفس.. أي إنّ المجتمع يدمّر الثّقة بالنفس ويعزّز الثّقة بالآخرين.

ـ فيما يعتقد جرودون بايرون: إنّ الثقة بالنفس هي الاعتقاد في النفس.. والركون إليها.. والإيمان بها.

ـ إنّ الثّقة بالآخرين تشبه الأزهار الاصطناعية التي لا جذور لها.

ـ انعدام الثقة في علاقة عاطفية هو قوة مدمرة.. فبدون الثقة.. سيكون صعبًا أن تشعر بالأمان.. وقد تبقى في شك طوال الوقت إن كان الشخص الآخر وفياً.. أو محقاً.. أو صادقًاً.. سواءً كانت العلاقة: عاطفية.. أو عملية.. أو اجتماعية.

ـ فمسائل الثقة هي الأهم.. إن كنت تمر بأزمة ثقة.. فمن الهام أن تتعلم طرق مثمرة لتخطيها قبل أن تتضرر العلاقة.

ـ أسباب في انعدام ثقتك:

ـ فكر فيما يجعلك تفشل في الوثوق بالآخرين.. قد يكون من الصعب بالنسبة لبعض الناس مقارنة بغيرهم أن يشعروا بالثقة في الآخرين.. وهذا غالبًاً بسبب تجارب سابقة.. أو إحباطات حديثة.. أو حتى بسبب التربية في الصغر.

ـ إن حدث وخذلك الآخرون.. أو فشلوا في دعمك.. أو مساندتك.. حين طلبت المساعدة.. فقد تجد الوثوق بالآخرين صعباً.

ـ على الصعيد الآخر: إن كان لديك أشخاص داعمين نجحوا في إرشادك في المواقف الصعبة.. وقدموا العون في سبيل تأقلمك مع الخذلان.. فأنت على الأرجح تعلمت كيفية الوثوق بالناس.

ـ إن صعب عليك الوثوق بالآخرين.. قد تمثل بعض هذه المشاكل عقبة في طريقك.

ـ أنت تشعر بأن الناس غير جديرين بالثقة.. كما أنك تعمم هذه الفكرة لتشمل كل من تقابل.. بغض النظر عن ضمانتهم.

ـ أنت تشعر بالحاجة لحماية نفسك من الجرح.. بوضع حواجز دفاعية قبل أن تعطي الآخرين فرصة.

ـ أنت لا تحب طلب المساعدة.. وتفضل عمل الأشياء بنفسك لتتأكد من لياقتها أو تمتنع عنها تماماً.

ـ أنت تحكم بطريقة خاطئة على الأشخاص.. ولا تقدر على معرفة الشخص الجيد من الشخص السيئ.. ودائماً ما ينتهي بك الحال مع أشخاص غير جديرين بالثقة في حياتك.

ـ أحياناً ما تكون صيداً سهلاً لأصحاب النوايا السيئة.. وتجذب الأشخاص الذين يستغلون كرمك ونواياك الطيبة.

ـ فكر فيما تتوقعه من الآخرين.. ربما تكون توقعاتك أعلى مما ينبغي.. كما قد تتسبب بعض الأشياء التالية في مشاكل ثقة في العلاقات:

ـ هل تنتظر من الآخرين أن “يعرفوا” ما ترغب به وتخفيه بداخلك أو “يقرؤا فكرك”؟.

ـ قد يكون هذا سبب في انعدام الثقة في الآخرين.. لأنهم لا يفعلون الأشياء التي تخيلت وجوب فعلها.. لكنك فشلت في التعبير عنها.

ـ أنت تتوقع من الآخرين إعطائك بقدر ما تعطي.

ـ العطاء يجب ألا يحسب بموازنة “من؟” فعل “ماذا؟”.

ـ إن لم تعطِ بحرية.. لكنك انتظرت شيئاً في المقابل.. ساعتها ستشعر بانعدام ثقة إن لم يرد لك الشخص الآخر الجميل.

ـ لديك دائماً توقعات سيئة بشأن الأشخاص الآخرين.. وفي هذه الحالة.. يصعب عليك الوثوق بأي أحد.

ـ حين يأتي الأمر للحياة العاطفية أو الحميمية.. تكون توقعاتك قاسية بشأن ضرورة بقاء شريكك بقربك.. مما قد يؤدي لشعور بالاختناق أو سلوك يشبه هوس المطاردة إن تم المبالغة فيه.

التغلب على مشاكل ثقتك بالآخرين:

ـ فكر في رغبتك في عيش حياة مليئة بالثقة.. أم بالكثير من الشك.

ـ فكر في العواقب الأكبر لعدم الوثوق بالكل خلال حياتك.

ـ هذا يستهلك كثيراً من الطاقة.. كما أنه يهمشكً ويتركك دائماً في حالة من الريبة والإحباط.. هل هذه طريقة ممتعة لعيش حياتك؟ بالطبع لا.

ـ فكر في الصورة الأكبر.. وكيف سينتج عن الثقة نتائج إيجابية تعوضك عن الأوقات السلبية.

ـ كن حسِن النية بدلاً من أن تكون شكاكاً.

ـ لكن الثقة لا تساوي السذاجة.. تظل المشاعر والتحليل الفكري على حد سواء من النواحي المهمة لتوسيع منظورك للحياة.

 

ـ ستأتي عليك أوقات تعتقد بوجود شيء مريب.

ـ في هذه الحالات.. من الأفضل تغيير وجهة نظرك.

ـ وإيجاد تفاصيل أكثر قبل الحكم على الشخص أو على المسألة.

ـ لكن حسن النية يستحق العناء أيضاً.

ـ فكر في أن معظم الأشخاص يقصدون الخير.. ويقدرون على إنجاز الأعمال بنفس مستوى قدرتك.

ـ أعط الناس مساحتهم.. سواء كان ذلك في علاقة عاطفية.. أو عملية.. أو معرفة اجتماعية.. لن يحب أحد شعور الاختناق.. بسبب أحد آخر يرغب في معرفة كل تحركاته.

ـ يصارع أي حيوان مرتاب بقوة ليدافع عن نفسه.. وتوقع سلوكاً مشابهًا للغاية من شخص يشعر بأنه متّبع أو مطَارد أو يتلقى معاملة مريبة لسبب مجهول.. بالابتعاد وترك الآخرين يشعرون بوجود مساحة شخصية خاصة بهم.

ـ يمكنك أن تخلق مساحة للصراحة والمشاركة.

 

ـ إن كنت تتلصص على ممتلكات الآخرين: كالكتابات.. أو المذكرات.. أو تتبعهم.. توقف عن ذلك الآن.. فهم على الأرجح غالباً ما يدركون ما تفعل أو عاجلاً ما سيدركونه.

ـ هذا شيء مرعب ومفرط السيطرة وغالباً ما سيحطم ثقتهم بك.. وإن فقدتما الثقة ببعضكما البعض.. ستكون خسرت كل شيء.

 

ـ عالج آلام الماضي.. الحب الفاشل.. أو صفقات العمل الفاشلة.. أو الصداقات الفاشلة.. كلها أشياء تأخذ مكانها في بنك الذاكرة.

ـ فهي جزء من حياتك.. وليست حياتك كلها.

ـ الأشياء السيئة تحدث بالفعل.. لكن كيفية تعاملنا معها هو ما يهم.. حاول التوقف عن ندب الأشياء السيئة التي حدثت.

ـ ابدأ التركيز.. بدلاً من ذلك.. على ما تعلمته من التجربة.

 

ـ كن واعياً أنك.. كلما ركزت أكثر على ما كان سلبياً في الماضي.

ـ كلما زاد الأثر السلبي من وراء رؤيتك له في كل إعادة سرد.. بماذا يفيدك هذا حقاً؟

ـ غالباً ما تصبح قصة الماضي – بشكل مخادع- هي مصدرك للأمان بدلاً من التفكير الواقعي في الحاضر.

 

ـ بمرور الوقت.. إعادة سردها يقلب الطاولة على أولئك الأشخاص القادرين.

ـ في أحوال أخرى.. على مساعدتك وإرشادك لاتخاذ قرارات أفضل وأسعد.

ـ حاول أن تتخطى هذه القصص التي ترويها لنفسك.

 

ـ خذ قراراً بإيجاد طرق بناءة للتعامل مع أزمات الثقة.

 

ـ لا توجد ضمانة في الحياة بأن ثقتك لن تنكسر.. لكنك قادر على اتخاذ قرار بالتعامل مع هذه الثغرات بطرق لا تؤدي لرؤية سلبية للحياة.. يمكنك على سبيل المثال:

 

ـ إدراك أن بعض الأشخاص ببساطة ليسوا صالحين.. لكن هذا لا يشمل كل الناس.. لذا استمر بالسعي وراء الصالحين.

ـ تعلم الدروس المستفادة مما مررت به.

 

ـ ما الذي بإمكانك تحسينه في المرة القادمة؟

ـ ما الذي ساهمت به في ثغرة الثقة؟ مثلًا.

ـ قد تكون فشلت في إدراك العلامات الأولية.. أو أنك لم تحرص مسبقاً على التأكد من الأشياء التي قد تجلب لك المشاكل.

ـ مسامحة الشخص الذي خان ثقتك.. إن لم تفعل.. ستحمل هم هذا الشخص معك طوال الوقت في المستقبل.. وهذا يستنفذ طاقتك أكثر من اللازم.

ـ توقف عن توقع معرفة الآخرين بما ترغب.. ما لم تكن مستعداَ لصياغة رغباتك بوضوح.

ـ لا يجب أن تتوقع من الآخرين قراءة أفكارك.

 

ـ تعلم التكلم بوضوح.. وكن محددًا بشأن احتياجاتك.. ودافع عما يهمك بحق.

ـ فهو من غير العادل أن تلوم الآخرين لخذلانك.. إن فشلت في توضيح ما تتوقعه منهم.

ـ ضع قواعد صلبة في العلاقات العملية والعاطفية تكون في صالح كلا الطرفين.. ومع معرفة كلًا منكما التوقعات.. سيكون هناك حدود.. وتفاهم واضح ومشترك.

ـ اخيراً.. الثقة اصعب شيء.. والاصعب انت تمنحها.

الثقة : كيف نمارسها في ظروفنا الحالية ؟

 

د . هادي حسن عليوي

 

ـ الثقة: حالة عقلية.. وخيار أخلاقي يكون فيه الإنسان مقتنعاً من كفاءة أو صحة أمر ما يتعلق به أو بشخص أو بشيء آخر .

ـ الثقة: تتضمن عدم الشك في اعتقاد الشخصية الجيدة.

الثقة: هي توقع النوايا الحسنة مبنية على معرفة المرء بالإنسان الآخر.

ـ الثقة: قد تكون عن ما هو المجهول ، لعدم إمكانية التحقق منها في الوقت الحالي.. لكن من الممكن رؤية نتائجها في المستقبل.

ـ من أين تبدأ الثقة؟ وبمن نثق؟

ـ وهل الثقة بالنفس كافية للخروج من المآزق أو نيل المقصود؟.

ـ بالطبع لا يمكن أن يتخذ الإنسان من النفس مصدراً للتحرك.

ـ فكم من امرئٍ وقع في شبائك الثقة بنفسه، فأدى به الحال إلى الغرو.. والتهور.. والتعجرف.. والاستهزاء بالآخر.. وعدم التثبت من المعطيات.. لتكون النتائج في كل ذلك وبالاً على صاحبها.

ـ وكم من واثق بماله فيدفعه هذا الشعور إلى التعالي.. والظلم.. والخسران.

ـ بل وكم من واثقٍ بسلطانه.. فينتهي به الحال إلى الزنزانة أو القتل.. وغيرها من مجالات الحياة التي تختلف فيها موارد التثبت والوثاقة.

إذن: ما هو المقياس في حالة الثقة؟

ـ المقياس والضابطة للثقة : هو التفريق بين الأشياء الثابتة والمتغيرة.

ـ فالمال متغير.. والسلطان متغير.. والصحة والعافية متغيرة.. والصداقة متغيرة.. والعلاقات الاجتماعية متغيرة.. سواء أكانت فردية أم أسرية.. لأن الثابت فيها هو ما بني على الإيمان بالله عز وجل .

 

ـ ولو كانت هذه الأمور قابلة للثبات لما وضع الله تعالى أحكاماً وتشريعات ابتداءً من العلاقة الزوجية.. ثم الوالدية.. ثم القرابية.. ثم العشائرية.

ـ ثم العلاقة داخل المجتمع كالجوار.. والصداقة.. وجلسات التحاور.. والتذاكر.. وعقود المعاملات القائمة بين الناس.

ـ كلها وضع الله لها تشريعاتها لأنها من المتغيرات.

ـ وجاءت الدولة المدنية لتعزز ذلك وتزيد في تنظيم كل ما هو متغير.

 

ـ لكننا نعيش اليوم أزمة ثقة !!!.

ـ ناهيك عن فقدان ثقافة الثبات والمتغير في الحياة.

ـ وغياب القانون أو عدم تطبيقه.

ـ بل الأكثر غرابةً إن أكثريتنا ليس لهم ثقة بأنفسهم !! فكيف نثق بالآخرين ؟؟

 

ازمة الثقة:

ـ اننا اليوم.. في العراق خاصةً.. نعيش أزمة ثقة.. ناهيك عن فقدان ثقافة الثبات والمتغير في الحياة.

ـ وغياب القانون أو تطبيقه.. بل الأكثر غراباً إن أكثريتنا ليس لهم ثقة بأنفسهم !! فكيف نثق بالآخرين ؟؟

ـ الجهل يولد الثقة على نحو أكثر مما تفعل المعرفة: إنهم أولئك الذين لا يعرفون سوى القليل.. وليس أولئك الذين يعرفون الكثير.. يؤكدون أن هذه أو تلك المشكلة لن يتم حلها عن طريق العلم.

– يرى عالم الأحياء الشهير تشارلز داروين على سبيل المثال: ان المجتمع يدمّر الثّقة من جذورها ويمنعك من التمتّع بالثّقة بالنفس.. أي إنّ المجتمع يدمّر الثّقة بالنفس ويعزّز الثّقة بالآخرين.

ـ فيما يعتقد جرودون بايرون: إنّ الثقة بالنفس هي الاعتقاد في النفس.. والركون إليها.. والإيمان بها.

ـ إنّ الثّقة بالآخرين تشبه الأزهار الاصطناعية التي لا جذور لها.

 

ـ انعدام الثقة في علاقة عاطفية هو قوة مدمرة.. فبدون الثقة.. سيكون صعبًا أن تشعر بالأمان.. وقد تبقى في شك طوال الوقت إن كان الشخص الآخر وفياً.. أو محقاً.. أو صادقًاً.. سواءً كانت العلاقة: عاطفية.. أو عملية.. أو اجتماعية.

ـ فمسائل الثقة هي الأهم.. إن كنت تمر بأزمة ثقة.. فمن الهام أن تتعلم طرق مثمرة لتخطيها قبل أن تتضرر العلاقة.

 

ـ ما السبب في انعدام ثقتك؟

ـ فكر فيما يجعلك تفشل في الوثوق بالآخرين.. قد يكون من الصعب بالنسبة لبعض الناس مقارنة بغيرهم أن يشعروا بالثقة في الآخرين.. وهذا غالبًاً بسبب تجارب سابقة.. أو إحباطات حديثة.. أو حتى بسبب التربية في الصغر.

 

ـ إن حدث وخذلك الآخرون.. أو فشلوا في دعمك.. أو مساندتك.. حين طلبت المساعدة.. فقد تجد الوثوق بالآخرين صعباً.

ـ على الصعيد الآخر: إن كان لديك أشخاص داعمين نجحوا في إرشادك في المواقف الصعبة.. وقدموا العون في سبيل تأقلمك مع الخذلان.. فأنت على الأرجح تعلمت كيفية الوثوق بالناس.

ـ إن صعب عليك الوثوق بالآخرين.. قد تمثل بعض هذه المشاكل عقبة في طريقك.

ـ أنت تشعر بأن الناس غير جديرين بالثقة.. كما أنك تعمم هذه الفكرة لتشمل كل من تقابل.. بغض النظر عن ضمانتهم.

ـ أنت تشعر بالحاجة لحماية نفسك من الجرح.. بوضع حواجز دفاعية قبل أن تعطي الآخرين فرصة.

ـ أنت لا تحب طلب المساعدة.. وتفضل عمل الأشياء بنفسك لتتأكد من لياقتها أو تمتنع عنها تماماً.

ـ أنت تحكم بطريقة خاطئة على الأشخاص.. ولا تقدر على معرفة الشخص الجيد من الشخص السيئ.. ودائماً ما ينتهي بك الحال مع أشخاص غير جديرين بالثقة في حياتك.
ـ أحياناً ما تكون صيداً سهلاً لأصحاب النوايا السيئة.. وتجذب الأشخاص الذين يستغلون كرمك ونواياك الطيبة.
ـ فكر فيما تتوقعه من الآخرين.. ربما تكون توقعاتك أعلى مما ينبغي.. كما قد تتسبب بعض الأشياء التالية في مشاكل ثقة في العلاقات:
ـ هل تنتظر من الآخرين أن “يعرفوا” ما ترغب به وتخفيه بداخلك أو “يقرأوا فكرك”؟.
ـ قد يكون هذا سبب في انعدام الثقة في الآخرين.. لأنهم لا يفعلون الأشياء التي تخيلت وجوب فعلها.. لكنك فشلت في التعبير عنها.
ـ أنت تتوقع من الآخرين إعطائك بقدر ما تعطي.
ـ العطاء يجب ألا يحسب بموازنة “من؟” فعل “ماذا؟”.
ـ إن لم تعطِ بحرية.. لكنك انتظرت شيئاً في المقابل.. ساعتها ستشعر بانعدام ثقة إن لم يرد لك الشخص الآخر الجميل.
ـ لديك دائماً توقعات سيئة بشأن الأشخاص الآخرين.. وفي هذه الحالة.. يصعب عليك الوثوق بأي أحد.
ـ حين يأتي الأمر للحياة العاطفية أو الحميمية.. تكون توقعاتك قاسية بشأن ضرورة بقاء شريكك بقربك.. مما قد يؤدي لشعور بالاختناق أو سلوك يشبه هوس المطاردة إن تم المبالغة فيه.
التغلب على مشاكل ثقتك بالآخرين:
ـ فكر في رغبتك في عيش حياة مليئة بالثقة.. أم بالكثير من الشك.
ـ فكر في العواقب الأكبر لعدم الوثوق بالكل خلال حياتك.
ـ هذا يستهلك كثيراً من الطاقة.. كما أنه يهمشكً ويتركك دائماً في حالة من الريبة والإحباط.. هل هذه طريقة ممتعة لعيش حياتك؟ بالطبع لا.
ـ فكر في الصورة الأكبر.. وكيف سينتج عن الثقة نتائج إيجابية تعوضك عن الأوقات السلبية.
ـ كن حسِن النية بدلاً من أن تكون شكاكاً.
ـ لكن الثقة لا تساوي السذاجة.. تظل المشاعر والتحليل الفكري على حد سواء من النواحي المهمة لتوسيع منظورك للحياة.
ـ ستأتي عليك أوقات تعتقد بوجود شيء مريب.
ـ في هذه الحالات.. من الأفضل تغيير وجهة نظرك.
ـ وإيجاد تفاصيل أكثر قبل الحكم على الشخص أو على المسألة.
ـ لكن حسن النية يستحق العناء أيضاً.
ـ فكر في أن معظم الأشخاص يقصدون الخير.. ويقدرون على إنجاز الأعمال بنفس مستوى قدرتك.
ـ أعط الناس مساحتهم.. سواء كان ذلك في علاقة عاطفية.. أو عملية.. أو معرفة اجتماعية.. لن يحب أحد شعور الاختناق.. بسبب أحد آخر يرغب في معرفة كل تحركاته.
ـ يصارع أي حيوان مرتاب بقوة ليدافع عن نفسه.. وتوقع سلوكاً مشابهًا للغاية من شخص يشعر بأنه متّبع أو مطَارد أو يتلقى معاملة مريبة لسبب مجهول.. بالابتعاد وترك الآخرين يشعرون بوجود مساحة شخصية خاصة بهم.
ـ يمكنك أن تخلق مساحة للصراحة والمشاركة.
ـ إن كنت تتلصص على ممتلكات الآخرين: كالكتابات.. أو المذكرات.. أو تتبعهم.. توقف عن ذلك الآن.. فهم على الأرجح غالباً ما يدركون ما تفعل أو عاجلاً ما سيدركونه.
ـ هذا شيء مرعب ومفرط السيطرة وغالباً ما سيحطم ثقتهم بك.. وإن فقدتما الثقة ببعضكما البعض.. ستكون خسرت كل شيء.
ـ عالج آلام الماضي.. الحب الفاشل.. أو صفقات العمل الفاشلة.. أو الصداقات الفاشلة.. كلها أشياء تأخذ مكانها في بنك الذاكرة.
ـ فهي جزء من حياتك.. وليست حياتك كلها.
ـ الأشياء السيئة تحدث بالفعل.. لكن كيفية تعاملنا معها هو ما يهم.. حاول التوقف عن ندب الأشياء السيئة التي حدثت.
ـ ابدأ التركيز.. بدلاً من ذلك.. على ما تعلمته من التجربة.
ـ كن واعياً أنك.. كلما ركزت أكثر على ما كان سلبياً في الماضي.
ـ كلما زاد الأثر السلبي من وراء رؤيتك له في كل إعادة سرد.. بماذا يفيدك هذا حقاً؟
ـ غالباً ما تصبح قصة الماضي – بشكل مخادع- هي مصدرك للأمان بدلاً من التفكير الواقعي في الحاضر.
ـ بمرور الوقت.. إعادة سردها يقلب الطاولة على أولئك الأشخاص القادرين.
ـ في أحوال أخرى.. على مساعدتك وإرشادك لاتخاذ قرارات أفضل وأسعد.
ـ حاول أن تتخطى هذه القصص التي ترويها لنفسك.
ـ خذ قراراً بإيجاد طرق بناءة للتعامل مع أزمات الثقة.
ـ لا توجد ضمانة في الحياة بأن ثقتك لن تنكسر.. لكنك قادر على اتخاذ قرار بالتعامل مع هذه الثغرات بطرق لا تؤدي لرؤية سلبية للحياة.. يمكنك على سبيل المثال:
ـ إدراك أن بعض الأشخاص ببساطة ليسوا صالحين.. لكن هذا لا يشمل كل الناس.. لذا استمر بالسعي وراء الصالحين.
ـ تعلم الدروس المستفادة مما مررت به.
ـ ما الذي بإمكانك تحسينه في المرة القادمة؟
ـ ما الذي ساهمت به في ثغرة الثقة؟ مثلًا.
ـ قد تكون فشلت في إدراك العلامات الأولية.. أو أنك لم تحرص مسبقاً على التأكد من الأشياء التي قد تجلب لك المشاكل.
ـ مسامحة الشخص الذي خان ثقتك.. إن لم تفعل.. ستحمل هم هذا الشخص معك طوال الوقت في المستقبل.. وهذا يستنفذ طاقتك أكثر من اللازم.
ـ توقف عن توقع معرفة الآخرين بما ترغب.. ما لم تكن مستعداَ لصياغة رغباتك بوضوح.
ـ لا يجب أن تتوقع من الآخرين قراءة أفكارك.
ـ تعلم التكلم بوضوح.. وكن محددًا بشأن احتياجاتك.. ودافع عما يهمك بحق.
ـ فهو من غير العادل أن تلوم الآخرين لخذلانك.. إن فشلت في توضيح ما تتوقعه منهم.
ـ ضع قواعد صلبة في العلاقات العملية والعاطفية تكون في صالح كلا الطرفين.. ومع معرفة كلًا منكما التوقعات.. سيكون هناك حدود.. وتفاهم واضح ومشترك.
ـ اخيراً.. الثقة اصعب شيء.. والاصعب انت تمنحها.

_____________-
الثقة : كيف نمارسها في ظروفنا الحالية ؟

 

د . هادي حسن عليوي

 

ـ الثقة: حالة عقلية.. وخيار أخلاقي يكون فيه الإنسان مقتنعاً من كفاءة أو صحة أمر ما يتعلق به أو بشخص أو بشيء آخر .

ـ الثقة: تتضمن عدم الشك في اعتقاد الشخصية الجيدة.

الثقة: هي توقع النوايا الحسنة مبنية على معرفة المرء بالإنسان الآخر.

ـ الثقة: قد تكون عن ما هو المجهول ، لعدم إمكانية التحقق منها في الوقت الحالي.. لكن من الممكن رؤية نتائجها في المستقبل.

 

ـ من أين تبدأ الثقة؟ وبمن نثق؟

ـ وهل الثقة بالنفس كافية للخروج من المآزق أو نيل المقصود؟.

ـ بالطبع لا يمكن أن يتخذ الإنسان من النفس مصدراً للتحرك.

ـ فكم من امرئٍ وقع في شبائك الثقة بنفسه، فأدى به الحال إلى الغرو.. والتهور.. والتعجرف.. والاستهزاء بالآخر.. وعدم التثبت من المعطيات.. لتكون النتائج في كل ذلك وبالاً على صاحبها.

ـ وكم من واثق بماله فيدفعه هذا الشعور إلى التعالي.. والظلم.. والخسران.

ـ بل وكم من واثقٍ بسلطانه.. فينتهي به الحال إلى الزنزانة أو القتل.. وغيرها من مجالات الحياة التي تختلف فيها موارد التثبت والوثاقة.

إذن: ما هو المقياس في حالة الثقة؟

ـ المقياس والضابطة للثقة : هو التفريق بين الأشياء الثابتة والمتغيرة.

ـ فالمال متغير.. والسلطان متغير.. والصحة والعافية متغيرة.. والصداقة متغيرة.. والعلاقات الاجتماعية متغيرة.. سواء أكانت فردية أم أسرية.. لأن الثابت فيها هو ما بني على الإيمان بالله عز وجل .

 

ـ ولو كانت هذه الأمور قابلة للثبات لما وضع الله تعالى أحكاماً وتشريعات ابتداءً من العلاقة الزوجية.. ثم الوالدية.. ثم القرابية.. ثم العشائرية.

ـ ثم العلاقة داخل المجتمع كالجوار.. والصداقة.. وجلسات التحاور.. والتذاكر.. وعقود المعاملات القائمة بين الناس.

ـ كلها وضع الله لها تشريعاتها لأنها من المتغيرات.

ـوجاءت الدولة المدنية لتعزز ذلك وتزيد في تنظيم كل ما هو متغير.

 

ـ لكننا نعيش اليوم أزمة ثقة !!!.

ـ ناهيك عن فقدان ثقافة الثبات والمتغير في الحياة.

ـ وغياب القانون أو عدم تطبيقه.

ـ بل الأكثر غرابةً إن أكثريتنا ليس لهم ثقة بأنفسهم !! فكيف نثق بالآخرين ؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب