يرتبط الحب والإيمان بالوطن والتضحية من اجله بالثقافة ولا منجز بدونها فالبناء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الناجح والمتميز أسسه ثقافيه وهي عماده وهذا يعني إن لكل مفصل وجانب من جوانب الحياة ولكل نشاط وتميز وإبداع ولكل خصوصية ثقافتها ومن هذا المنطلق تعتبر الثقافة القاعدة الأساسية للانطلاق من المساحات الصغيرة إلى المساحات الأكبر والأوسع مثل المساحات السياسة والاقتصادية وبناء المجتمع والدولة و الآداب والفنون و كل ما ذكر هو مرتبط بالثقافة ونوعيتها وسعتها إذا لا تقتصر الثقافة كما يفهما أو يعرفها البعض على شريحة أو نخبة من كتاب الشعر والقصة وبقية الآداب والفنون يعني لا يمكن اعتبار الثقافة نوع من الترف تحصر في عدد من المثقفين وإنما هي قاعدة ثابتة وبيئة واسعة كبيره وعريضة تدخل في كل شيء ويتوقف عليها كل شيء في هذا العالم وكافة الاختصاصات لان مهمتها وأهمية دورها وأهدافها كبيره جدا تشمل جميع مناحي الحياة بدون استثناء فبناء الدولة والمجتمع والنهوض بتطوير الزراعة والصناعة والاقتصاد يعتمد على الثقافة وأنواعها التي تناسب كل الاختصاصات و لا يمكن الفصل بين النهضة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والقيمية ورغم كل هذا الدور الكبير الذي تعنا به الثقافة فهي بحاجه إلى أن تسند بالدور النهضوي المتكامل و التراكمات الثقافية للأمم والشعوب والمجتمعات ومكتسباتها للإنسانية ودورها في التغير النوعي للبشرية كلها و حسب المجريات التاريخية وما تتعرض له المجتمعات ومثال على ذالك ما تعرض له المجتمع الياباني بسبب القنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة الأمريكية على ولايتي هورو شيما ونكزاكي حيث غيرت هذه الكارثة وجهة نظر وثقافة شعب بأكمله نتيجة تعرضه لصدمه حضاريه وخلقت قادة وسياسيين ومفكرين وعلماء وكفاءات نوعيه غيرت وجه اليابان الحضاري إذا بالثقافة يتوازن القادة والسياسيين وأصحاب القرار بقراراتهم ومسؤولياتهم ويدركوا ويعوا مهامهم باختيارهم أنجع الطرق والأساليب لتصريفها فتعتبر الثقافة لهم من أولويات عوامل التغير و النجاح في الطرح والمناقشة والإقناع لتحقيق الأهداف العملية والنظرية المطلوبة وان عدم تمتع و إلمام المعنيين بإدارة ألدوله والحكم بتصريف السياسة ألاقتصاديه والاجتماعية بالثقافة المهنية المطلوبة واقصد هنا الثقافة الخاصة سوف يفشلون في أدائهم لمهامهم ومسؤولياتهم وفشلهم وهذا يكلف ألدوله والمجتمع خسائر كبيره لان غياب الثقافة لدى المسئولين أو ضعفها يؤدي إلى تخلخل الفعل المتحقق في الإنتاجية الزراعية والصناعية والاقتصادية وكذالك في المفاصل السياسية والقيادية والإدارية و ينعكس أيضا على أصحاب شركات ونشاطات القطاع الخاص والعملين فيها وعلى تطوير قدرات وإمكانيات الموارد البشرية والحفاظ عليها وبالتالي ينسحب الخلل ويصيب المجتمع بشكل عام و وينعكس على التعاون بين إفراده لان توازن سلوكيات الناس يتم ويتبلور ويبرز من خلال دور الثقافة ونوعيتها ويبرز هذا الدور ويتبلور بجلاء في التصرف بين القيادة والقاعدة ما ينعكس على طبيعة الحياة ألعامه بكل مفاصلها لان إي خلل في ذالك يؤدي إلى التخلف عن ركب المدنية والتطورات والتغيرات التي تحدث في العالم في هذا العصر عصر السرعة والعلوم والتكنولوجيا وتسارع الإحداث العالمية واليوم ما نقوم به من تعبئة للحرب على الإرهاب ومكافحة الفساد والمطالبة بالإصلاح والتغير يعتمد على الثقافة ونوعية جذورها لذالك تقوم مؤسسات الدول المتقدمة التي تهتم برعاياها ومواطنيها على إدخالهم الدورات بشكل مستمر لتطوير خبراتهم ومهنيتهم بما يطرأ من ثقافات جديدة وكذالك توعية المواطنين وتثقيفهم على احترام الأنظمة والقوانين وعدم خرقها والتجاوز عليها من خلال ورش العمل و الدورات الثقافية التي تقوم بها وتشرف عليها أجهزت الدولة المختصة فثقافة الحفاظ على المال العام واحترام حقوق الإنسان ثقافة مهمة وخاصة بهذا المجال لذي نجد عندما يكون خلل في التكافل الاجتماعي والتعاون بين إفراد المجتمع يعني بالضرورة هناك خلل وجزء كبير من أسباب هذا الخلل ضعف في أسس وقواعد الثقافة المجتمعية وهنا تبرز أهمية دور التثقيف الذاتي وهو من أهم العوامل التي تساعد على مواجهة الواقع والمشاكل وحلها والانتصار عليه وعدم الهروب منها لان الهروب من مواجهة الواقع وإحداثه يعود إلى ضعف التسلح بالثقافة وحتى الفروق الفردية في التعاون والمشاركات الجمعية والمجاملات في المجتمع واحتواء الأخر وتسهيل أمور الناس ضمن الأنظمة و الأعراف والقوانين مرجعيتها وضعفها وقوتها ثقافيه وهذا ينطبق على الاستعدادات للدفاع عن الوطن والخروج في التظاهرات وتحدي الدكتاتوريات والتضحية ونسبة تفاوتها بين شخص وأخر وشريحة وأخرى مرجعها ثقافي إذا للثقافة قواعد مساحاتها كبيره وواسعة ومنطلقاتها قويه فشعور القائد والمسئول بمعانات مواطنيه والحضور بينهم ميدانيا للتعرف على أحوالهم ومطالبهم واحتياجاتهم يرتبط بمدى ثقافة المسئول ، ولو لاحظنا التفاوت بين شخص وأخر في الحرص على بناء المستقبل والتوسع في العمل وتحمل المسؤولية لعرفنا إن السبب يعود إلى ثقافة الشخص ومدى تجذرها في نفسه وذاته وضميره ومن هنا يتم التأكيد على ضرورة اعتماد الدورات الثقافية في تطوير العاملين في الجوانب المهنية و الإدارية والعلمية لنقلهم نقلات نوعيه لخدمة المجتمع وتحسين وتسهيل سبل الحياة ومثال على ذالك ما نشهده من انضباط و التزام المواطنين في الدول المتقدمة بالا نظمه والقوانين والحفاظ على المال العام و عدو التجاوز على أراضي ألدوله هو نوع من أنواع الثقافة التي يكتسبها المواطن من الأسرة منذ الطفولة وهذه الثقافة تراها متجسدة في قيادة تلك الدول ومسئوليها عندما يكونوا نموذجا أجابيا لهم بالتزامهم بالأنظمة والقوانين وتطبيق التعليمات وعدم خرقها أو خدشها بالتجاوز عليها ليعلموا مواطنيهم على هكذا ثقافة عصرية تدخل كعامل أساسي في بناء الدولة العصرية و الحياة المنظمة التي تحقق السعادة والسلامة ألعامه والأمان في المجتمع لان الثقافة تعمل على تحصين أصحابها وناسها وتقيهم السموم التي تحاول أن تتسرب إلى الوجدان والضمير لتتسمم بعدها الأفكار التي ينزلق أصاحبها إلى ممارسة الفساد والظلم واللامبالاة بحقوق الناس وبشكل خاص المعنيين بإدارة ألدوله وشؤون المجتمع و المسئولين عن تحقيق العدل والإنصاف بين المواطنين لان السموم إذا وصلت إلى الأفكار خاصتا أفكار المسئولين عندها تزور الحقائق ويعم الخراب والفساد ألدوله والمجتمع ويزيف ويزور حتى التاريخ لذا وجب على المسئول أن يتحصن ويحمي نفسه بالثقافة وبكل أنواعها وحسب الاختصاص الاقتصادي يحصن نفسه بالثقافة ألاقتصاديه وهكذا الثقافة السياسية والاجتماعية والقانونية لنصل بالنتيجة إلى حماية ألدوله والمجتمع بالثقافة كونها العامل الأساسي المساعد في ضمانة وسلامة نجاح قرارات المسئول وهنا لابد من الدخول بشكل أعمق في ثقافة المسئول في الدولة لان المسئول في ألدوله عليه أن يتوسع في الجوانب الثقافية وبشكل خاص التعرف عل ثقافة الشارع بسلبياتها وايجابياتها لان مهما كانت ثقافة المسئول وما تعلمه وحصن نفسه به من الكتب و دراسته عبر كل المراحل ألمتوسطه والاكادمية العليا يبقى بحاجه ماسه للتعرف على ثقافة الشارع يعني يكون المسؤل ميدانيا ينزل الشارع ليطلع ويدرك مع من يتواصل بالتحديد ليعرف من حضوره الميداني مهامه الحقيقية ويؤديها بجداره ونجاح لان الثقافة عمل وجهاد وليست ترف