19 ديسمبر، 2024 12:15 ص

الثقب الأسود وابتلاع اللجنة الأولمبية !؟

الثقب الأسود وابتلاع اللجنة الأولمبية !؟

الذاكرة الرياضية تعطلت لدرجة لايمكن تخيلها، واخر ما يمكن التفكير به هو الانجاز العالي (الحقيقي) وتدوينه ، وما هروب الاعلام صوب كرة القدم رغم وجود عشرات الألعاب الرياضية الاخرى الا حقيقة ان لا رياضة انجاز في العراق مع بعض الاستثناءات البسيطة جدا .
شد المسار الرياضي نحو السياسة منذ الإعلان عن شعار (هكذا يلعب المحاصرون) وربما قبله إلى حين الإعلان عن قرينة الفوز بدحر شيء ما .. وكأن السياسة ثقب اسود يبتلع كل ما يمر به أو بجانبه !
رياضة العراق تكبلت بثقل الهوى السياسي وقبل ذلك بثقل الفراغ القيادي.
والحديث عن الجانب الرياضي المأساوي الهادر للمال العام والقاتل للموهبة مع بعض الاستثناءات البسيطة ايضا .

ان جوهر العمل الرياضي تشوه في صميمه ثم عجز عن الإنتاج فالرياضة كمفهوم عام لاتعني كرة قدم فقط بل كل متعلقات هذا المفهوم بدءً من الروح وانتهاء بكل نشاط، لكن وصف الرياضة في العراق حاليا قريب لوصف مجموعة من التائهين وسط صحراء لايعرف احدهم الاخر ولا يعلم اي منهم أين سيذهبون!
سحبت وزارة الشباب الشباب والرياضة مؤخرا كل البساط لصالحها واصبحت الجهة الاعلى لقيادة الرياضة.. لكن كيف فرطت اللجنة الأولمبية بدورها!؟
مرت اللجنة الأولمبية بمراحل عديدة منذ التغيير وحتى هذه اللحظة وخضعت كغيرها من المؤسسات لمرحلة إعادة الإنتاج.. فهل أعادت إنتاج نفسها؟
لم تأخذ الأولمبية الدور الذي يعطي لحرمة هذه المؤسسة حقها الافتراضي بأنها الاب او الام لكل انواع الانجاز بل خاضت بموضوعات جعلت من فكرة الزرع والحصاد ضمن قائمة المؤجلات اذا ما قارنا ما تحقق بقوائم الاهتمامات والاولويات.
اليوم وبشكل رسمي فقدت اللجنة الأولمبية فرصتها التاريخية لاعادة احياء الألعاب فبعد ضعف الرقابة وتكاثر المشكلات اصبحت الأولمبية ضائعة بين من ومن، وباتت مؤسسة غير قادرة على صنع الانجاز ولا استعارته .
صرفت مبالغ كبيرة وكثيرة وكان الجزء الأكبر مخصص لصنع الانجاز.. لكن ماذا حدث؟

ذهبت جل هذه المبالغ صوب الترضية واخرى نحو تعزيز الدور الشكلي للاتحادات وهناك قسم كبير منها خضع للضغوطات ولم يكن هناك شروع حقيقي لبناء قاعدة إدارية وفنية توصل للانجاز والذي هو اساس وجود هذه المؤسسة .. ولو قدمت أحصائية عن عدد المعسكرات والمشاركات لطال الحديث جدا ونحن نتحدث عن الاف المشاركات الخارجية وآلاف البطولات الداخلية و الخارجية ومثلها المعسكرات والنتيجة كما نرى اليوم اخر انجاز يعتد به هو وسام أولمبي وحيد في ستينيات القرن الماضي !
ان التدخل الحكومي المعلن عنه بأنه تصحيح للمسار أعاد للذهن أحداث البدايات الأولى لتغيير النظام ٢٠٠٣.
حيث أولى الخطوات ما بعد اجتماعات سويسرا كان الاطاحة برؤساء الاتحادات ومن ثم ماذا؟
عمق الازمة الرياضية يشتد ولا امل يلوح في الأفق دام الامر خاضع لاجتهادات شخصية وكل مسؤول يطمح للتغيير لكن هذا التغيير لن يصل) اي مدى مهما كان قريبا .. والاهم من ذلك روح الرياضة التي زهقت.