19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

-1-
شتان بين رجلين :

أحدهما يثق بنفسه ، فيتخذ القرارات الشجاعة ولا تخونه نفسه في الإقدام على انجاز المهمات الكبرى ، فيشق طريقه نحو الوصول الى غاياته بقوة …

والثاني : لايثق بنفسه ، وهو كثير التردد والاحجام والتخوف من الفشل ، فيبقى بعيداً عن الفوز في الميادين العملية كلها …

-2-

إنّ الثقة بالنفس هي مفتاح التقدم والنجاح …

والثقة بالنفس لا تعني الغرور ، ولا المبالغات الممجوجة في ما تملكه من قدرات وطاقات ، وانما تعني الادارة الصلبة ورباطة الجأش والتصميم على المضي قُدما في ميادين الحياة ، من دون تذبذب وارتخاء وبعيداً عن الاهتزاز …

-3-

أذكر ان شابا لبنانياً من عائلة كريمة معروفة جاءني – يَومَ كنتُ مقيما في لندن – وطلب مني إجراء العقد الشرعي اللازم لزواجه من احدى الفتيات اللبنانيات وقال لي :

إنّ العادة التي جرينا عليها – في أسرتنا – هي أن نجعل العصمة بيد الزوجة ، وانا ارجوك أنْ تجري العقد الشرعي وتجعل العصمة بيدها ..!!

أتدرون ما معنى جعل العصمة بيدها ؟

انه يعني توكيل ” الزوجة ” بايقاع صيغة الطلاق من زوجها ساعة تشاء..

وهذا مالا يقبل به معظم الرجال اذا اشتُرط عليهم ذلك ..!!

إنّ الخشية من إقدام الزوج على الطلاق هي الصورة المنطبعة في الاذهان .

أما تخويل الزوج لزوجته بايقاع الطلاق، وبرضا كامل بل باشتراط منه ، انما يعكس أعلى صيغ الثقة بالنفس في مضمار التعامل الزوجي ..

وهكذا كان وقد أجرينا العقد على هذا الشرط …

-4-

ولابُدَّ أنْ تستند الثقة بالنفس الى مقوّمات حقيقية لكي لا تكون مجرد مكابرة باردة .

وفي تاريخ القادة البارزين في كل الامم والشعوب ما يُثبت أنهم توفروا على امتلاك المزايا والسجايا التي أهلّتهم لأنجازاتهم ومواقفهم التاريخية.

-5-

لن يستطيع ” الطالب ” أن يجتاز الامتحانات بنجاح ما لم يكن واثقا من نفسه …

ولن يستطيع ” الاستاذ ” ان يكسب احترام تلاميذه، ما لم يكن واثقا من نفسه ، وانه جدير باثرائهم بما يقدمّه لهم من علم ..

ولن يستطيع ” المؤلف ” أنْ يطبع كتاباً ما لم يكن واثقا من نفسه، وانه يقدّم للقرّاء شيئاً يستحق القراءة .

وهكذا …

-6-

وفي العراق الجديد برزت ظاهرة ” الثقة بالمال ” عند سياسيّ الصدفة..،

” المال السياسي ” هو احدى المصائب التي ابتلي بها شعبنا المرهق بالأعباء فقد تم التوصل عبر المال السياسي الى العديد من المواقع والمناصب الحساسة …!!

-7-

ولا نغالي اذا قلنا :

إنّ الكثير من المشكلات الراهنة، لم تكن لتظهر لولا وجود تلك العناصر الفاقدة للأهلية ، هنا وهناك، وفي شتى المرافق العامة .

-8-

وكما انّ (الحدّاد) لا يصح له ان يتعاطى (الطبابة) مثلاً ، ولا يصح (للخبازّ) ان يتولى ادارة المدرسة، كذلك لايصح لاولئك الذين لا يملكون المهارات المطلوبة التصدي لما تصدوا له …

فإلى متى تستمر المفارقات المحزنة ؟

[email protected]