18 ديسمبر، 2024 10:07 م

يقال إن اللغة كائن حي يولد وينمو ويتكاثر ويموت ولغة كل أمة مقياس رقيَها ’ فإذا أردت أن تعرف مبلغ كل أمة من العلم والأدب والصناعة والتجارة والسياسة فانظر إلى لغتها فكلما تقدمت الأمم تقدمت معها لغاتها 0 يقول الرصافي في كتابه الآلة والأداة إن اللغة العربية كانت سيدة اللغات حيث كان أهلها سادة الناس وبعد الفتوح الإسلامية اندمج في العرب خلق كثير من الأمم الأخرى وكان ذلك من أسباب ارتقاء اللغة العربية وأصبحت في ذلك العهد من أغنى لغات البشر وأغزرها مادة ’ وفي زمن الانحطاط لمَا توقف العرب عن التقدم توقفت اللغة وبقيت جامدة وقد مرَ عليها عدة قرون وهي في جمود وركود فتخلفت عن مصطلحات العلوم والفنون الحديثة وخلت من كل ماحدث وتجدد ’ والعلَة ليست في اللغة لأن لها قواعد محكمة وتصاريف متناسقة واشتقاقات متعددة فهي من أطول اللغات باعا وأبعدها للمعاني انتجاعا وأكثرها للألفاظ توليدا وانتزاعا وفيها من القابلية للتجدد والاتساع ما ليس في غيرها من لغات البشر وإنما هو عجز أهلها والناطقين بها وتقاعس علمائها وعزوف أدبائها عن استخدام المصطلحات المعرَبة في كتاباتهم والإصرار على استخدام المصطلحات الأجنبية في آدابهم وكتاباتهم علما أن المصطلحات الأجنبية التي يتبارون على استخدامها لها ما يقابلها في العربية ومثال على ذلك ( انطولوجيا ) علم الوجود ’ ( انثربولوجيا ) علم الإنسان ’ ( سيكولوجي ) علم النفس ’ ( سوسيولوجي ) علم الاجتماع ’ (بايولوجي) علم الأعضاء ’ ( ميثولوجيا ) علم الأساطير ’ ( سيميولوجيا ) علم العلاقات ’ ( السيميائية ) دراسة العلامات ’ ( الببلوغرافيا) قائمة الكتب والمواد المكتبية 0 فلماذا يصر أدباؤنا على استخدام المصطلحات الأجنبية ؟؟

لقد حاول بعض علماء اللغة والأدب إصلاح لغتنا من أمثال مصطفى جواد والرصافي لكتهم لم يلقوا آذانا صاغية ’ لا بل أصبح مصطفى جواد موضع سخرية من بعض العاملين في اللغة 0 هذا الموضوع يجول في خاطري منذ فترة طويلة وقد كتب الصديق ( سعد حيدر حسين ) عمودا حول هذا الموضوع في جريدة الزمان بعنوان { الملفون والمئلاف } بيَن فيه عجز علماء اللغة عن إيجاد ما يقابل الأرقام الحديثة في اللغة العربية فالعرب كانوا يسمون المليون ألف ألف ولم يكن لديهم المليار والتريليون فهل يقال للمليار ألف ألف ألف والتريليون أربع مرات ألف قبل المعدود ؟ وقد بخرج رقم آخر فهل نظل نكرر الألف والى متى ؟ لكن أحدا لم يستمع إليه لا بل لم يقرأه 0 ما دعاني لأثير هذا الموضوع ما سمعته في برنامج بالعراقي من على شاشة قناة الحرَة عراق وبمناسبة الذكرى السادسة والأربعين بعد المائة حيث جمع أحد الضيوف وهو دكتور وعميد كلية جمع كلمة حقبة ( حقبات ) بفتح الحاء والقاف ولا أدري كيف جمعها الدكتور هكذا فالمعروف إن حقبة تجمع حقب بضم الحاء وفتح القاف وجمع المؤنث السالم لها حقبات بضم الحاء وسكون القاف على وزن غرفة غرف أو غرفات لذلك لم أستغرب ما تعج به صحفنا من أخطاء لغوية رغم إن اللغة هي سلاح الأديب والكاتب والصحفي كما السماعة هي سلاح الطبيب والريشة للرسام والمعول للعامل والمنجل للفلاح ولأاعتقد أن هناك صحف لديها مصححون لغويون , قد يقول البعض إن المهم إيصال الفكرة وهذا صحيح لكن اللغة الرصينة ضرورية لإيصال الفكرة بشكل دقيق فهل يستطيع الطبيب تشخيص المرض بدقة بدون سماعته ؟

رجائي إلى الأخوة الأدباء والكتاب إتقان استخدام اللغة وترك المصطلحات الأجنبية والاستعاضة عنها بالمعرَبة ’ كما أرجو من علماء اللغة والدين العمل بجهد حثيث على إغناء لغتنا بإضافة ما يواكب التطور العلمي العالمي وعدم ترك لغتنا راكدة فالانكليز قد أدخلوا على لغتهم عشرة آلاف كلمة خلال الثلاث سنوات الماضية 0 ختاما كتب أحد الظرفاء النص التالي تحت عنوان (( هذيان )) وهو لايخلو من خبث ( إن الحركة الأمريقية تتناغم مع الحس الذاتي للشنشلية التعبوية والفكر المتدني للحواس المنتمية للحركة اللاإرادية مع مكونات التنافر المعرفي للمكامن السطحية ’ وإذا كان اللاوعي من دواع الذات السوتلية فانه سيكون نابضا مجلجلا لأنه نشأ في بيئة هيولوجية طافية على بريق التفكير النائم على خلجات المعادن الصخرية لإنوجاد الإنسان المتحضر ) أترك للقارئ الكريم التعليق على النص وخابرني إذا افتهمت شي 0